حرب بوتين تُثير تحديات بوجه سويسرا
قراءنا الأعـزاء
- Deutsch Putins Krieg fordert die Schweiz (الأصلي)
- Español Suiza ante la guerra de Putin
- Português A guerra de Putin cobra da Suíça
- 中文 战争考验瑞士中立
- Français La guerre en Ukraine interpelle la Suisse
- English Putin's war: a challenge for Switzerland
- Pусский Путинская война – это вызов и для Швейцарии
- 日本語 「プーチンの戦争」がスイスに突き付ける課題
- Italiano La guerra di Putin vista dalla Svizzera
لقد كان قرارًا بشأن الحياد والتضامن. فقد اختارت سويسرا أخيرًا الوقوف إلى جانب أوكرانيا. ولكن هل يتوافق هذا القرار مع الحياد الذي تشتهر به هذه الدولة التي تشقها سلسلة جبال الألب؟ لقد أثار القرار السويسري بالتأكيد الكثير من الجدل الذي كنا نقوم بتغطيته عن كثب في SWI swissinfo.ch.
صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قائلاً: "نحن ممتنّون لأن سويسرا تدعمنا ولا تقف جانبًا"، وأضاف: "لأنه من المستحيل البقاء على الهامش عندما تسقط الصواريخ والقنابل على مدن مُسالمة في القرن الحادي والعشرين في قلب أوروبا".
وجّه زيلينسكي هذه الكلمات عبر بث مباشر إلى عدة آلاف من الأشخاص، بمن فيهم العديد من الأوكرانيين، في تجمع حاشد انتظم وسط العاصمة السويسرية برن يوم 19 مارس الجاري.
في 28 فبراير الماضي، أعلن إينياتسيو كاسيس أن "مُجاراة الطرف المعتدي ليس من الحياد"، وأضاف "بصفتنا دولة متعاقدة ودولة راعية لا تفاقيات جنيف، فإننا مُلتزمون بالمقتضيات الإنسانية ويجب ألا نقف مكتوفي الأيدي بينما يتمّ دوسها بالأقدام".
باسكال بايريسفيل، سفيرة سويسرا لدى الأمم المتحدة في نيويورك، تشرح هذا الأمر بمزيد من التفصيل، وتقول: "كدولة صغيرة تُعدّ واحدة من أكثر الدول عولمة في العالم، فإن احترام القواعد الدولية مسألة ذات أهمية وجودية، سواء تعلق الأمر بالسياسة الاقتصادية أو بالسياسة الأمنية على حد سواء". اقرأ مقابلتنا مع بايريسفيل أدناه.
تبعا لأسلوب تفكير ارتبط بمنطق الكُتل وكان سائدا في حقبة الحرب الباردة، وضعت سويسرا نفسها - وفقا لموقعها الجغرافي الكائن في مركز الجزء الغربي من أوروبا – في صفّ القيم الغربية مثل الديمقراطية والحرية والمساواة للجميع. ومنذ ذلك الحين، أصبحت العناصر الأساسية للمجتمع المفتوح تتسم بقدر أكبر من الأهمية. لكن سويسرا توقفت منذ فترة طويلة عن النظر إلى حيادها على أنه نوع من السير لوحدها أو العزف المنفرد، كما كتبت الصحفية في SWI سيبيلا بوندولفي.
بل إنها بصدد التعاون عسكريا مع الحلف الأطلسي ومع الدول المجاورة لها على أساس انتقائي منذ فترة لا بأس بها. اقرأ لماذا تُلائم هذه الديناميكية سويسرا حتى في ظل الظروف الحالية.
في الوقت نفسه، لا تزال هناك اختلافات كبيرة مقارنة بالسويد وفنلندا، اللتان تطلقان على نفسيهما أيضًا صفة الحياد، ولكنهما مرتبطتان ارتباطًا وثيقًا بحلف شمال الأطلسي. الباحثة الأمنية ليا شاد تشرح باختصار الفروق الدقيقة بهذا الخصوص.
كذلك يشرح فيليب براندت سفير سويسرا لدى الحلف في بروكسل بدقة طبيعة وحدود التعاون القائم بين سويسرا والحلف الأطلسي. فهو يعرف جيّدا - بحكم موقعه - ما هو التفاهم المتبادل الضروري والمتاح بين الطرفين.
في ضوء الهجمات الروسية على مدن ماريوبول أو خيرسون أو خاركيف الأوكرانية، قد تبدو المناقشات الجارية حول الحياد والعلاقات الدولية مسألة عبثية. مع ذلك، فإن اتساق مواقف سويسرا هو ما جعل منها - تحديدا - مكانًا ملائما لاحتضان اجتماعات المنظمات الدولية. وفي الوقت الحاضر، تتم متابعة جرائم الحرب الروسية المزعومة من طرف مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، كما كتبت صحفية SWI جوليا كراوفورد.
ثم ماذا بعدُ؟ طالما استمرت الحرب، ستواصل سويسرا العمل بتكتم من أجل السلام، لكن من المرجّح أن يتّسم تطبيق عقوبات أقسى وأبعد مدى بقدر أكبر من الصعوبة. فعلى غرار العديد من البلدان الأخرى، تعتمد سويسرا هي الأخرى على الغاز الروسي.
هل تستطيع سويسرا أن تفعل المزيد؟ أم أنها ذهبت بالفعل بعيداً جدا بالنسبة لبلد يُوصف بأنه دولة مُحايدة؟ اسمح لنا بأن نتعرف على ما يجول بخاطرك بخصوص هذه المسألة.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
تم إيقاف التعليقات بموجب هذه المقالة. يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.