Navigation

محادثات بين كابول وطالبان في باكستان والاتفاق على لقاءات جديدة

دمار اثر تفجير انتحاري استهدف قوات الحلف الاطلسي في كابول في 7 ايار/مايو 2015 afp_tickers
هذا المحتوى تم نشره يوم 08 يوليو 2015 - 10:33 يوليو,
(وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب)

بعد محادثات استمرت طوال ليل الثلاثاء في باكستان، اتفقت الحكومة الافغانية وحركة طالبان على اللقاء مجددا، وفق ما اكدت اسلام آباد الاربعاء، في خطوة قد تكون ايجابية باتجاه مفاوضات السلام لانهاء نزاع مستمر منذ 13 عاماً.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الباكستانية ان وفدا من المجلس الاعلى للسلام الافغاني بقيادة نائب وزير الخارجية حكمت كرزاي التقى مع ممثلين من حركة طالبان في مدينة موري القريبة من العاصمة الباكستانية اسلام آباد.

ولم ترشح سوى تفاصيل ضئيلة حول فحوى المحادثات التي امتدت حتى فجر الاربعاء بتناول السحور.

ولم تكشف اسلام آباد اسماء المشاركين من طالبان لكنها اشارت الى ان مراقبين من الصين والولايات المتحدة شاركوا في اللقاء الذي اعتبره رئيس الحكومة الباكستانية نواز شريف بمثابة "اختراق" في هذا النزاع الذي يرهق افغانستان منذ سقوط نظام طالبان في العام 2001 اثر الغزو الاميركي.

واوضحت الخارجية الباكستانية ان "المشاركين تبادلوا وجهات النظر حول الطرق والوسائل المناسبة لارساء السلام والمصالحة في افغانستان"، واشارت الى ان جولة ثانية ستعقد "بعد (شهر) رمضان" الذي ينتهي اواخر الاسبوع المقبل.

يذكر ان اجتماعات غير رسمية عدة عقدت خلال الاشهر الماضية بين ممثلين عن طالبان ومسؤولين افغان وممثلين عن المجتمع المدني في قطر والصين والنروج. الا ان المحادثات في باكستان بقيادة المجلس الاعلى للسلام الافغاني وعلى رأسه نائب وزير الخارجية حكمت خليل كرزاي، تعتبر خطوة مهمة.

وتحدثت الحكومة الافغانية حتى عن "البداية الرسمية للمفاوضات" التي وصفت بانها "اول خطوة" نحو "سلام دائم" في بلد انهكته 35 سنة من الحرب وشكرت باكستان والصين والولايات المتحدة ل"تعاونها".

وهذه المرة الاولى التي تعترف فيها كابول علنا بان مسؤولا مهما مثل نائب وزير الخارجية يعقد محادثات مباشرة مع طالبان، في حين اتسمت اجتماعات سابقة بالسرية.

ويرى الصحافي الباكستاني رحيم الله يوسف زاي، الخبير في حركة طالبان، انه حتى وكانت الاتصالات والمحادثات لا تزال "في مرحلة تمهيدية" فان اللقاء في موري "خطوة مهمة" نحو اجراء مفاوضات سلام مرتقبة.

واضاف يوسف زاي "تبقى مسألتان او ثلاث يجب توضيحها خاصة "ما يمكن ان تكون خطة السلام" و"ما اذا كانت فصائل طالبان كافة موافقة على هذه المحادثات".

والانقسامات الحالية داخل حركة طالبان بين مقاتلين بقيوا في افغانستان والكوادر الاقدم الذين لجأوا خصوصا الى باكستان وقطر، تسهم منذ سنوات في عرقلة مبادرات السلام.

اما القيادة المركزية في حركة طالبان، التي طالما تحفظت على التعليق حول هذه القضية، ويطلق عليها "مجلس شورى كويتا" على اسم المدينة التي لجأت اليها في جنوب غرب باكستان، فلم تصدر اي تصريح يدين او يرحب بمباحثات موري.

واعرب الرئيس الافغاني السابق حميد كرزاي المعروف بعلاقاته الصاخبة مع باكستان التي ما زال يتهمها بدعم طالبان، وبعثة الامم المتحدة في افغانستان عن ارتياحهما لهذه المستجدات.

ووفق يوسف زاي، فان وفد طالبان تألف من عناصر بارزة مقرها عادة في كويتا وجوارها. ولم تتأكد مشاركة ممثلين عن فرع حركة طالبان الموجودة في المنفي في الدوحة، وهو من بين الاكثر دعما لمحادثات السلام.

ومن بين العوامل التي تظهر حذر حركة طالبان بشأن هذا المسألة، غياب اي تصريحات لقائدها التاريخي الملا عمر، الذي تحدثت شائعات عدة عن وفاته، والعلاقات المعقدة التي تقيمها مع اسلام آباد.

وباكستان، التي ساهمت في انشاء حركة طالبان في التسعينات، متهمة منذ زمن بتحريكها لحماية مصالحها في افغانستان، وخصوصاً في مواجهة تنامي نفوذ الهند، المنافس الرئيسي لها، وحليف حكومة كابول.

واثر الاطاحة بهم اثر تحالف عسكري دولي بقيادة الولايات المتحدة بعد هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001، لجأ العديد من قادة طالبان الى باكستان حيث العديد منهم لا يزال موجودا في ظل رقابة مشددة من اسلام آباد.

وفي الجهة المقابلة يتهم فصيل في حركة طالبان بطريقة غير مباشرة باكستان بمحاولة وضع عملية سلام تناسب مصالحها، وليس مصالح حركة طالبان او حتى الشعب الافغاني.

وفي هذا الصدد قال مسؤول في حركة طالبان لوكالة فرانس برس ان عناصر الحركة الذين شاركوا في محادثات موري الثلاثاء "ليسوا على قدر من الاهمية في الحركة بل يخضعون لنفوذ الحكومة الباكستانية".

وتشير عوامل عديدة الى ان الاتصالات الجارية بين كابول وطالبان لم تؤثر حتى الآن على النزاع الدائر في افغانستان، حيث صعّدت طالبان من عملياتها في اطار "هجمات الربيع" السنوية، كما يبدو انها استطاعت مؤخرا السيطرة على مناطق في ولايات عدة.

وقبل ساعات على لقاء موري الثلاثاء، اسفر هجومان جديدان استهدفا قوات الحلف الاطلسي وجهاز الاستخبارات الافغاني عن مقتل شخص واحد على الاقل واصابة خمسة آخرين في العاصمة كابول.

غيُر كلمة السر

هل تريد حقاً حذف ملف المستخدم الشخصي الخاص بك؟

لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو

مقالاتنا الأكثر قراءة هذا الأسبوع

اشترك في نشرتنا الإخبارية المجانية للحصول بانتظام على أهم منشوراتنا حول مواضيع متنوعة مباشرة في صندوق بريدك

أسبوعيا

توفر سياسة خصوصيّة البيانات المعتمدة من طرف هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (SRG – SSR) معلومات إضافية وشاملة حول كيفية معالجة البيانات.