نحو مليون شخص شاركوا في قداس للبابا في الباراغواي
شارك نحو مليون شخص السبت في قداس اقامه البابا فرنسيس في مدينة كاكوبي في الباراغواي اخر محطة له في جولته على عدد من دول اميركا اللاتينية.
وقال البابا متوجها الى الحشد الذي لم يتمكن سوى نصفه من التجمع في باحة الكنيسة "معكم هنا اشعر بانني في منزلي، على اقدام عذراء كاكوبي العجائبية".
وارتفعت هتافات الحشود عندما تلا البابا صلاة "ابانا الذي في السموات" باللغة الغارانية وهي لغة السكان الهنود الاصليين في الباراغواي والتي يتكلمها نحو 80% من السكان.
واعرب البابا عن اعجابه بالدور التاريخي للمرأة في الباراغواي التي نهضت بالبلاد بعدما فقدت غالبية سكانها من الذكور قبل 150 سنة خلال حرب ضارية مع البرازيل والارجنتين.
وقال في عظته في كاكوبي متوجها الى النساء "انتنّ نساء وامهات الباراغواي اللواتي تمكن من النهوض بكل شجاعة ببلاد اصابها الخراب ودمرتها الحرب. انكن تحملن التراث الجيني للواتي اعدن الحياة والايمان والكرامة لهذا الشعب".
ولضمان مشاركتهم في هذا القداس امضى الكثير من الحشد ليلته في الساحة منذ مساء الجمعة.
ومن المقرر ان يلتقي البابا في وقت لاحق ممثلين عن المجتمع المدني.
وهذه هي الزيارة الثانية التي يقوم بها حبر اعظم الى اسونسيون بعد زيارة يوحنا بولس الثاني في 1988. وفي السنة التالية، لفظت ديكتاتورية الفريدو ستروسنر (1954-1989) انفاسها الاخيرة وفتحت الطريق لمسيرة ديموقراطية.
ويقيم البابا فرنسيس علاقة مميزة مع سكان الباراغواي. ففي مدينته بوينوس ايرس التي كان رئيس اساقفتها، ساند كثيرا جالية الباراغواي التي يبلغ عدد افرادها مليوني نسمة. وغالبا ما كان الرجال الذين يهربون من الفقر في الباراغواي، يأتون الى بوينوس ايرس للعمل في مجال البناء، والنساء في المنازل.
ووصل الحبر الاعظم (78 عاما) الى اسونسيون بعد ظهر الجمعة آتيا من سانتا كروز في بوليفيا.
وقد نزل من الطائرة تحت المطر، ثم وصل على متن باباموبيل الى وسط العاصمة، محييا عشرات الاف الاشخاص الذين كانوا محتشدين على الارصفة.
وقبل ان تهبط طائرته في اسونسيون، بعث البابا الى الرئيسة الارجنتينية كريستينا كيرشنر ببرقية اعرب فيها عن "تعلقه بهذا البلد العزيز"، فيما كانت طائرته الايرباص تحلق فوق شمال الارجنتين.
ولم يعد البابا الى بلاده منذ انتخابه في اذار/مارس 2013. وقد يقوم بزيارة رسمية الى الارجنتين في 2016.
وقال "ليس من الصعب ان تشعر انك على ما يرام في هذه البلاد المشهورة بضيافتها. الباراغواي معروفة بأنها قلب اميركا، ليس بموقعها الجغرافي فحسب بل بدفء ناسها وضيافتهم".
ونفوذ الكنيسة كبير في الباراغواي التي انتخبت فرناندو لوغو احد اساقفتها رئيسا (2008-2012)، ثم اطاحه انقلاب برلماني قبل سنة من انتهاء ولايته.
وبجولته هذه يكون البابا قد قام برحلته التاسعة الى الخارج، فقد زار ثلاثة بلدان هي الاكوادور وبوليفيا والباراغواي حيث يشكل الكاثوليك اكثرية سكانها.
وسيزور البابا الاحد حيا فقيرا في اسونسيون ثم يحتفل بالقداس على ان يغادر الباراغواي بعد الظهر عائدا الى الفاتيكان. وسيعود في ايلول/سبتمبر الى اميركا اللاتينية، لكن الى كوبا هذه المرة.