واشنطن تؤكد ان اعتراف ايران باسرائيل لا يدخل في اطار اتفاق حول النووي
رفض الرئيس الاميركي باراك اوباما طلب اسرائيل بان يتضمن اي اتفاق مع طهران حول برنامجها النووي اعترافا ايرانيا بحق اسرائيل في الوجود واصفا الامر بانه ينطوي على "خطأ جوهري في التقدير".
وفي مقابلة مع اذاعة "ان بي ار" الاميركية العامة يوم الاثنين اعتبر اوباما ان طلب اسرائيل يتخطى اطار المفاوضات حول البرنامج النووي الايراني. واوضح ان "القول ان علينا الربط بين عدم حصول ايران على السلاح النووي في اتفاق يمكن التحقق منه باعتراف ايران باسرائيل وكأننا نقول اننا لن نوقع اي اتفاق الا اذا تغيرت طبيعة النظام الايراني بالكامل".
واضاف ان "هذا في رأيي خطأ جوهري في التقدير"، في وقت يحاول اقناع الكونغرس بغالبيته الجمهورية بالاتفاق مع ايران.
وإذ شدد الرئيس الاميركي على وجوب ان تكف ايران عن تهديد اسرائيل وعن الانغماس في نزاعات في الشرق الاوسط، حرص على الفصل بين دور ايراني الاقليم والاتفاق حول برنامجها النووي.
وقال "نحن لا نريد ان تحصل ايران على السلاح الذري لاننا تحديدا لا يمكن ان نتوقع طبيعة التغيير في النظام". واضاف "اذا تحولت ايران فجأة الى بلد شبيه بألمانيا او السويد او فرنسا، عندها ستكون هناك محادثات ذات طابع مختلف حول بنيتها التحتية النووية".
وردت اسرائيل بغضب على الاتفاق الاطار الذي توصلت اليه ايران ومجموعة 5+1 بداية الشهر الحالي، والذي يشكل مقدمة لاتفاق نهائي يتضمن كافة التفاصيل التقنية بحلول الـ30 من حزيران/يونيو المقبل.
وطالب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو الاحد ان يتضمن الاتفاق النهائي اعترافا ايرانيا بحق اسرائيل في الوجود.
اما وزير الاستخبارات الاسرائيلي يوفال شتاينتز فقال للصحافيين الاثنين انه يُقدر تطمينات اوباما بشأن ضمان امن اسرائيل، الا انها تبقى غير كافية امام التهديد الذي تشكله ايران بامتلاكها السلاح النووي.
وقال شتاينتز انه "اذا انتجت ايران السلاح النووي، فان ذلك سيطرح تهديدا على وجود اسرائيل. لا احد يمكنه ان يقول لنا ان دعمنا ومساعدتنا كافيان لمواجهة هذا التهديد بالكامل او لابطاله".
وقدم شتاينتز اقتراحات قال انه اذا ما تمت تلبيتها فان الاتفاق مع ايران "لن يكون اتفاقا جيدا بل سيكون مقبولا اكثر". ومن بين الاقتراحات وقف ايران بالكامل للابحاث في مجال اجهزة الطرد المركزي الحديثة وتطويرها، وتخفيض عدد تلك الاجهزة واغلاق منشآة فوردو لتخصيب اليورانيوم.
واقترح ايضا ان تكشف طهران عن كل انشطتها النووية السابقة وان تسمح للمراقبين الدوليين بالتفتيش "في اي موقع وفي اي وقت".
وينص الاتفاق الاطار بين ايران ومجموعة 5+1 على ان يرفع الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة العقوبات المتعلقة بالنشاط النووي مقابل ان تخفض ايران بنسبة 98 في المئة من مخزونها من اليورانيوم المخصب بدرجة عالية على مدى 15 عاما فضلا عن عدم انتاج البلوتونيوم الضروري لتصنيع قنبلة نووية في مفاعل اراك.
كذلك يتضمن الاتفاق ان تخفض ايران اجهزة الطرد المركزي من 19 الفا الى 6104.
واوضح شتاينتز ان المسؤولين الاسرائيليين درسوا بدقة الاتفاق الاطار منذ الاعلان عنه يوم الخميس. وقال ان "دراسة شاملة للاتفاق الاطار في لوزان كشفت حجم التنازلات غير المسؤولة التي قدمت لإيران وبينت مدى خطورة الاتفاق الاطار على اسرائيل والمنطقة والعالم كله".
واكد وزير الاستخبارات الاسرائيلي ان دولته "ستكثف جهودها لاقناع الادارة (الاميركية) والكونغرس (الاميركي) وبريطانيا وفرنسا وروسيا بعدم توقيع هذا الاتفاق السيء او اقله تعديله بشكل جذري".
وبحسب قول شتاينتز فان اسرائيل تفضل الحل الدبلوماسي لكن الخيار العسكري "كان ولا يزال وسيبقى على الطاولة". واشار الى انه "من حقنا وواجبنا ان نقرر كيف سندافع عن انفسنا خاصة اذا كان امننا القومي وحتى وجودنا عرضة للتهديد".
ومن جهتها، اعربت السعودية الاثنين عن املها في يعزز اي اتفاق نهائي مع ايران الامن في الشرق الاوسط وينهي تدخل طهران في الشؤون الداخلية للدول العربية.
وجاء في بيان صدر بعد الاجتماع الاسبوعي للحكومة برئاسة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ان الحكومة تامل في "أن يتم الوصول إلى اتفاق نهائي ملزم يؤدي إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".
واكد المجلس ان "تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة يتطلب الالتزام بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية واحترام سيادتها".
وتتهم بعض الدول العربية ايران بالتدخل في الشرق الاوسط عبر حروب بالوكالة زعزعت استقرار سوريا، والعراق، واليمن، ولبنان ودول اخرى.
والاسبوع الماضي أعلن أوباما نيته جمع عدد من قادة دول الخليج في منتجع كامب ديفيد في محاولة لطمأنتهم.