قوات سوريا الديموقراطية تتوقع "الانتصار" على تنظيم الدولة الإسلامية بعد أسبوع
توقعت قوات سوريا الديموقراطية أن تعلن الانتصار الأخير على تنظيم الدولة الإسلامية خلال أسبوع مع خروج دفعة جديدة الخميس من مئات المحاصرين في جيب الجهاديين الأخير في شرق البلاد.
وقد فاق عدد من خرجوا منذ أسبوع توقعات قوات سوريا الديموقراطية التي تتحضر للانتقال إلى المرحلة الأخيرة من هجومها في حال رفض الجهاديون الاستسلام بعد انتهاء إجلاء كافة المدنيين.
وخرج الآلاف من الأشخاص في إطار دفعات عدة خلال الأسبوع الأخير من آخر بقعة محاصرة في بلدة الباغوز. وغالبيتهم نساء وأطفال من أسر مقاتلي التنظيم، يخرجون وهم يتضورون جوعاً وبرداً. ويؤكد الخارجون أنهم تركوا خلفهم مدنيين ومقاتلين.
وفي فيديو نشرته قوات سوريا الديموقراطية على صفحتها على موقع فيسبوك الخميس، قال كوباني متوجهاً لأسرى من قواته جرى تحريرهم من أيدي مقاتلي التنظيم، "بعد أسبوع، سنعلن الانتصار الكامل على داعش".
وفي اللقاء الذي جرى الأربعاء، قال كوباني إن العمليات العسكرية متوقفة حتى تحرير باقي الأسرى.
وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية الخميس أنها حررت 24 مقاتلاً كانوا أسرى لدى التنظيم المتطرف منذ أكثر من شهر، كما تمكنت من "إجلاء آلاف المدنيين" عبر "تأمين ممرّ آمن" لهم.
وقال المتحدث باسم حملة قوات سوريا الديموقراطية في دير الزور عدنان عفرين إنه جرى تحرير الأسرى على مراحل في عمليات خاصة، لم يفصح عن تفاصيلها. وأشار إلى أن آخرين لا يزالون في يد التنظيم المتطرف، من دون أن يحدد عددهم.
وتنتظر قوات سوريا الديموقراطية تحرير أسراها وانتهاء عمليات إجلاء المدنيين لاتخاذ قرار اقتحام الجيب المحاصر.
وخرجت دفعة جديدة من مئات النساء والأطفال والرجال الخميس من الجيب الأخير، وفق ما قال مدير المكتب الاعلامي لقوات سوريا الديموقراطية مصطفى بالي لفرانس برس، مشيراً إلى أنه كان بينهم "أجانب من جنسيات متنوعة".
خلال الأسابيع الأخيرة، تحدث صحافيو وكالة فرانس برس إلى نساء من جنسيات عدة، من فرنسا وألمانيا وروسيا وتركيا وتونس وسواها، بعد خروجهن من الباغوز.
- "أريد الكولا" -
وتقع بلدة الباغوز على الضفاف الشرقية لنهر الفرات بمحاذاة الحدود العراقية، ويُحاصر الجهاديون في بقعة عند أطرافها الشرقية. وتطوق قوات سوريا الديموقراطية البلدة من جهتي الشمال والغرب فيما تتواجد قوات النظام السوري جنوباً على الضفة الغربية للفرات والقوات العراقية وفصائل الحشد الشعبي شرقا على الجهة المقابلة من الحدود.
وتراوحت تقديرات قوات سوريا الديموقراطية لأعداد المحاصرين في الباغوز بين المئات والآلاف مع تحديث قاعدة بياناتها تباعاً استناداً إلى شهادات الخارجين.
وأوضح عفرين في هذا الإطار "حقيقة نحن لا نعلم عدد المدنيين في الداخل، كل يوم هناك مفاجأة، لم نتوقع وجود هذا العدد الكبير".
وعند نقطة فرز تقع على بعد عشرين كيلومتراً شمال الباغوز، تنقل قوات سوريا الديموقراطية الخارجين إليها، روت نساء عدة إنهن حاولن الفر في فترات سابقة ولم يوفقن. وقالت إحداهن، رافضة الكشف عن اسمها لفرانس برس "في الدولة لم يسمحوا لأحد بالخروج، كانت الطريق مغلقة ويقولون لنا إن هذا الأمر حرام ولا يجوز".
لكن الوضع تبدّل قبل أسبوع، حين دعا التنظيم، وفق روايات نساء عدة، الراغبين بالخروج، وخصوصاً النساء والجرحى، إلى مغادرة الجيب الأخير.
وتنقل قوات سوريا الديموقراطية في شاحنات من يتم اجلاؤهم إلى تلك النقطة، حيث يخضعون لعمليات تفتيش وتدقيق في هوياتهم قبل أن يتمّ نقل النساء والأطفال إلى مخيمات للنازحين، بينما يُرسل الرجال والمشتبه بانتمائهم للتنظيم المتطرف إلى مراكز اعتقال للتوسع في التحقيق معهم.
فور وصولهن، تطلب النساء الطعام والمياه والحفاضات لأطفالهن الذين يتضورون جوعاً. قرب سيارة إسعاف، بكت سيدة تركية الأربعاء بعدما نقل مسعفون رضيعها جراء ارتفاع حرارته وإصابته بالجفاف. وقالت بحسرة لفرانس برس "لم يأكل منذ أيام، يلزمه مصل".
للمرة الأولى منذ فترة طويلة، تذوقت العراقية مروة (19 عاماً) وجبة دسمة. تناولت قطعة دجاج من تحت نقابها من دون أن تظهر وجهها بينما وضعت وجبة الأرز في حضنها. وحين اقتربت الكاميرا منها قالت وهي تضحك بصوت مسموع، "أريد الكولا".
وتابعت "أكثر ما أحبه هو مشروب الطاقة والكولا وأريد البسكويت أيضاً. كانت الطريق مسدودة وكنا نحلم بتناول هذه الأطعمة لأنها غير موجودة في أراضي الدولة".
- "مقبرة بالصدفة" -
يرتّب تدفق هذا العدد الكبير من المدنيين أعباء كبيرة على كاهل قوات سوريا الديموقراطية، إذ تضيق مراكز الاعتقال بالعدد المتزايد من الرجال المشتبه بانتمائهم للتنظيم.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، أوقفت قوات سوريا الديموقراطية أكثر من خمسة آلاف عنصر من التنظيم كانوا في عداد نحو 52 ألف شخص فروا منذ كانون الأول/ديسمبر من مناطق سيطرة التنظيم في شرق سوريا.
وتكتظ مخيمات النازحين في شمال شرق سوريا بالوافدين الجدد، خصوصاً الهول الذي بات يؤوي أكثر من خمسين ألف شخص.
ويعيش أكثر من 2500 طفل أجنبي من 30 بلداً حالياً في ثلاثة مخيّمات للنازحين في شمال شرق سوريا، وفق منظمة "سايف ذي تشيلدرن".
وفي بلدة الباغوز، اكتشفت قوات سوريا الديموقراطية قبل عشرة أيام مقبرة جماعية تضم رفات عدد غير محدد من الأشخاص، بالإضافة الى رؤوس نساء مقطوعة، وفق ما قال عفرين لفرانس برس الخميس.
وأوضح أن "عدد الجثث لا يزال غير واضح.. ولا نعلم ما إذا كانت تعود لمدنيين أو دواعش أو أيزيديات" ممن خطفهم التنظيم قبل سنوات من منطقة سنجار في العراق.
وعثر مقاتلون من قوات سوريا الديموقراطية، وفق قوله، "عن طريق الصدفة على المقبرة أثناء عمل إحدى الجرافات في المكان وظهور بعض الجثث".
وتضاف هذه المقبرة الجماعية إلى سلسلة مقابر عثرت عليها قوات سوريا الديموقراطية تباعاً بعد طردها التنظيم في العامين الأخيرين من مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا.