Navigation

منطقة اليورو منقسمة في بروكسل حول خروج اليونان

اعلن رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك الاحد الغاء القمة الاوروبية المقرر عقدها في المساء حول الازمة اليونانية لكن قمة اخرى تقتصر هذه المرة على منطقة اليورو وحدها ستعقد للبحث في خطة انقاذ مالية محتملة لاثينا، شرط بقائها في العملة الموحدة afp_tickers
هذا المحتوى تم نشره يوم 12 يوليو 2015 - 09:16 يوليو,
(وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب)

تسعى منطقة اليورو رغم انقساماتها الاحد في بروكسل الى انتزاع اتفاق بشان خطة انقاذ مالية لليونان لابقاء البلاد في منظومة العملة الموحدة، وذلك بعد وصول المحادثات الى طريق مسدود افضى الى الغاء قمة دول الاتحاد الاوروبي ال28.

فغياب اي تقدم في المفاوضات المكثفة الماراتونية التي جرت السبت بين اثينا وشركائها ارغم الاوروبيين على تغيير جدول الاعمال. ومع استئناف وزراء مالية دول منطقة اليورو ال19 في الصباح محادثاتهم التي علقوها بالامس، اضطر رئيس المجلس الاوروبي دونالد تاسك الى الغاء القمة الاستثنائية المفترض ان تعطي الاشارة السياسية للخروج من الازمة.

والسبت، لم يفض اجتماع لوزراء المالية في منطقة اليورو استغرق تسع ساعات في اجواء توتر وانعدام الثقة بازاء اثينا، الى بداية اتفاق فيما اعتبر استحقاق الاحد الفرصة الاخيرة لانقاذ اليونان من الانهيار المالي.

والمؤشر الى التصدعات داخل منظومة العملة الاوروبية الواحدة، هو تعليق الاجتماع في وقت متأخر مساء السبت من قبل رئيس يوروغروب يورين ديسلبلوم بسبب التوتر بين الوزير الالماني فولفغانغ شويبله وحاكم البنك المركزي الاوروبي ماريو دراغي، وخصوصا حين طلب شويبله من دراغي "الا يعتبره ابلها" بحسب وكالة الانباء اليونانية.

والاجواء الاحد لا توحي ايضا بالتفاؤل. فقد اوضح عدد من المشاركين في اجتماع وزراء المالية ان الهدف لم يعد الان ابرام اتفاق بل احراز تقدم قدر الامكان قبل انعقاد قمة قادة الدول ال19 الاعضاء في منطقة اليورو التي ابقيت على موعدها في الساعة 14,00 بتوقيت غرينتش ويتوقع ان تستمر "حتى ننجز المفاوضات" على قول تاسك.

وقال وزير المالية السلوفاكي بيتر كازيمير احد صقور منطقة اليورو "من غير الممكن التوصل الى اتفاق اليوم، بل فقط اصدار توصيات لقادة الدول".

واعتبر دبلوماسي اوروبي مؤيد لابرام اتفاق مع اليونان "ان الغاء قمة (الدول ال28) يهدف الى السماح بانجاز المفاوضات لتأمين مناقشة افضل للدول ال19".

لكن يتبين في الوقت الحاضر ان ليس هناك وحدة صف لا مع اليونان ولا داخل منطقة اليورو، حتى ان بعض الدول مثل المانيا المقتدرة مستعدة لاخراج اليونان من العملة الواحدة.

وبدا القلق جليا في اليونان فيما باتت البلاد على شفير الانهيار المالي.

وعنونت صحيفة تو فيما "اتفاق في حقل الغام" ولفتت الى ان "مستقبل البلاد يتقرر الان في قمة رؤساء الدول". فيما كتبت صحيفة ايليفثيروس تيبوس "مستقبل اليونان على المحك" متساءلة بقلق "ماذا سيحدث مع كابوس خروج اليونان من اليورو؟" .

وقال الوزير الفنلندي الكسندر ستاب الذي تعتبر بلاده من اكثر الدول تشددا تجاه اثينا، في بروكسل ان "الشروط لم تتوافر بشكل كاف" في هذه المرحلة لضمان تطبيق اليونانيين اقتطاعات في الميزانية واجراء اصلاحات وعدوا بها مقابل الحصول على مساعدة جديدة تقدر قيمتها ب74 مليار يورو على الاقل على مدى ثلاث سنوات.

لكن البعض لم يفقد الامل بالرغم من قتامة الوضع امثال الليتواني ريمانتاس سادشيوس الذي عبر عن اعتقاده ب"لحظة سحرية" الاحد.

الا ان عددا من الوزراء يرى ان انعدام الثقة بين اليونان وشركائها يمنع من استئناف الحوار وهم يشككون في رغبة الحكومة اليسارية الراديكالية برئاسة الكسيس تسيبراس بتطبيق اصلاحات جوهرية.

واشارت وثيقة سربت السبت الى اقتراح الماني لخروج موقت لليونان لمدة خمس سنوات من منطقة اليورو، حتى وان لم تتم مناقشته رسميا السبت بحسب دبلوماسيين.

وجاء في الوثيقة القاسية بالنسبة لاثينا "في حال لم تستطع اليونان ان تضمن اتخاذ اجراءات ذات صدقية وتؤكد ان الدين يمكن سداده فيجب ان تكون هناك محادثات سريعة حول فترة لها خارج منطقة اليورو مع امكان اعادة هيكلة ديونها اذا تطلب الامر (...) لمدة خمس سنوات".

واضافت الوثيقة التي تحمل تاريخ الجمعة "وحده هذا الحل بامكانه ان يعيد هيكلة الدين اليوناني بشكل كاف ولا يكون متطابقا مع الانتماء الى الوحدة النقدية".

وطلب البرلمان الفنلندي من الوزير الكسندر ستاب السبت ان يتفاوض باسم بلاده بشأن خروج اليونان من منطقة اليورو بحسب التلفزيون العام يلي.

لكن هذين البلدين ليسا حجر العثرة الوحيد امام التوصل الى اتفاق محتمل لاسيما مع انعدام الثقة الكبير تجاه اثينا.

وقال مصدر دبلوماسي "اكثر من نصف الدول الاعضاء تفكر ان المقترحات اليونانية (للحصول على خطة مساعدة ثالثة) لا تذهب بعيدا بما يكفي".

وهذه العقبات تجعل في كل مرة خروج اليونان بشكل غير منسق من منطقة اليورو امرا اكثر احتمالا لاسيما انها باتت لى شفير الانهيار المالي مع اقتصاد يتلاشى تدريجا ومصارف مغلقة منذ نهاية حزيران/يونيو.

وفي الوقت الراهن وحده البنك المركزي الاوروبي يبقي المصارف اليونانية وكل اقتصاد البلاد على قيد الحياة بفضل قروض عاجلة لا يمكن ان تستمر الى ما لانهاية، وخصوصا انه يتوجب على اثينا ان تسدد اكثر من اربعة مليارات يورو للبنك المركزي الاوروبي في 20 تموز/يوليو، وهو مبلغ لن تتمكن اليونان في هذه الحال من تسديده.

ولاحتواء هذه المصاعب قد تدرس يوروغروب حلا انتقاليا هو بمثابة "جسر" مالي يسمح لليونان بتسديد الدين المستحق على المدى القصير.

انقسم قادة منطقة اليورو حول مصير اليونان الاحد، حيث يلوح في الافق خروج كارثي لاثينا من العملة الموحدة، فيما يستمر السعي للتوصل الى صفقة انقاذ.

ووقف صقور المال الالمان في وجه الحمائم بقيادة فرنسا في القمة الـ19 لزعماء منطقة اليورو في بروكسل، في حين ان اثينا تواجه مطالب لاقرار قوانين اصلاح جديدة الاسبوع المقبل.

ورغم ان المصارف اليونانية تواجه خطر جفاف السيولة قريبا، فإن القمة الطارئة للقادة الـ28 لدول الاتحاد الاوروبي التي وصفت بانها الفرصة الاخيرة للحفاظ على اليونان في منطقة اليورو، الغيت الاحد بسبب التقدم البطيء في المفاوضات وتم الاكتفاء بقمة دول منطقة اليورو ال19.

واكد رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس لدى وصوله الى بروكسل انه يمكن التوصل الى اتفاق "اذا اراد كل الاطراف هذا الامر"، مضيفا "انا هنا للتوصل الى تسوية صادقة، اننا مدينون بذلك للشعب الاوروبي. يمكننا ان نتوصل هذا المساء الى اتفاق اذا اراد كل الاطراف هذا الامر".

لكن المستشارة الالمانية انغيلا ميركل انتهجت موقفا متشددا كالعادة، ومرددة موقفها المعتاد المشابه لدول عدة من اوروبا الشرقية في الاتحاد.

واكدت ميركل انه "لن يكون هناك اتفاق باي ثمن" لانقاذ اليونان، مضيفة ان "القيمة الاهم المتمثلة بالثقة والقدرة على الوفاء (بالالتزامات) فقدت" مع اليونانيين، متوقعة حصول "مفاوضات شاقة".

الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الذي كان الاكثر تأييدا لاثينا خلال الفترة الماضية، قال ان "فرنسا ستبذل كل ما هو ممكن لايجاد اتفاق يتيح بقاء اليونان في منطقة اليورو".

وفي علامة على تزايد التوترات بين اكبر قوتين اقتصاديتين وسياسيتين في منطقة اليورو، رفض هولاند الخيار الذي اقترحته المانيا والقاضي بـ"خروج مؤقت" لاثينا من منطقة العملة الموحدة.

ونقل وزراء مالية منطقة اليورو الاحد لرؤساء دولهم وثيقة تتحدث عن خيار "خروج موقت لليونان من منطقة اليورو" بحسب نسخة حصلت عليها وكالة فرانس برس.

وبحسب الوثيقة فانه "في حال الفشل في التوصل الى اتفاق سيقدم اقتراح لليونان بالتفاوض سريعا على خروج موقت من منطقة اليورو مع احتمال اعادة جدولة دينها".

وهذه الفقرة وردت بين قوسين في الوثيقة وهذا يعني انه غير متفق عليها بين كل الوزراء ويعود الى رؤساء الدول البت بها.

ويأتي هذا الاجتماع بعد محادثات مكثفة لوزراء مالية منطقة اليورو استمرت ليومين، حول مقترحات اليونان للاصلاحات في مقابل خطة انقاذ لمدة ثلاث سنوات بقيمة 80 مليار يورو.

وقال وزير المالية الفنلندي اليكس ستوب انهم اتفقوا ان على اليونان اقرار قوانين جديدة بحلول يوم الاربعاء وفقا للشروط التي وافق عليها وزراء منطقة اليورو.

واضاف ان على اثينا ايضا ادخال شروط صارمة على اصلاح سوق العمل والمعاشات التقاعدية وضريبة القيمة المضافة والضرائب، والتدابير في مجال الخصخصة.

وقال رئيس مجموعة اليورو يروين ديسلبلوم اثر الاجتماع "قطعنا شوطا طويلا (...) لا تزال ثمة مسائل رئيسية" عالقة. واضاف انه "يعود الان الى القادة ان يحددوا مضمون اتفاق".

وكانت اليونان ودائنوها على خلاف منذ انتخب تسيبراس في كانون الثاني/يناير الذي تعهد بانهاء خمس سنوات من التقشف المرير تحت وطأة حزمتي انقاذ منذ العام 2010 بقيمة 240 مليار يورو.

وتحول التوتر الى غضب الشهر الماضي بعدما دعا تسيبراس الى استفتاء على مطالب الدائنين، والتي رفضها اليونانيون بغالبية ساحقة.

وليلة الجمعة السبت، وافق البرلمان اليوناني على مقترحات جديدة من قبل الحكومة في اثينا، رغم انها مشابهة الى حد كبير لتلك التي تم رفضها في الاستفتاء.

ويتزايد القلق في اليونان خصوصا بعد اسبوعين على اغلاق المصارف وتحديد الحصص النقدية في اجهزة الصرف الآلي.

وحذر وزير الاقتصاد جيورجوس ستاثاكيس انه من المرجح ان تبقى القيود على حالها لـ"اشهر" حتى لو تم التوصل الى اتفاق.

وبدا القلق جليا في اليونان فيما باتت البلاد على شفير الانهيار المالي.

وعنونت صحيفة تو فيما "اتفاق في حقل الغام" ولفتت الى ان "مستقبل البلاد يتقرر الان في قمة رؤساء الدول". فيما كتبت صحيفة ايليفثيروس تيبوس "مستقبل اليونان على المحك" متساءلة بقلق "ماذا سيحدث مع كابوس خروج اليونان من اليورو؟".

وفي الوقت الراهن وحده البنك المركزي الاوروبي يبقي المصارف اليونانية وكل اقتصاد البلاد على قيد الحياة بفضل قروض عاجلة لا يمكن ان تستمر الى ما لانهاية، وخصوصا انه يتوجب على اثينا ان تسدد اكثر من اربعة مليارات يورو للبنك المركزي الاوروبي في 20 تموز/يوليو، وهو مبلغ لن تتمكن اليونان في هذه الحال من تسديده.

وتتزايد المخاوف في الوقت نفسه من ان نتائج التصويت البرلماني ليلة الجمعة السبت في اثينا قد اضعفت من قدرة الحكومة اليونانية على تشريع الاصلاحات التي تطالب بها مجموعة اليورو.

وحصل تسيبراس على تأييد 251 من اصل 300 نائب في البرلمان اليوناني لخططه الاصلاحية، رغم انها مماثلة لتلك التي رفضها اليونانيون في استفتاء الاسبوع الماضي.

ولكن ثلاث شخصيات حكومية بارزة كانت من بين النواب العشرة الذين امتنعوا عن التصويت او صوتوا ضد، وغاب اشخاص عديدون من حزب سيريزا اليساري، ما دفع المعلقين الى التنبؤ بهزة حكومية.

غيُر كلمة السر

هل تريد حقاً حذف ملف المستخدم الشخصي الخاص بك؟

النشرة الإخبارية
لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو

مقالاتنا الأكثر قراءة هذا الأسبوع

اشترك في نشرتنا الإخبارية المجانية للحصول بانتظام على أهم منشوراتنا حول مواضيع متنوعة مباشرة في صندوق بريدك

أسبوعيا

توفر سياسة خصوصيّة البيانات المعتمدة من طرف هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (SRG – SSR) معلومات إضافية وشاملة حول كيفية معالجة البيانات.