الاستفادة من "الإمكانات غير المُستَغَلّة" للعمال الأكبر سناً لسد النقَص في الأيدي العاملة
لا تزال القوى العاملة في سويسرا بِحالة جيدة. لكن، وبِحَسب دراسة جديدة نَفَذَتها شركة ديلويت (Deloitte)، التي تُعتَبَر أكبر شركة للاستشارات الإدارية، فإن هذا الوضع قد لا يدوم طويلاً. ووفقا للدراسة، فإن الاستفادة من مجموعات المواهب المتواجدة في الوقت الحالي، بما في ذلك العمال الأكبر سناً والنساء، هي عوامل أساسية لمساعدة الشركات على تلبية المتطلبات المستقبلية للعمالة الماهرة.
- Español ¿Empleados mayores para cubrir la escasez de mano de obra?
- Português Trabalhadores idosos podem suprir escassez de mão-de-obra
- Français Les travailleurs aînés, un «potentiel inexploité» pour combler les pénuries de main-d’œuvre
- English Older workers have ‘untapped potential’ to fill labour shortages (الأصلي)
- Pусский Швейцария не до конца использует потенциал пожилых работников
في دراستها الأخيرة المتعلقة بمستقبل العمل، قامت شركة ديلويت (Deloitte) باستطلاع آراء 15,000 شخص من عشر دول أوروبية، للتعرف على مواقف الموظفين بشأن التوجهات الرئيسية في مجال القوى العاملة. وقد شمل ذلك 1,000 شخص من سويسرا، والذين يمكن الاطلاع على ووجهات نظرهم حول اتجاهات سوق العمل، وتوصياتهم بالنسبة للشركات من على موقع "صوت القوة العاملة في سويسرارابط خارجي".
وفي الوقت الذي اتسم فيه سوق العمل السويسري بانخفاض معدلات البطالة، والرواتب المُرتفِعة والعَمالة الماهرة، فإن دراسة ديلويت تتوقع ظهور تحديات رئيسية ناجمة عن التحول الرقمي، والمجتمع الآخذ في الشيخوخة. وهي تجادل بأن الشركات لن تُعاني من تعيين موظفين من ذوي المهارات المُناسبة فَحَسب، ولكنها ستواجه صعوبة في توظيف عدد كافٍ من الأشخاص لتلبية الاحتياجات المستقبلية أيضاً.
+ اقرأ المزيد حول الكيفية التي من المتوقع أن يؤثر بها التشغيل الآلي على العمال السويسريين
وبحسب تقديرات المكتب الفدرالي للإحصاء، من المتوقع أن يكون عدد المتقاعدين في سويسرا قد بلغ 2,6 مليون شخص بحلول عام 2040، بالمقارنة مع 1,6 مليون متقاعد في الوقت الراهن. كذلك سوف يرتفع عدد الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن عشرين عاماً، وإن كان بمقدار أقل - من 1,7 مليون إلى 1,9 مليون شخص.
وكما تشير الدراسة أيضاً، فقد فاق عدد العمال السويسريين الذين غادروا سوق العمل في عام 2016 عدد الذين دخلوا فيه للمرة الأولى. وفي حال استمرار هذه الاتجاهات الديمغرافية، فسوف يواجه سوق العمل السويسري نقصاً في الايدي العاملة، يقدر بنحو نصف مليون عامل بحلول عام 2030.
إعادة النظر في قيمة العمال الأكبر سناً
في السياق نفسه، يقدم التقرير عدة توصيات لمساعدة الشركات على مواجهة هذه التحديات. وهي تتضمن إعادة التفكير في قيمة المواهب والكفاءات الموجودة حالياً، مثل العمال العاطلين عن العمل، أو المُشَغَلين تَشغيلا ناقصاً، أو الذين يشكلون جزءاً من القوة العاملة الاحتياطية - الأشخاص الذين لا يبحثون عن عمل ولكنهم متاحون، وكذلك أولئك الذين يبحثون عن عمل ولكنهم غير مُتاحين بعد.
وبحسب تقديرات ديلويت، يمثل هؤلاء 852,000 شخص، أو قرابة 12% من عدد السكان المقيمين بشكل دائم في سويسرا، والذين تزيد أعمارهم عن 15 عاماً. ووفقا لشركة الاستشارات، فإن حوالي 60% من الاشخاص الذين لا يبحثون عن عمل ولكنهم يرغبون بممارسته هم من النساء. أما الجزء المتبقي من هذه المجموعة، فمن فئة الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عاماً، والذين وَصَل العديد منهم إلى سن التقاعد، ويتلقون معاشاً تقاعدياً بالفعل، ولكنهم يَرون أن بإمكانهم العمل. ووفقاً للدراسة أيضاً، تشكل النساء ثلثي الفئة المُستَخدَمة استخداماً ناقصاً.
وفي حين قد يكون تمديد ساعات العمل الأسبوعية، أو رفع سِنّ التقاعد، أو زيادة عدد العمال الأجانب وسيلة للمضي قدما وإيجاد حلول في هذا المجال، لكن من غير المتوقع حصول هذه الطروحات على الدعم الكافي بسبب حساسيتها السياسية المفرطة.
ويشدد تقرير شركة ديلويت على توفر العمال الأكبر سناً على مهارات ومعارف كثيراً ما يتم تجاهلها. كما يرى أن هذه الفئة تكون أكثر مرونة على الارجح عندما يتعلق الأمر بالمُرَتبات وساعات العمل. وَوَجدت الدراسة ايضاً أن 85 % من العمال الأكبر يشعرون بحماسة أثناء العمل، وهذه النسبة تفوق الفئات العمرية الأخرى.
وتشمل التوصيات الرئيسية الأخرى إعادة تصميم نماذج التوظيف للنظر في العمل بدوام جزئي، والعمل الحر والمحفظة المهنية (مُمارسة عدّة وظائف بدوام جزئي في وقت واحد، بدلاً من وظيفة واحدة بدوام كامل، أو التوفر على سلسلة من الوظائف، كل منها لفترة قصيرة، بدلاً من وظيفة واحدة لفترة طويلة) بالإضافة إلى تشجيع إعادة التدريب، والتعَلُّم مَدى الحياة بالنسبة للموظفين

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.