Navigation

واشنطن تسعى للتهدئة بعد رفض بغداد الانتقادات الاميركية للقوات العراقية بخصوص الرمادي

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في موسكو في 21 ايار/مايو 2015 afp_tickers
هذا المحتوى تم نشره يوم 25 مايو 2015 - 10:57 يوليو,
(وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب)

سعت الادارة الاميركية الى التهدئة وذلك بعد رفض بغداد اتهامات وزير الدفاع الاميركي الذي قال الاحد ان الجيش العراقي لم "يبد ارادة للقتال" في الرمادي فيما انتقد الجنرال الايراني قاسم سليماني واشنطن لانها "لم تفعل شيئا" لانقاذ المدينة التي سقطت قبل اسبوع بايدي تنظيم الدولة الاسلامية.

وتعليقا على تصريحات وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في مقابلة مع هيئة بي بي سي "انا مندهش من قوله ذلك ... اعني انه كان داعما للعراق بقوة (...) انا متاكد انه زود بمعلومات خاطئة".

واعتبر كارتر الاحد ان سقوط الرمادي في 17 مايو/ايار هي اسوأ هزيمة منيت بها القوات العراقية منذ قرابة سنة وكان من الممكن تجنبها.

وقال الوزير الاميركي في مقابلة مع شبكة سي ان ان "ما حصل على ما يبدو ان القوات العراقية لم تبد ارادة للقتال (...) لدينا مشكلة مع ارادة العراقيين في قتال تنظيم الدولة الاسلامية وفي الدفاع عن انفسهم".

وسعى نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الاثنين الى انهاء الخلاف المحرج بين واشنطن وبغداد بسبب هذه التصريحات.

وقال البيت الابيض ان بايدن اتصل هاتفيا برئيس الوزراء العراقي، مضيفا انه "اقر بالتضحيات الكبيرة للجيش العراقي وبشجاعته خلال الاشهر ال18 الماضية في الرمادي وغيرها من المناطق".

وقال البيت الابيض ان اتصال بايدن هدف الى تخفيف تصريحات كارتر و"تجديد التاكيد على الدعم الاميركي لقتال الحكومة العراقية" ضد تنظيم الدولة الاسلامية.

وتعد واشنطن من ابرز شركاء بغداد في الحرب لاستعادة الاراضي التي سيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية وهي تقود تحالفا دوليا يشن غارات جوية على مواقع التنظيم لاضعافه. لكن اكثر من ثلاثة الاف غارة لم تمنع التنظيم المتطرف من التوسع في الاراضي التي اعلن اقامة "خلافته" عليها.

ولكن الانتقاد الاكثر حدة جاء من الجنرال قاسم سليماني المسؤول الكبير في قوات حرس الثورة الاسلامية، والذي قال ان الولايات المتحدة "لم تفعل شيئا" لمساعدة الجيش العراقي للتصدي لتنظيم "الدولة الاسلامية" في الرمادي.

وقال الجنرال سليماني قائد فيلق القدس المكلف العمليات الخارجية في حرس الثورة في خطاب القاه الاحد في كرمان جنوب البلاد "السيد (باراك) اوباما، ما هي المسافة بين الرمادي وقاعدة الاسد التي تتمركز فيها الطائرات الاميركية؟ كيف يمكنكم ان تتمركزوا هناك بحجة حماية العراقيين وأن لا تفعلوا شيئا. هذا لا يعني سوى المشاركة في المؤامرة".

وردا على تصريح كارتر، قال الجنرال سليماني ان الولايات المتحدة "ليست لديها ارادة لقتال داعش". واكد ان التنظيم الذي يسيطر على مناطق نفطية في العراق وسوريا "يصدر نفطه من خلال الدول الاعضاء في التحالف الدولي" الذي تقوده واشنطن.

وقال الجنرال سليماني ان الحرب على التنظيم هي "مصلحة وطنية" وانه "ليس هناك سوى الجمهورية الاسلامية (الايرانية) في مواجهة هذه الظاهرة الخطرة".

واثارت خسارة الرمادي تساؤلات حول جدوى الاستراتيجية المعتمدة من قبل بغداد وواشنطن كذلك، في مواجهة التنظيم الجهادي، لا سيما وان المدينة تقع على بعد نحو 100 كلم غرب بغداد وسقطت في 17 ايار/مايو في ايدي التنظيم المتطرف رغم الغارات التي تشنها الطائرات الاميركية انطلاقا من قاعدة الاسد حيث يتمركز المئات من المستشارين العسكريين الاميركيين.

وقال المحلل السياسي احمد علي ان "تصريحات وزير الدفاع الاميركي مفاجئة ومن المحتمل انها ذات تاثير معنوي سلبي على قوات الامن العراقية".

واضاف احمد علي وهو زميل في مركز التعليم من اجل السلام في العراق، ان "هناك امثلة متعددة على بسالة القوات العراقية ومنها صمودها في مصفاة بيجي التي صمدت فيها قوات النخبة لعدة اشهر ضد هجمات التنظيم".

بدوره، قال المتحدث الرسمي باسم الحشد الشعبي احمد الاسدي ، ان "الارادة المفقودة التي تحدث عنها وزير الدفاع الاميركي، هي الارادة المكسورة التي اراد اعداء العراق زرعها في القوات العراقية".

ووصف ضابط عراقي يعمل في قيادة عمليات الانبار تصريحات كارتر "بالاستفزازية للجيش العراقي والشعب العراقي لأنه يراد منها فقدان ثقة الشعب بالجيش من خلال ايصال رسالة للشعب بأن الجيش هو جيش طائفي ولا يستطيع قتال تنظيم داعش وتحرير مناطق العراق".

ولم تجد الحكومة العراقية سوى اقرارها بالتقصير متعهدة باجراء تحقيق حول اسباب الانسحاب من الرمادي ومعاقبة "المتخاذلين".

والان وبعد عام من القتال، اضطر العبادي الى تغيير المسار من خلال دعوة قوات الحشد الشعبي للمشاركة في القتال وهي التي تريد واشنطن ابعادها عن معاقل السنة في الانبار.

وانتشرت قوات الحشد الشعبي التي تتالف بغالبيتها من فصائل شيعية في الانبار استعدادا لاستعادة الرمادي.

وقال العبادي في مقابلته مع البي بي سي "خسارتنا للرمادي جعلت قلبي ينزف ، لكني استطيع ان اتعهد بان الرمادي سوف تستعاد خلال ايام".

وبدأت القوات العراقية النظامية مدعومة بمقاتلي الحشد الشعبي ومقاتلي العشائر السنية في الانبار باستعادة بعض المناطق شرق الرمادي خلال الايام القليلة الماضية.

وقال العبادي ان الهجوم المضاد الكبير سوف يبدأ في الانبار في غضون ايام.

وجسد الاستيلاء على الرمادي غرب بغداد، وتدمر في شرق سوريا من جهة اخرى قبضة الجهاديين على قلب ما يسمونه "أرض خلافتهم".

غيُر كلمة السر

هل تريد حقاً حذف ملف المستخدم الشخصي الخاص بك؟

لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو

مقالاتنا الأكثر قراءة هذا الأسبوع

اشترك في نشرتنا الإخبارية المجانية للحصول بانتظام على أهم منشوراتنا حول مواضيع متنوعة مباشرة في صندوق بريدك

أسبوعيا

توفر سياسة خصوصيّة البيانات المعتمدة من طرف هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (SRG – SSR) معلومات إضافية وشاملة حول كيفية معالجة البيانات.