قوات النظام السوري تخسر بلدة استراتيجية على الطريق بين دمشق وحلب
بعد حوالى شهر على عمليات عسكرية احد اهدافها استعادة كامل طريق دمشق حلب الدولية، خسرت قوات النظام اليوم الخميس بلدة استراتيجية تقع على هذه الطريق لصالح فصيل جهادي.
ويأتي هذا التراجع غداة استعادتها السيطرة على طريق اثريا - خناصر الحيوية المؤدية الى حلب بعد اسبوعين على قطعها من جانب تنظيم الدولة الاسلامية.
وسيطر تنظيم "جند الاقصى" الخميس اثر هجوم عنيف على بلدة مورك الاستراتيجية في ريف حماة الشمالي (وسط) الواقعة على الطريق الدولية بين محافظة حلب شمالا وحماة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان الاشتباكات تتواصل بين "جند الاقصى" وقوات النظام في شرق وجنوب شرق مورك، حيث قتل واصيب العشرات من جنود قوات النظام، على حد قوله.
واكد تنظيم "جند الاقصى" الجهادي على حسابه على تويتر ان "تحرير مورك ما هو الا جزء من معركة قد اعد لها اخوانكم في جند الأقصى فانتظروا ما يسركم في الساعات القادمة".
في دمشق، قلل مصدر امني من اهمية الامر. وقال لفرانس برس "دخل المسلحون مورك ولم يسيطروا عليها"، موضحا ان الاشتباكات العنيفة مستمرة بدعم من "سلاحي الجو السوري والروسي".
وخسرت قوات النظام ايضا لصالح فصائل اسلامية، اهمها "اجناد الشام"، تل سكيك المجاور والمطل على مناطق حدودية مع محافظة ادلب (شمال غرب)، وفق المرصد.
وتشن موسكو منذ 30 ايلول/سبتمبر غارات في سوريا تقول انها تستهدف "المجموعات الارهابية"، وتدعم العمليات البرية للجيش لسوري.
- -
خلال اكثر من اربع سنوات من النزاع السوري، تبدلت السيطرة على بلدة مورك مرات عدة بين الفصائل المقاتلة وقوات النظام، الا ان الاخيرة استعادتها بالكامل في تشرين الاول/اكتوبر 2014.
وتقع مورك على الطريق الدولية حلب - دمشق، وهي بطول 360 كلم تعبر اهم المدن السورية، وتسيطر قوات النظام على الجزء الواقع منها بين دمشق وحمص (وسط)، فيما سقطت الـ185 كلم الاخرى تباعا بيد الفصائل المقاتلة.
وتنطلق هذه الطريق من جنوب مدينة حلب (شمال) لتمر من محافظتي ادلب (شمال غرب) وحماة وصولا الى حمص فدمشق.
ومنذ السابع من تشرين الاول/اكتوبر الماضي، بدأ الجيش السوري بغطاء جوي روسي عمليات برية في محافظات عدة كان اولها في ريف حماة الشمالي. وكان احد الاهداف الرئيسية للعمليات استعادة السيطرة على كامل الطريق الدولية.
وتمكنت قوات النظام من تحقيق "تقدم طفيف" وواجهت في حماة معارك عنيفة مع الفصائل المقاتلة.
وقال جيف وايت، الخبير العسكري في معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى، لفرانس برس ان خسارة مورك اظهرت انه رغم الغطاء الجوي الروسي "لم تسفر عملية حماة سوى عن نجاح طفيف، اذا وجد اصلا (...) كما لا تزال الفصائل المقاتلة قادرة على شن عمليات هجومية".
الا ان السيطرة على مورك تأتي غداة استعادة قوات النظام لطريق خناصر اثريا الحيوية في ريف حلب الجنوبي.
وتمكنت الفصائل المقاتلة في العام 2012 من قطع طريق حلب دمشق الدولية ومحاصرة مدينة حلب، فعمدت قوات النظام العام 2014 الى فتح طريق اخرى معروفة بطريق خناصر اثريا.
وفي 23 تشرين الاول/اكتوبر، قطع تنظيم الدولة الاسلامية تلك الطريق التي باتت قوات النظام تستخدمها لربط مناطق سيطرتها في مدينة حلب بتلك الواقعة في وسط وجنوب وغرب سوريا.
وتمكنت قوات النظام امس من استعادة طريق خناصر اثريا بشكل كامل بعد اسبوعين عانى خلالهما مئات الآلاف من سكان مدينة حلب من حصار ادى الى ارتفاع الاسعار وانقطاع المواد الاساسية.
وقال معروف عثمان، وهو شاب جامعي مقيم في حلب، "اعتقد أن حركة الشحن بدأت اليوم، حسب ما قال معظم تجار المدينة، ما يعني أن الأسواق غداً ستشهد نشاطاً كما في السابق".
وفي دير الزور في شرق سوريا، قتل 22 شخصا، بينهم طفلان، في غارات لطائرات مجهولة ضد مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في وسط مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، وفق المرصد السوري.
ويسيطر التنظيم المتطرف على الجزء الاكبر من محافظة، ويتقاسم مع قوات النظام مدينة دير الزور.
- -
وفي اطار الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية، اعلنت الرئاسة الفرنسية الخميس ان باريس سترسل حاملة الطائرات شارل ديغول للمشاركة في العمليات ضد الجهاديين والمجموعات التابعة لهم في سوريا.
وتنضم حاملة الطائرات الى ست طائرات رافال موجودة في الامارات وست طائرات ميراج في الاردن.
وتشارك فرنسا منذ ايلول/سبتمبر 2014 في الائتلاف الدولي ضد التنظيم المتطرف في العراق وبدأت بشن ضربات في سوريا قبل حوالى شهرين.
واعلن وزير الخارجية التركي فريدون سنيرلي اوغلو ان بلاده تدرس شن هجوم عسكري "في الايام المقبلة" على تنظيم الدولة الاسلامية، المشتبه به الاول في هجوم انقرة الدامي الشهر الماضي، والذي قتل خلاله حوالى مئة شخص.
ويزور موفد الائتلاف الدولي بيرت ماكغورك تركيا. وكتب على حسابه على تويتر "في انقرة لاجراء مشاورات مع مسؤولين اتراك رفيعي المستوى حول العراق وسوريا، ومحادثات فيينا (حول سوريا) والتعاون ضد داعش".
وتشهد سوريا نزاعا بدأ بحركة احتجاج سلمية ضد النظام منتصف اذار/مارس 2011 قبل ان يتحول الى حرب دامية متعددة الاطراف، تسببت بمقتل اكثر من 250 الف شخص وبتدمير هائل في البنى التحتية بالاضافة الى لجوء ونزوح الملايين داخل البلاد وخارجها.
وفي تداعيات الازمة على لبنان المجاور، قتل ستة اشخاص واصيب خمسة آخرون بجروح في تفجير انتحاري استهدف هيئة علماء القلمون في بلدة عرسال الحدودية مع سوريا في شرق البلاد.