كاليفورنيا تشهد عمليتي إطلاق نار تستهدفان مجموعة من اصل آسيوي
في مرقص في ضاحية لوس انجليس السبت ثم في موقع زراعي قرب سان فرانسيسكو الاثنين، وقع حادثا اطلاق نار في أقل من 48 ساعة أوديا بما لا يقل عن 18 قتيلا في كاليفورنيا، مع قاسم مشترك هو أن معظم الضحايا والمنفذين من أصول آسيوية.
وبعد أن عبر عن صدمته وأمر بتنكيس الأعلام الأحد، دعا الرئيس جو بايدن إلى تمرير "سريع" لمشروع قانون يقيد الوصول إلى البنادق الهجومية.
وقال بايدن في بيان نشره البيت الأبيض، "نحن مدركون أن آفة عنف الأسلحة في كافة أنحاء الولايات المتحدة تتطلب تحركًا أقوى. أحضّ مرة جديدة مجلسَي الكونغرس على التحرك بسرعة وإحالة (قانون) حظر الأسلحة الهجومية إلى مكتبي، واتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على المجتمعات والمدارس وأماكن العمل والمنازل الأميركية آمنة".
في زيارة لمونتيري بارك الاثنين انتقد حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم انتشار الأسلحة النارية الخارج عن السيطرة في الولايات المتحدة.
وقال الديموقراطي "هذا عار". واضاف "علينا أن نفعل ما هو أفضل من ذلك علينا ان نكون قدوة للعالم وليس فقط أن نرد على هذه الأزمات التي لا تعد ولا تحصى ونكرر اسطوانة رفع الصلوات وتقديم التعازي".
وكتب في تغريدة على تويتر "كنت في المستشفى لزيارة جرحى حادث إطلاق النار العشوائي عندما أبلغت بحادث إطلاق نار آخر. هذه المرة في هاف مون باي. مأساة تلو مأساة".
- مزارع ومرقص -
ووقعت مجزرة الاثنين في هاف مون باي على بعد أكثر من 40 كيلومترا من سان فرانسيسكو، في مزرعتين.
وذكر الاعلام الاميركي ان الضحايا السبعة عمال مزارعون صينيون وأن شخصا ثامنا أصيب بجروح بالغة.
وأفادت قائدة شرطة مقاطعة سان ماتيو كريستينا كوربوس عن اعتقال شونلي تشاو البالغ 67 عاما والذي يشتبه بأنه منفذ عمليتي إطلاق النار في المزرعتين قرب سان فرانسيسكو.
واضافت أنه تم العثور على مسدس شبه أوتوماتيكي في سيارة الرجل الموقوف وانه عمل في احدى المزرعتين.
وقعت المأساة بعد أقل من 48 ساعة على حادث إطلاق نار مماثل حين اقتحم رجل من أصول آسيوية يبلغ 72 عاما مساء السبت مرقص "ستار بولروم دانس ستوديو" في مونتيري بارك على مسافة 600 كلم إلى الجنوب، فأطلق 42 رصاصة وقتل 11 رجلا وامرأة تزيد أعمارهم عن خمسين عاما.
وبعد المجزرة التي أوقعت كذلك تسعة جرحى، حاول مطلق النار المدعو هو كان تران ارتكاب مجزرة أخرى في مرقص قريب، لكن أحد الحراس جرده من سلاحه، فهرب قبل أن ينتحر في شاحنته الصغيرة حين طوقته الشرطة.
فيما يتعلق بحادثي اطلاق النار، كانت الشرطة لا تزال الثلاثاء تسعى لتحديد الدوافع.
وأوضح قائد شرطة مقاطعة لوس أنجليس روبرت لونا أنه في حادث اطلاق النار في المرقص "ليس لدينا بعد اي دافع".
ويتقصى المحققون حاليا الروابط بين القاتل والمرقصين المستهدفين وخصوصا علاقات محتملة له داخلهما، على ما أوردت صحيفة "لوس أنجليس تايمز" نقلا عن مصادر في الشرطة.
- يقظة أكبر -
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار مساء الإثنين إنه تم ابلاغ الرئيس بحادث إطلاق النار في هاف مون باي و"طلب من سلطات إنفاذ القانون الفدرالية تقديم" المساعدة اللازمة للسلطات المحلية".
وبما ان معظم الضحايا في حادثي اطلاق النار من اصول آسيوية، قالت وزارة الخارجية الصينية إنها قامت بتفعيل آلية حماية قنصلية مع قنصلياتها في الولايات المتحدة.
كما حثت رعاياها على إيلاء اهتمام خاص للوضع المحلي وتوخي الحيطة والحذر، لا سيما من خلال تجنب الذهاب إلى أماكن التجمع، وفقًا لمنشور أرسل الثلاثاء عبر شبكة التواصل الاجتماعي الصينية ويتشات WeChat.
ويُعدّ العنف باستخدام السلاح أزمة كبيرة في الولايات المتحدة حيث حصلت أكثر من 600 عملية إطلاق نار استهدفت مجموعة من الأشخاص في العام 2022، وفق موقع "أرشيف العنف بواسطة الأسلحة" Gun Violence Archive.
وأحيت حوادث إطلاق النار الجدل حول فرض قيود على استخدام الأسلحة، رغم إحراز تقدم ضئيل في الكونغرس بشأن تبني إصلاحات.
وقضى 49 ألف شخص بالرصاص في العام 2021 في الولايات المتحدة، مقابل 45 الفا في 2020 التي كانت سنة سجلت حصيلة قياسية. وهذا يمثل أكث من 130 وفاة يوميا أكثر من نصفها حالات انتحار.
ويملك واحد من كل ثلاثة بالغين في الولايات المتحدة سلاحا واحدا على الأقل، ويعيش واحد من كل شخصين بالغين في منزل يحوي قطعة سلاح.
وحوادث إطلاق النار التي تحصد العدد الأكبر من الضحايا هي التي تبقى عالقة في الأذهان، وتبرز الفجوة الأيديولوجية التي تفصل بين المحافظين والتقدميين حول كيفية تجنب وقوع مثل هذه المآسي.
التاريخ الأميركي المعاصر مليء بحوادث اطلاق النار، التي لا توفر أي مكان من الحياة اليومية من الشركات إلى الكنائس ومن السوبر ماركت إلى المرقص ومن الطريق السريع إلى وسائل النقل العام.