Navigation

مكاتب الاقتراع شبه مهجورة في مصر في المرحلة الاولى من الانتخابات النيابية

مركز اقتراع في الجيزة 19 اكتوبر 2015 afp_tickers
هذا المحتوى تم نشره يوم 19 أكتوبر 2015 - 15:19 يوليو,
(وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب)

ظلت المقاعد الخشبية المتهالكة خاوية في باحة مدرسة جمال عبد الناصر في الجيزة التي تحولت الى مركز اقتراع شبه خال مثل معظم اماكن الاقتراع في الانتخابات النيابية المصرية المحسومة نتيجتها سلفا لمؤيدي الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وتكاد تكون هذه الانتخابات الماراثونية، التي تنظم مدى شهر ونصف شهر وتشمل مرحلتين كل منهما من دورين، خالية من اي ممثلين للمعارضة.

ويتمتع السيسي، الذي اسكت كل الاصوات المعارضة منذ اطاحته قبل عامين الرئيس الاسلامي محمد مرسي، بشعبية كبيرة تجعل بعض انصاره ينظرون بعين الشك سلفا الى برلمان يخشون ان يكون عبئا على الرئيس.

وقالت قاضية مسؤولة عن ادارة مكتب اقتراع ان "هذه اضعف مشاركة في اي عملية اقتراع منذ العام 2011". واضافت ان نسبة المشاركة في اليوم الاول لللانتخابات الاحد لم تتجاوز 15% وهو ما اكده قاضيان في مكتبي اقتراع اخرين زارتهما فرانس برس.

وسائل الاعلام المصرية اسهبت منذ مساء الاحد في الحديث كذلك عن تدني نسبة المشاركة. وكتبت صحيفة الاخبار الحكومية الاثنين "حضور باهت في اليوم الاول للانتخابات" بينما عنونت صحيفة المصري اليوم المستقلة "الشعب يتجاهل النواب".

ومع مقتل 1400 متظاهر من انصار مرسي وحبس اكثر من 15 الفا من اعضاء جماعة الاخوان المسلمين او انصارها ومع المحاكمات الجماعية التي دانتها الامم المتحدة، استطاع نظام السيسي ان "يقضي" على المعارضة الاسلامية كما تعهد.

وامتد القمع ليشمل بعد ذلك الشباب الليبرالي واليساري الذي كان رأس الحربة في ثورة 25 كانون الثاني/يناير 2011 التي اسقطت حسني مبارك اذ تم توقيف رموزه ومحاكمتهم.

ورغم ذلك فان غالبية المصريين ترى في السيسي الرجل القوي الوحيد القادر على تحقيق الامن والاستقرار وانعاش الاقتصاد المتدهور، ويتبنى قطاع لا يستهان به من المصريين الفكرة القائلة أن بلادهم "لا تحتاج الى الديموقراطية بل الى رجل قوي" وبالتالي تصبح الانتخابات بالنسبة اليهم بلا جدوى.

وقال رئيس نادي القضاه عبد الله فتحي مساء الاحد في تصريح لقناة فضائية خاصة ان الظاهرة اللافتة في هذه الانتخابات هي "ضعف المشاركة".

وقال رمضان سعيد وهو عامل متخصص في اصلاح السيارات في الحادية والاربعين من عمره اثناء مروره امام مكتب اقتراع "لن اشارك في الاقترع، لا اريد ان تكون مشاركتي اعاقة للرئيس، فهو يسير على الطريق الصحيح ولا اريد برلمانا يكون ورقة ضغط عليه".

واضاف "كل مرشح يسعى الى تحقيق مجد شخصي ولا احد يخوض الانتخابات من اجل النهوض بالبلد".

وكان السيسي دعا السبت الناخبين الى "الاحتشاد بقوة والاصطفاف امام لجان الانتخابات"، ولكن بازاء ضعف الاقبال الاحد قررت الحكومة منح العاملين فيها الاثنين عطلة نصف يوم ليتمكنوا من المشاركة في الاقتراع.

واعتبر المحلل السياسي عزمي خليفة ان "نسبة المشاركة مهمة جدا للسلطة، فكلما ازدادت كان معنى ذلك ان شرعية الرئيس كبيرة وكلما قلت فهذا يعني ان شرعية الرئيس ضعيفة".

اما محمد وهو صاحب شكرة دعاية واعلان في الثالثة والثلاثين فقال وهو يمر بغير اكتراث بجوار مركز اقتراع، "لا فائدة من المشاركة، النتائج معروفة سلفا" مضيفا "لم تعد هناك حماسة".

ويتذكر انه "في العام 2011 كانت هناك طوابير امام مراكز الاقتراع والجميع كان يريد المشاركة"، مشيرا الى انه صوت آنذاك لصالح الاخوان المسلمين الذين فازوا بنحو نصف مقاعد مجلس الشعب.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، لم تفت المصريين هذه المقارنة فنشروا صورا للناخبين الذين انتظروا في العام 2011 بالساعات امام مكاتب الاقتراع تحت المطر.

واوضح خليفة ان احجام الناخبين عن المشاركة سببه "ان الناس لم يجدوا اي تغيير في السياسات. وعندما يشعرون بالتغيير الحقيقي سيعودون" الى مقار الانتخابات.

واعتبر محمد بأسى ان "هذا البرلمان سيكون مثل برلمانات مبارك، كل ما سيفعله هو الموافقة على قرارات النظام القمعي".

غيُر كلمة السر

هل تريد حقاً حذف ملف المستخدم الشخصي الخاص بك؟

لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو

اكتشف تقاريرنا الأكثر طرافة كل أسبوع!

اشترك الآن واحصل مجانًا على أفضل مقالاتنا في صندوق بريدك الإلكتروني الخاص.

توفر سياسة خصوصيّة البيانات المعتمدة من طرف هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (SRG – SSR) معلومات إضافية وشاملة حول كيفية معالجة البيانات.