اشاد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة امام البرلمان اليوناني بـ"تمسك" رئيس الوزراء الكسيس تسيبراس باوروبا، والتزم مساعدة اليونان في تطبيق الاصلاحات، في اليوم الثاني من زيارته اثينا لتعزيز الشراكة الاقتصادية والعملية والثقافية بين البلدين.

ووقع المسؤولان اعلان "شراكة استراتيجية للمستقبل" تهدف بشكل خاص الى تحديث قطاع الادارة اليوناني.

وستشكل لجنة مشتركة تتيح تعاون البلدين في مجالات ذات اولوية مثل "تحديث الادارة اليونانية" في اطار مساعدة تنسقها المفوضية الاوروبية.

وتتصل المساعدة ومشاركة الخبرات الفرنسية ايضا "بتطوير التبادلات الاقتصادية والاستثمار" و"التعاون التعليمي واللغوي والجامعي".

وصرح هولاند بعد لقاء مع تسيبراس "على فرنسا ان تقف مجددا الى جانب اليونان".

واكد ان مسالة "خروج اليونان من منطقة اليورو باتت خلفنا" ما دامت البلاد تحترم التزاماتها مع الشركاء الاوروبيين.

وفي السياق نفسه، لفت هولاند الى ان مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي من جهة اخرى "احتمال جدي ينبغي عدم استبعاده".

وفي تموز/يوليو ساعدت فرنسا حكومة الكسيس تسيبراس في نزع فتيل الازمة مع شركائها الاوروبيين والتي هددت بخروج البلاد من منطقة اليورو.

ووافق رئيس الوزراء اليوناني في 13 من الشهر نفسه على خطة قاسية تمنح بلاده قرضا دوليا جديدا مقابل مواصلة اجراءات التقشف.

وقال هولاند في خطاب امام نواب البرلمان اليوناني "لقد دافعتم عن سيادتكم من دون الافراط في السيادية (...) من دون اليونان اوروبا ليست اوروبا، ومنطقة اليورو كانت لتفقد مصداقيتها".

وهولاند الذي اعتبر ان زيارته اثينا تعكس "الصداقة" و"الدعم"، هو ثالث رئيس فرنسي يلقي كلمة في البرلمان اليوناني بعد الجنرال ديغول في 1963 ونيكولا ساركوزي في 2008.

- دعوة الى "الاستثمار في اليونان"-

وكان الرئيس الفرنسي وصل الى اثينا بعد ظهر الخميس والتقى مساء رئيس البلاد بروكوبيس بافلوبولوس قبل ان يجتمع بتسيبراس الجمعة ويعقد لقاء مع رجال اعمال فرنسيين مقيمين في اليونان.

ومنذ وصوله ذكر هولاند ب"القرارات الشجاعة" التي اتخذها تسيبراس اول رئيس حكومة اوروبية ينتمي الى اليسار المتطرف، داعيا الى "اعادة تفاوض" من خلال "ارجاء استحقاقات فوائد" الدين اليوناني الذي بلغ 177% من اجمالي الناتج الداخلي في البلاد.

كما ايد هولاند الطلب الذي تقدمت به السلطات اليونانية الى الاتحاد الاوروبي للحصول على مبلغ اضافي يبلغ 330 مليون يورو في 2016 من اجل مواجهة تدفق اللاجئين الذين تجاوز عددهم 500 الف شخص وصلوا الى البلاد منذ كانون الثاني/يناير.

واعلنت المنظمة الدولية للهجرة في جنيف الجمعة ان حوالى 48 الف مهاجر ولاجئ وصلوا الى اليونان خلال الايام الخمسة الاخيرة.

وفي مبادرة صداقة، قدم هولاند الى مضيفه نسخة اصلية من اعمال جان جوريس الشخصية التاريخية في اليسار الفرنسي تتحدث عن الثورة الفرنسية، فيما اهداه تسيبراس نسخة رخامية لتمثال اثري موجود في متحف اثينا الكيكلادي.

وهذه الزيارة هي الثانية لهولاند الى اليونان بعد زيارة 2013.

وصرح هولاند الخميس بان فرنسا "هي الرابعة في الاستثمار الخارجي في اليونان، حيث تعمل اكثر من مئة من شركاتها" و"نريدها ان تزيد استثماراتها في البلاد". ويرافقه في زيارته اربعة من وزرائه هم وزير المال ميشال سابان ووزيرتا التعليم والثقافة نجاة فالو بلقاسم وفلور بيلران ووزير الدولة للشؤون الاوروبية هارلم ديزير.

وتتزامن زيارة الرئيس الفرنسي مع وجود وفد الجهات الدائنة في العاصمة اليونانية منذ الاربعاء لتقييم تقدم اليونان على طريق تطبيق الاصلاحات، وذلك الموافقة على تسديد دفعة من قروض البلاد.

وتعهد تسيبراس تنفيذ الاصلاحات الواردة في اتفاق تموز/يوليو مع تشديده على ضرورة الحفاظ على "الترابط الاجتماعي" وحماية الاكثر فقرا.