Navigation

تحوّلات الهجرة المهنية في سويسرا مع مرور الوقت

عمال برتغاليون يغطون حقلا لزراعة الفراولة بغطاء بلاستيكي في منطقة لاندغفارت بكانتون غرابوندن يوم 24 مارس 2014. Keystone

يسجّل المهاجرون في سويسرا عادة حضورا أكبر في المهن التي تتطلب مهارات أقلّ، في مجالات مثل البناء والتنظيف والعمل في المنازل وفي الصناعة، وبالتالي يحصلون على أجور أدنى. لكن هذا الوضع بصدد التغيّر: فغالبية القادمين الجدد هم من أصحاب الشهائد العليا، مما أدّى إلى تعديل الصورة النمطية السائدة عن الأجانب في سوق العمل.

هذا المحتوى تم نشره يوم 20 أكتوبر 2017 يوليو,
ودوك - كوانغ نغويان

وكما هو الحال في معظم البلدان المتقدمة، يعد الأجانب الأكثر تمثيلا على مستوى المهن التي لا تتطلب مهارات عالية في سويسرا. وتصل هذه النسبة إلى أزيد من 70% في العديد من الميادين، مثل مهن البناء والجص والخدمة في المنازل والتنظيف، وأيضا في الوظائف الصناعية وقطاع الخدمات التي لا يحتاج ممارسوها إلى كفاءات متقدمة. وكل هذه القطاعات تعتمد إلى حد بعيد على اليد العاملة المهاجرة.

محتويات خارجية

وعلى النقيض من ذلك تماما، فإن المزارعين ومعلمي الطفولة المبكّرة والمدارس الإبتدائية (4ونقتصر هنا على المهن الرئيسية) تشغّل أقلّ من 15% من اليد العاملة المولودة خارج سويسرا. وكذلك الأمر بالنسبة للمهن الفنية أو العاملين في القطاع الثالث أو في القطاع العام حيث توجد نسبة ضعيفة من العمال المهاجرين.

لكن من المهمّ الإشارة أيضا إلى أن نسبة العمال المتوفرين على مستوى عال من المهارة والكفاءة والمنحدرين من أصول مهاجرة هي في تزايد مضطرد. وبدأ هذا الأمر يتأكّد على وجه الخصوص منذ عام 2002، مع بدء التنفيذ التدريجي لاتفاق حرية تنقل الأشخاص بين سويسرا والإتحاد الاوروبي. وفي الثمانينات، كانت نسبة الحاصلين على شهائد تعليم عال من المهاجرين لا تتجاوز 20% . وكان أغلبهم بالكاد قد أكملوا التعليم الإبتدائي خلال مشوارهم الدراسي. أما اليوم، فالوضع مختلف تماما، إذ معظم المهاجرين الجدد يصلون إلى سويسرا وهم حاصلون على شهائد جامعية، و20% فقط منهم من ذوي المهارات المحدودة.

ويعزى هذا التغيير جزئيا إلى الحاجة المتزايدة في سويسرا إلى القوى العاملة المدرّبة تدريبا عاليا. فحصة الوظائف التي تتطلّب مهارات، بل ومهارات عالية جدا هي في اتساع. وحتى مقارنة بأوروبا، تظل سويسرا في الطليعة في هذا المجال.

محتويات خارجية

مع ذلك، توجد اختلافات بيّنة بين البلدان الأصلية المصدّرة لهذه اليد العاملة: فالمهاجرون القادمون من فرنسا وألمانيا وبعض بلدان الإتحاد الأوروبي الأخرى الاعضاء في منظمة التعاون والتنمية الإقتصادية ممثلون تمثيلا أكبر في المناصب التنفيذية والإدارية وكذلك في المهن الفكرية والعلمية. وقد بدأ هؤلاء العمال في القدوم إلى سويسرا بشكل ملحوظ في العقد الأوّل من القرن الواحد والعشرين.

محتويات خارجية

وإذا كان الإيطاليون والبرتغاليون والإسبان والأتراك لا يزالون يشغلون في الغالب المهن الأقل تأهيلا، فإن هذا يرتبط قبل كل شيء بتاريخهم الخاص في علاقة بالهجرة. ففي فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي، التي تميّزت بالإزدهار الإقتصادي في مرحلة ما بعد الحرب، جلبت سويسرا عمالة محدودة الكفاءة من إيطاليا وإسبانيا لتشييد بنيتها التحتية وإدارة مصانعها. ولحق بهم البرتغاليون في أواخر السبعينات.

ولكن يوجد الآن ضمن هذه الفئات، الكثير من المهاجرين الجدد من ذوي المهارات العالية، ومستويات تعليمية متقدمة، ويساهمون بشكل فعال في تغيير وجه الهجرة المهنية في سويسرا.

(نقله من الفرنسية وعالجه: عبد الحفيظ العبدلي)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

تم إيقاف التعليقات بموجب هذه المقالة. يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

غيُر كلمة السر

هل تريد حقاً حذف ملف المستخدم الشخصي الخاص بك؟

النشرة الإخبارية
لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو

مقالاتنا الأكثر قراءة هذا الأسبوع

اشترك في نشرتنا الإخبارية المجانية للحصول بانتظام على أهم منشوراتنا حول مواضيع متنوعة مباشرة في صندوق بريدك

أسبوعيا

توفر سياسة خصوصيّة البيانات المعتمدة من طرف هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (SRG – SSR) معلومات إضافية وشاملة حول كيفية معالجة البيانات.