موسكو تواصل حملتها الدبلوماسية في شأن الازمة السورية وتعرض مساعدة "الجيش الحر"
واصلت روسيا السبت حملتها الدبلوماسية في شان الازمة السورية، وابدى وزير خارجيتها الاستعداد لمساعدة الجيش السوري الحر غداة اجتماع رباعي مع واشنطن والرياض وانقرة واتفاق "تعاون" مع الاردن.
وفي مقابلة مع قناة روسيا1 صرح سيرغي لافروف "نحن مستعدون لدعم المعارضة الوطنية جويا، بما في ذلك ما يسمى الجيش السوري الحر".
واضاف "المهم بالنسبة لنا هو التواصل مع الاشخاص الذين يمثلونها (المعارضة) ويمثلون مجموعات مسلحة تحارب الارهاب".
لكن المعارضة السورية سارعت الى رفض عرض موسكو وقال احمد السعود، المتحدث باسم الفرقة 13 المدعومة من الغرب في الجيش الحر لوكالة فرانس برس "روسيا ضربت فصائل الجيش الحر، والآن تريد التعاون معنا، وهي متمسكة بالاسد، لم نفهم شيئا من روسيا!".
واعتبر القيادي في الائتلاف السوري المعارض سمير نشار انه "بدلا من ان تتحدث روسيا عن استعدادها لدعم الجيش السوري الحر، فلتتوقف عن قصفه"، مشيرا الى ان "80 في المئة من الغارات الروسية تستهدف الجيش الحر في حلب (شمال) والساحل وحمص (وسط) والغوطة الشرقية لدمشق".
الى ذلك، اعرب لافروف عن امله بالنجاح في جمع كل اطراف النزاع السوري "على طاولة المفاوضات" في المستقبل القريب، مؤكدا في الوقت نفسه على "ضرورة التحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية" في سوريا.
وهنا ايضا، رفضت المعارضة السورية العرض جذريا. وقال نشار لفرانس برس ان ما تفعله روسيا اليوم هو محاولة "للالتفاف على مطالب السوريين في تنحي (الرئيس بشار) الاسد والانتقال من نظام حكم الى آخر".
لكن التطور الاخير في المباحثات يظهر ان الغربيين يتجهون نحو "فهم افضل" للوضع في سوريا وفق ما اعلن لافروف في هذه المقابلة التي اجريت الجمعة، قبل ان يلتقي الوزير الروسي نظيره الاميركي جون كيري، وقبل ان يعقد ايضا الاجتماع الرباعي في فيينا الذي ضم وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وتركيا.
واعلن كيري ولافروف الجمعة ان هذا الاجتماع قد يعقبه اخر في 30 الجاري يضم مزيدا من المشاركين.
واحدثت روسيا مفاجأة حين اعلنت تحالفا جديدا يتمثل في "تنسيق" لعملياتها العسكرية في الاجواء السورية مع الاردن، عضو التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
ورغم ان الخطوط الكبرى لهذا التعاون لم تعلن، قالت موسكو وعمان ان "الية" تتيح تنفيذه قد وضعت في العاصمة الاردنية.
واكدت عمان السبت ان "آلية التنسيق العسكري بين الاردن وروسيا تأتي بشأن الاوضاع في جنوب سوريا وبما يضمن أمن حدود المملكة الشمالية واستقرار الأوضاع في الجنوب السوري".
واضافت ان "التعاون بين الاردن وروسيا قديم ويحدث على الصعد كافة".
وغادر كيري فيينا الى الاردن حيث التقى السبت على حدة الملك الاردني عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس. لكن الوزيرين الروسي والاميركي تشاورا مجددا السبت عبر الهاتف وناقشا بحسب بيان للدبلوماسية الروسية "تفاصيل تنظيم عملية سياسية بين الحكومة السورية والمعارضة".
ميدانيا، استمرت غارات الطيران الروسي في سوريا واكد رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام السبت ان العمليات الجوية المشتركة الروسية السورية تحقق "نتائج كبيرة"، وفق ما نقلت الوكالة السورية للانباء (سانا).
وقتل اكثر من 60 عنصرا من قوات النظام والفصائل المقاتلة وتنظيم الدولة الاسلامية في معارك في محافظة حلب بشمال سوريا خلال الساعات الاربع والعشرين الاخيرة، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وتؤكد روسيا ان الضربات الجوية التي تنفذها منذ اكثر من اسبوعين بالتنسيق مع الجيش السوري تستهدف تنظيم الدولة الاسلامية ومجموعات "ارهابية" اخرى، فيما تنتقدها الدول الغربية لشنها ضربات ضد مواقع فصائل مقاتلة اخرى.