الحرب في أوكرانيا وسويسرا ولعبة المواقف
قراءنا الأعـزاء
- Deutsch Der Ukraine-Krieg, die Schweiz und das Spiel um Positionen (الأصلي)
- Español La guerra en Ucrania, Suiza y el juego de posiciones
- Português A guerra da Ucrânia, a Suíça e o jogo pelas posições
- 中文 战争、瑞士和立场
- Français La guerre en Ukraine, la Suisse et le jeu géopolitique
- Pусский Война против Украины и Швейцария: на чьей стороне находится Берн?
- English Switzerland and the West still playing for position on Ukraine
- 日本語 立場表明を迫るウクライナ戦争
- Italiano La guerra in Ucraina, la Svizzera e il gioco delle posizioni
في الوقت الذي فرضت فيه سويسرا عقوبات على روسيا، تعمل دول أخرى كالصين والهند على تبنّي سياسة الإحجام عن الادلاء بالرأي. فمن هي الأطراف التي تسعى وراء تحقيق مصالح معينة في هذه الحرب؟ وكيف تتغيّر صورة سويسرا؟ يُمكنكم الاطلاع على هذه المعلومات وغيرها في تقاريرنا المعمّقة حول الحرب الدائرة في أوكرانيا.
عمليات التصويت التي شهدتها الأمم المتحدة لإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا أكّدت شيئًا واحدًا يتلخص في أنّ الجبهات السياسية في هذه الحرب ليست منغلقة بالشكل الذي يرغب فيه سكان الديمقراطيات الغربية، بل تُمثل - على العكس من ذلك – انعكاسا للمصالح وللتبعيات الجيوسياسية.
وهذا أيضًا لأن روسيا لم تقبل بعزلتها دون مقاومة، ولا سيما عندما تعلق الأمر بتعليق عضويتها في مجلس حقوق الإنسان. إذ يتحدث دبلوماسيون عن وجود ضغوط وتهديدات، أما الذين يُصوّتون ضد روسيا فيُعتبرون "دولا غير صديقة".
في الأثناء، يُثير قرار تعليق العضوية الثاني من نوعه في تاريخ مجلس حقوق الإنسان أسئلة مُحرجة في الأمم المتحدة، منها: ماذا عن الدول الأخرى المتهمة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان؟ وإلى أيّ مدى ينبغي التأكيد على قيم المجلس بشكل مطلق؟
هل نتخذ موقفا أم لا؟ طرحنا هذا السؤال على قرائنا في جميع أنحاء العالم وسألناهم عن تصورهم لشكل الحياد السويسري في المستقبل. وبدا واضحا أن مفهوم الحياد الذي بموجبه لا تنحاز سويسرا رسميّاً لأي طرف، هو الخيار المفضل لدى الكثيرين.
أحد القراء الناطقين باللغة الإنجليزية أعاد صياغة هذا الموقف كتفويض يُوكل إلى السكان وإلى مجتمع الأعمال وإلى عدد من المؤسسات، الذين يجب عليهم هم، وليس على الدولة، أن يختاروا المعسكر الذي يقفون معه. في غضون ذلك، تدافع مجموعة التفكير الليبرالية المُستقلة "آفينير سويس" (أي: المستقبل السويسري) عن سياسة حياد "لصالح دائرة القيم الذاتية". الحيادُ والمُفاضلة: أضداد معجمية، تجتمع معًا.
ولكن من المُمكن أن يتخذ المرء مواقف أكثر وضوحاً. على سبيل المثال، طالب توماس بيشورنر، مدير معهد الأخلاقيات الاقتصادية بجامعة سانت غالن، في مقال رأي اشترك في تحريره مع مؤلفين آخرين، الشركات إلى التصرّف بشكل أخلاقي: "ببساطة، لا توجد صفقات سليمة في ظل حرب مُجحفة". لذلك يتعيّن على الشركات الانسحاب من روسيا. أما الاحتجاج بالالتزامات المتعلقة بالإمدادات لمُعارضة ذلك فليست سوى ذريعة.
مع ذلك، فإن فرض العقوبات الصارمة، جنبًا إلى جنب مع الدعاية الروسية، يمكن أن تلحق الضرر بعلاقة الغرب مع الشعب الروسي لأجيال قادمة. وبالتالي، فإن العزلة السياسية والاقتصادية تفترض تعزيز حرية الوصول إلى المعلومات داخل روسيا الاستبدادية.
في هذا المجال، يلعب برنامج حاسوبي سويسري فجأة دورًا رئيسيًا، حيث يقدم "كيويكس" الخيار المجاني لتحميل مواقع إلكترونية بأكملها بغية إتاحة الوصول إليها بدون استخدام الإنترنت، مثل موسوعة ويكيبيديا. وفي حين تم اختراعه لتسهيل وصول المواد التعليمية إلى مناطق تُعاني من عجز هيكلي، أصبح البرنامج الأداة المفضلة للالتفاف على الرقابة السائدة في روسيا.
أمّا فكرة وضع مجموعة مختارة من المقالات باللغة الروسية حول الحرب لتكون متاحة للتنزيل على البرنامج، فقد قوبلت بالرفض من "كيويكس" باعتبارها خطوة تتسم بقدر كبير من النضالية. ضبط النفس، بدلاً من المواجهة المفتوحة، هو أيضًا الأسلوب المفضل للعديد من وسائل الإعلام الروسية الصغيرة الحجم في الخارج. ما هي المواضيع التي تكتب عنها وبأي نبرة تتناولها؟ سلطنا الضوء على أربعة عناوين متواجدة في سويسرا.
في الأثناء، تتابع وسائل الإعلام المحلية سير الأحداث في منطقة الحرب، لكنها تريد أيضًا معرفة كيف تغيّر الحرب في أوروبا رؤية وتصورات السكان بشأن السياسة الأمنية والتعاون الدولي. في استطلاع حديث أجرته مؤسسة تاميديا الإعلامية، قال ثلث المشاركين والمشاركات إنهم يُعارضون انضمام سويسرا إلى الحلف الأطلسي، لكن ما يزيد بقليل عن الخمسين بالمائة منهم أعربوا عن تأييدهم لمشاركة بلادهم في شبكة أمنية أوروبية.
أيّا كان الأمر، هناك إعادة تقييم جارية لعلاقات البلد مع الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي، ولكن إلى أين يقودنا هذا؟ وهل يجب بالفعل أن يكون له تأثير على قراراتنا؟ شاركوا معنا في الحوار:

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.