محادثات الملف النووي الايراني تدخل المرحلة الحاسمة الاصعب في فيينا
تدخل المفاوضات بشأن الملف النووي الايراني الذي يشكل مدار مساع دبلوماسية منذ 20 شهرا، مرحلة حاسمة السبت حيث سيلتقي وزراء القوى العظمى وايران في فيينا فيما لم يعد امامهم سوى ايام معدودة لتسوية اكثر المسائل صعوبة.
والمفاوضات الماراتونية حول هذا الملف الشائك الذي يعتبر من اصعب المسائل في العلاقات الدولية منذ بداية سنوات الالفين، يفترض ان تنتهي في 30 حزيران/يونيو لكن معظم المفاوضين يتفقون على القول بانه يمكن تمديدها لبضعة ايام.
وفي الوقت الذي ستبدأ فيه المرحلة الاخيرة من المفاوضات "الاصعب" بدأ وزراء الدول المعنية، ايران ودول مجموعة خمسة زائد واحد (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا، الصين والمانيا) بالتوافد الى فيينا.
فقد وصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي ما زال في فترة نقاهة بعد اصابته بكسر في عظم الفخذ بسبب سقوطه عن دراجة هوائية على الحدود الفرنسية السويسرية حيث كان مشاركا في محادثات حول الملف النووي الايراني، مساء الجمعة الى العاصمة النمساوية.
وسيلتقي كيري السبت نظيره الايراني محمد جواد ظريف المتوقع ان يصل في الفترة الصباحية. كما ينتظر ايضا وصول وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس السبت الى فيينا فيما قد يصل وزيرا الخارجية البريطاني فيليب هاموند والالماني فرانك فالتر شتاينماير الاحد وكذلك وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فديريكا موغريني.
وستستمر المحادثات خلال ايام عدة حتى وان لم يبق الوزراء حكما بشكل متواصل. وقال مصدر دبلوماسي غربي في هذا الصدد "ستكون امامنا ايام وليال متوترة ومعقدة. سيتعين الحفاظ على كثير من الهدوء والدم البارد".
لان تسوية النقاط الاساسية في الملف "تبقى بالغة الصعوبة" بحسب هذا المصدر الذي اكد ان "خلافات كبيرة" لا تزال قائمة حول المواضيع الكبرى بالرغم من احراز "تقدم".
وقال هذا المصدر "الشفافية، عمليات التفتيش، رفع العقوبات والبعد العسكري المحتمل (للبرنامج النووي الايراني) (هي) المواضيع الاكثر صعوبة الواجب تسويتها في الايام المقبلة"، معتبرا ان النتيجة النهائية هي "الان مسالة خيارات سياسية".
وصرح كبير المفاوضين الايرانيين عباس عراقجي الجمعة في فيينا ان هناك "مسائل خلافية مهمة واساسية" لا تزال عالقة في المفاوضات بين ايران ودول مجموعة 5+1 حول برنامج طهران النووي.
واضاف "في الاجمال ان العمل يتقدم ببطء وايضا بصعوبة".
وقال عراقجي بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الرسمية الايرانية "صحيح انه تم احراز تقدم وانه تم سد الثغرات في جزء كبير من نص الاتفاق النهائي لكن الثغرات المتبقية تتعلق كلها بخلافات جوهرية واساسية في وجهات النظر".
ومنذ اشهر عدة تتناول الخلافات الرئيسية بين الطرفين الجدول الزمني لرفع العقوبات الدولية الذي ترغب طهران برفعها دفعة واحدة عند ابرام اتفاق، وحول تفتيش المواقع العسكرية الذي ترفضه ايران، او ايضا بشأن التوضيحات التي تطلبها الدول الكبرى حول "البعد العسكري المحتمل" للبرنامج النووي الايراني.
ويريد المجتمع الدولي من جهته الحصول على ضمانات بان البرنامج النووي الايراني هو لغايات مدنية بحتة وان طهران لن تسعى لاقتناء السلاح النووي، مقابل رفع تدريجي للعقوبات المفروضة على طهران منذ 2005 وتخنق اقتصاد البلاد.
واجرت طهران والدول الكبرى مباحثات لسنوات بدون نتيجة، وبدأت منذ ايلول/سبتمبر 2013 مفاوضات مكثفة للتوصل الى اتفاق يكرس التقارب بين الولايات المتحدة وايران بعد خلافات مستمرة منذ 35 عاما، وعودة جمهورية ايران الاسلامية الشيعية الى الساحة الدولية فيما يخيف تنامي نفوذها القوى السنية في المنطقة واسرائيل.
وقد ابرمت مجموعة 5+1 وايران في تشرين الثاني/نوفمبر 2013 اتفاقا مرحليا جدد مرتين وتوصلت بصعوبة في لوزان في نيسان/ابريل الماضي الى تحديد اطر ما يمكن ان يكون عليه اي اتفاق نهائي.
وقال مسؤول اميركي كبير طلب عدم كشف اسمه "علمنا على الدوم انه عندما نقترب من النهاية يصبح الامر اكثر صعوبة، لان الرهانات تصبح اكثر اهمية. نترك دائما الاصعب الى النهاية".