مؤسس حزب الجبهة الوطنية الفرنسي يتخلى عن الترشح لانتخابات المناطق
تخلى الزعيم التاريخي لليمين المتطرف الفرنسي جان ماري لوبن في نهاية المطاف عن الترشح لانتخابات المناطق في مبادرة لتهدئة الازمة العائلية والسياسية بينه وبين ابنته التي تولت قيادة الجبهة الوطنية خلفا له.
واعلن جان ماري لوبن الذي اثار غضبا بعد تصريحات ادلى بها مؤخرا عن محرقة اليهود والهجرة تضر بتحسين صورة حزب الجبهة الوطنية وانهاء "شيطنته"، انه مستعد للتخلي عن ترشحه لمصلحة حفيدته ماريون ماريشال لوبن (25 عاما).
وقال لوبن البالغ من العمر 86 عاما وخطيب اليمين المتطرف منذ عقود، لمجلة "لوفيغارو ماغازين" ردا على سؤال عن احتمال ترشحه لهذه الانتخابات التي ستجرى في كانون الاول/ديسمبر "لا، مع انني اعتقد انني كنت المرشح الامثل للجبهة الوطنية".
واضاف النائب الاوروبي بعد اسبوع من المناقشات الحادة مع قيادة الحزب الذي شارك في تأسيسه في 1972 "لن اكون الرجل الذي يلحق ضررا" بالحزب.
وبدلا منه في منطقة بروفانس الب كوت دازور، ليس هناك من "خيارات عديدة" على حد قوله. لكنه اشار الى خيار "ممتاز" هو حفيدته التي انتخبت نائبة عن المنطقة. وقال لوبن "اذا وافقت فاعتقد انها ستكون رئيسة لائحة جيدة الاداء".
واثار الرئيس الفخري للجبهة الوطنية في الثاني من نيسان/ابريل استياء شديدا بتكراره تصريحات عن غرف الغاز النازية التي يعتبرها "تفاصيل في التاريخ". وسبق ان اصدر القضاء احكاما بحقه بسببها.
وبعد ايام، دافع في احدى صحف اليمين المتطرف عن الماريشال فيليب بيتان رئيس الدولة الفرنسية في عهد النازيين ومهندس التعاون مع الاحتلال النازي، مؤكدا على ضرورة "انقاذ اوروبا الشمال والعالم الابيض".
واثارت هذه التصريحات غضب ابنته التي تسعى الى تحسين صورة الحزب ورأت فيها "انتحارا سياسيا". وقد اتهمته بالتسبب "بازمة غير مسبوقة للحزب" واعلنت مساء الخميس "عن بدء اجراء تأديبي" بحقة.
ودعت مارين لوبن والدها الى التصرف بحكمة واعتزال العمل السياسي.
لذلك يرى النائب جيلبير كولار القريب من جان ماري لوبن ان انسحابه هو "مؤشر تهدئة". وقال "انه الدليل على اصغائه لنداء الحكمة الذي اطلقته بشرف وحزم والم واضح" ابنته.
من جهته، قال نائب رئيس الجبهة الوطنية فلوريان فيليبو ان الرجل الثمانيني اتخذ "قرارا حكيما جدا" لكن يفترض الا يمنع المكتب التنفيذي للحزب من عقد "اجتماع لاجراء تأديبي" في نهاية الشهر الجاري على الارجح.
وفي الايام الاخيرة، وبينما كان مسؤولو الحزب يبذلون جهودا في وسائل الاعلام او على موقع الرسائل القصيرة تويتر حول فرضية ابعاد الزعيم التاريخي للجبهة الوطنية، لزمت حفيدته صمتا شبه تام.
وقد اكتفت بادانة التصريحات حول غرف الغاز وقالت في الثالث من نيسان/ابريل انها لا تريد ان "تعطي انطباعا باستغلال الوضع للظهور".
وسيعزز انتخاب هذه الشابة المحتمل في جنوب شرق فرنسا موقعها داخل الجبهة الوطنية اذ انها تتمتع اصلا بشعبية كبيرة بين ناشطيها. وهي اصغر نائبة في البرلمان الفرنسي ومحافظة اكثر من خالتها في قضايا المجتمع لكنها اكثر انفتاحا في المجال الاقتصادي.
وفي حال ترشحها، ستواجه على الارجح احد المقربين من جدها النائب الاوروبي برونو غولنيش الذي "يفكر" في الترشح باسم الجبهة الوطنية في جنوب شرق فرنسا.
ومنذ ان تولت قيادة الحزب خلفا لوالدها، تسعى مارين لوبن الى تخليصه من صورة جان ماري لوبن المعروف بمواقفه النارية.
وقد تمكنت من تحقيق نجاحات انتخابية في السنوات الاخيرة مستفيدة الى حد بعيد من نسبة امتناع كبيرة عن التصويت، وتأمل في ان تحتل المرتبة الثانية في الاقتراع الرئاسي.
وستكون انتخابات المناطق التي ستجرى في كانون الاول/ديسمبر آخر اقتراع كبير في فرنسا قبل الانتخابات الرئاسية.