ناشد والد الشاب السعودي الشيعي علي النمر المحكوم بالاعدام والذي اعتقل وهو قاصر وينتظر تنفيذ الحكم بتهمة المشاركة في تظاهرات طالبت باصلاحات، الملك سلمان بن عبد العزيز الرأفة بابنه.

والاربعاء، قال محمد النمر والد علي الذي اوقف حين كان عمره 17 عاما في شباط/فبراير 2012 بتهمة المشاركة في "منظمة اجرامية" اثر مشاركته في تظاهرات "الربيع العربي"، لوكالة فرانس برس "أرجو الا يوقع الملك" امر تنفيذ الحكم.

واعتبر محمد النمر انه اذا تم اعدام ابنه فان رد فعل الاقلية الشيعية في السعودية قد يكون عنيفا، وهو ما لا يريده.

وقال "نحن لسنا بحاجة الى ذلك. لا نريد ان تسيل حتى نقطة دم واحدة".

والشاب علي النمر هو ابن شقيق نمر النمر، رجل الدين الشيعي المحكوم بالاعدام في السعودية كذلك.

وكان محمد النمر متواجدا في الرياض لزيارة شقيقه في السجن بمناسبة عيد الاضحى المصادف الخميس.

ويعتبر نمر النمر الشخصية المحركة للتظاهرات التي بدأت قبل اربع سنوات في المنطقة الشرقية حيث تعيش الاقلية الشيعية حيث يشتكي ممثلوها من التهميش.

واقر محمد النمر بان ابنه علي، الذي كان طالبا في الثانوية عند اعتقاله، شارك في التظاهر مع الاف اخرين.

الا انه قال ان علي بريء من التهم العديدة الاخرى الموجهة اليه وهي السرقة ومهاجمة رجال الشرطة واستخدام القنابل الحارقة.

وحكمت المحكمة على علي النمر بالاعدام، من دون اعطاء تفاصيل.

وتنفذ احكام الاعدام في السعودية عادة بقطع الرأس بالسيف، وفي معظم الاحيان يكون التنفيذ علنيا.

وفي هذا السياق، دعت فرنسا الاربعاء الى "تعليق" اعدام علي محمد النمر.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال "ان فرنسا قلقة حيال وضع علي محمد النمر المحكوم عليه بالاعدام عندما كان قاصرا"، مذكرا بمعارضة فرنسا لعقوبة الاعدام "في اي بلد واي ظرف".

من جهته قال المتحدث باسم الحكومة ستيفان لو فول في ختام اجتماع لمجلس الوزراء "ان موقف فرنسا هو نفسه حازم جدا وواضح جدا: نرفض عقوبة الاعدام لاي سبب وفي اي بلد".

والثلاثاء، دعا خبراء في الامم المتحدة بدورهم الى العفو عن النمر.

وقال الخبراء في بيان ان الشاب تعرض للتعذيب واجبر على الادلاء باعترافات ولم يسمح له بتوكيل محام قبل وخلال محاكمته التي لم تحترم المعايير الدولية.

واضافوا ان "اي حكم بالاعدام على اشخاص كانوا قاصرين عند اعتقالهم وتنفيذ الحكم فيهم يتنافيان مع التزامات السعودية الدولية".

وقال محمد النمر ان زيارته الشهرية الاخيرة لابنه في سجن الدمام كانت قبل ثلاثة اسابيع، وهو يتوقع ان يراه مجددا خلال يومين.

واضاف "انا متأكد من ان معنوياته عالية جدا، وانه قوي"، مشيرا الى ان العائلة مسرورة للدعم العالمي على وسائل التواصل الاجتماعي.

ولعلي النمر ستة اخوة واخوات.

وقال محمد النمر ان ابنه ونمر النمر، من بين ثمانية شيعة استنفدوا جميع الطعون المتصلة باحكام الاعدام التي صدرت بعد الاحتجاجات.

واوضح ان علي النمر هو اصغر هؤلاء الثمانية.

اعدمت السعودية منذ بداية العام الحالي 133 مواطنا واجنبيا، وفقا لحصيلة اعدتها وكالة فرانس برس، في مقابل 87 في العام 2014.

والاسبوع الماضي، قال نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط في منظمة هيومن رايتس ووتش جو ستورك ان "السعودية شهدت فورة في الاعدامات في 2015، ولكن قطع رأس متهم طفل كانت محاكمته غير عادلة سيكون تدهورا مروعا جديدا".

ويشعر الناشطون المحليون بقلق من الخطر المحدق بحياة علي النمر. وقال احد هؤلاء الناشطين في المنطقة الشرقية طالبا عدم الكشف عن اسمه "انها قصة مؤلمة جدا".