الناجون وعمال الإنقاذ في مواجهة واقع صعب بالمناطق الخاضعة للحكومة في سوريا
اللاذقية (سوريا) (رويترز) - آخر ما سمعه نهاد داود قبل انهيار منزله فوق رأسه كان همسات صلاة زوجته حين اهتزت جدران المنزل في ساعة مبكرة من صباح الاثنين.
ويقول داود (62 عاما) وهو يرقد في مستشفى تشرين بمدينة اللاذقية السورية الساحلية الخاضعة لسيطرة الحكومة إنه خرج من تحت الأنقاض بعد ثلاثة أيام بعدما تمكن من الزحف نحو فرق الإنقاذ.
وفي الليلتين الأوليين كان داود يرتجف من شدة البرودة لكن حين صفت السماء رأى شعاعا من الضوء.
وقال داود إن الظلام كان يحيط به تحت الأنقاض وأينما زحف اصطدم بشيء ما. لكنه كان يتحرك نحو النور أينما وجده وظل يتبعه حتى خرج.
وقال داود وهو يغالب الدمع إن عمال الطوارئ لم يعثروا على أثر لزوجته.
وتعمل فرق سورية وروسية على إنقاذ الناس في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في سوريا التي قتل فيها الزلزال أكثر من 1300 شخص وأصاب 2000 بجروح.
وفي المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا كان ملايين الأشخاص يعتمدون على الإعانات حتى قبل الكارثة. وفي تركيا المجاورة تسبب الزلزال في دمار هائل.
ويفتقر عمال الإنقاذ للآلات الثقيلة لرفع الأنقاض.
وأقرت حكومة الرئيس بشار الأسد بوجود أوجه قصور في جهود الإغاثة، وألقت باللوم على عواقب 12 عاما من الحرب الأهلية والعقوبات الاقتصادية الغربية.
*أين المفر؟
وقالت الرئاسة السورية يوم الجمعة إن الرئيس بشار الأسد زار مستشفى في مدينة حلب في أول رحلة معلنة إلى المنطقة التي ضربها الزلزال. وتفقد الرئيس وزوجته الأضرار وتحدثا مع بعض الأشخاص.
وإيواء آلاف الأشخاص بعد أن دك الزلزال منازلهم أو جعلها غير آمنة يمثل تحديا كبيرا أيضا.
وفي بلدة جبلة، جنوب اللاذقية، سعى عشرات الأشخاص معظمهم من النساء والأطفال، إلى البحث عن ملاذ في أحد المساجد. وقد نزح معظمهم بالفعل مرة واحدة على الأقل في الحرب التي نشبت عام 2011 بعد احتجاجات ضد الأسد.
وانتقلت أم محمد قادمة من حلب عام 2014، بعد سنوات من القتال في المدينة التجارية الرئيسية في سوريا.
وقالت المرأة التي مات زوجها في القتال إن إحدى ابنتيها تعاني بالفعل من أزمة نفسية من أصوات الطائرات الحربية وأن أزمتها تفاقمت بعد الزلزال وهي الآن تصرخ وتنتحب في الليل.
وقالت أم محمد إن الوضع سيئ للغاية وإنها لا تعرف إلى أين عساها تذهب إذا اضطرت لمغادرة المكان.
(إعداد محمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير; أيمن سعد مسلم)