موجة الحر في باكستان تودي بحياة 750 شخصا وبدء تحسن في الطقس
ارتفعت حصيلة ضحايا موجة الحر التي تضرب جنوب باكستان الى حوالى 750 شخصا اليوم الاربعاء، فيما بدأ الطقس يسجل تحسنا ما اشاع اجواء ارتياح لدى سكان مدينة كراتشي.
وسجلت غالبية الوفيات في كراتشي اكبر مدن البلاد التي يتجاوز عدد سكانها العشرين مليون نسمة حيث انخفضت درجات الحرارة الى 38 درجة مئوية بعدما كانت وصلت الى اكثر من 45 درجة مئوية في الايام الماضية.
وتوقعت مصلحة الارصاد الجوية هطول امطار بعدما تحولت الرياح الى جنوبية غربية ما قد يؤدي الى انخفاض في درجات الحرارة.
وخلت الطرق في المدينة التي عادة ما تكون صاخبة بعدما اعلنت حكومة اقليم السند عطلة رسمية لتشجيع الناس على البقاء في منازلهم للوقاية من الشمس.
واعلنت حالة الطوارئ في المستشفيات التي تكافح للتعامل مع الاف الاشخاص المتضررين من ضربة الشمس والجفاف.
وحذر مسؤولون من ارتفاع عدد الوفيات، حيث تراوحت درجات الحرارة القصوى بين 44 و45 درجة مئوية منذ يوم السبت.
وقال مسؤول كبير في وزارة الصحة في المحافظة ان "الطقس يتحسن الآن، ونحن نأمل ان الناس ستتأقلم معه الآن".
واضاف ان "الحصيلة النهائية لعدد الوفيات حتى الليلة الماضية كانت 750 شخصا".
وقد قامت الادارة الوطنية للكوارث بانشاء مراكز مخصصة لعلاج ضربة الشمس في محاولة للتجاوب مع العدد الكبير للمصابين.
وقالت منظمة ادهي الخيرية، اكبر مؤسسة خيرية في باكستان، ان مشارح المدينة تلقت اكثر من 600 جثة منذ السبت الماضي.
واعلن المتحدث باسم المنظمة انور كاظمي لوكالة فرانس برس انه لم يشهد هكذا وضع في البلاد خلال 40 عاما من العمل مع المنظمة.
وقال "لم ار ابدا مثل هذا العدد الكبير من الوفيات بسبب موجة حر"، مضيفا "اتذكر قبل نحو عشرة اعوام، توفي حوالى 30 شخصا في موسم الصيف باكمله، ولكن هذه الحرارة لا يمكن تفسيرها".
وواجهت عائلات الضحايا ايضا تحديات في دفن موتاهم، فيما يكافح حفارو القبور لاداء عملهم في الحرارة العالية.
ودرجات الحرارة العالية في الصيف ليست امرا جديدا على باكستان، وبعض انحاء البلاد تشهد بانتظام درجات حرارة اعلى من تلك التي ظهرت في كراتشي هذا الاسبوع، من دون خسائر فادحة في الارواح.
لكن موجة الحر هذا العام تزامنت مع بدء الصوم في شهر رمضان.
وكانت الغالبية العظمى من الوفيات في كراتشي بين الفقراء والعمال الذين يعملون في الهواء الطلق، ما دفع برجال الدين الى حث اولئك المعرضين لخطر الاصابة بضربة شمس الى عدم الصوم.
ساعي البريد دانيش علي (26 عاما) كان احد هؤلاء الذين تخلوا عن الصوم امام الحرارة القاتلة.
وقال لوكالة فرانس برس "بدات اشعر بالمرض والضعف. لقد امتنعت عن الصيام اليوم وآمل ان يغفر لي الله".
وزاد من سوء الاوضاع الانقطاعات المتكررة للكهرباء والتي تعتبر امرا معتادا في باكستان.
وادى انقطاع الكهرباء الى انقطاع امدادات المياه في مدينة كراتشي بحسب ما افادت دائرة المياه الحكومية.
من جهته، اعلن حزب الشعوب الباكستاني، الذي يحكم اقليم السند، عن خطة للاحتجاج ضد شركة الكهرباء والحكومة الفدرالية.
واثارت الخطة انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر البعض ان حزب الشعوب يجب ان يكرس طاقاته لمعالجة الازمة بدلا من تسييسها.
واتهمت صحيفة داون الباكستانية التي تصدر باللغة الانكليزية الوزراء الفدراليين وفي الاقاليم بالفساد.