قوات النظام السوري تتقدم غرب مدينة تدمر الاثرية
سيطرت قوات النظام على طريق استراتيجية لنقل النفط تمر غرب مدينة تدمر في وسط سوريا التي كان سيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية قبل شهر واقدم اخيرا على تفخيخ مواقعها الاثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي.
وعلى الرغم من ارسال قوات النظام تعزيزات عسكرية وتكثيف قصفها الجوي على انحاء عدة داخل تدمر، فان اولوية دمشق في الوقت الراهن تتركز على حماية حقول النفط والغاز في محيط تدمر وضمان امن خطوط الامداد المتفرعة منها الى مناطق سيطرة قوات النظام.
وافادت صحيفة الوطن السورية المقربة من السلطات الاثنين عن "تقدم بري ملموس على الارض لعناصر المشاة في الجيش في منطقة البيارات الغربية".
وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، "تمكنت قوات النظام من طرد الجهاديين خلال اليومين الماضيين من منطقة البيارات"، غرب مدينة تدمر والتي تبعد عشرة كيلومترات عنها.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس الاثنين ان "سيطرة قوات النظام على هذه المنطقة تمكنها من ضمان امن طريق لنقل النفط"، يمتد من "حقل جزل النفطي الواقع على بعد نحو عشرين كيلومترا في شمال غرب تدمر".
واضاف "بات بامكان النظام الان نقل النفط من جزل عبر البيارات نحو المدن السورية الاخرى الواقعة تحت سيطرة قواته".
وسيطر تنظيم الدولة الاسلامية في 21 ايار/مايو على مدينة تدمر بعد اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام استمرت تسعة ايام. وتشتهر المدينة التي تعرف باسم "لؤلؤة الصحراء" باعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية المدرجة على لائحة التراث العالمي.
وبحسب عبد الرحمن، فإن "اولوية النظام في الوقت الراهن هي حماية وتأمين حقول النفط والغاز في تدمر ومحيطها، والتي يعتمد عليها في توليد الكهرباء للمناطق تحت سيطرة قواته وتحديدا دمشق وبانياس (الساحل) وحمص".
ورجح الا تهاجم قوات النظام تدمر في الوقت الحالي، باعتبار ان "النظام لا يحظى بحاضنة شعبية داخل المدينة يمكنه الاعتماد عليها لاستعادة السيطرة على تدمر".
ويعد حقل جزل الذي استعادت قوات النظام سيطرتها عليه بالكامل نهاية الاسبوع الماضي وحقل شاعر للغاز اخر حقلين تحت سيطرة قوات النظام في وسط سوريا.
وينتج حقل جزل 2500 برميل يوميا، بحسب النشرة الاقتصادية الالكترونية "سيريا ريبورت".
وبحسب وزارة النفط والثروة المعدنية السورية، تراجع انتاج الغاز من 8,7 مليار متر مكعب قبل بدء النزاع عام 2011 الى 3,6 مليار متر مكعب حاليا.
وانخفض انتاج البترول السوري الرسمي عام 2014 الى 9329 برميلا في اليوم الواحد بعدما بلغ 380 الفا قبل بدء النزاع.
وفخخ مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية الاحد بحسب المرصد، المواقع الاثرية في تدمر بالالغام والعبوات الناسفة، ما يثير مخاوف جدية حول مصير هذا الارث التاريخي. ولم تتضح اهداف التنظيم من التفخيخ وما اذا كان يخطط لتفجيرها ام وضعها لمنع تقدم قوات النظام التي باتت موجودة غرب تدمر.
وقال عبد الرحمن الاثنين ان قوات النظام واصلت شن غارات جوية كثيفة على احياء عدة داخل تدمر.
وقال الناشط المعارض محمد حسن الحمصي المتحدر من تدمر لوكالة فرانس برس "الوضع في المدينة صعب جدا"، مضيفاً "تعرضت منازل للتدمير وابيدت احياء باكملها (نتيجة الغارات الجوية) لا وجود للكهرباء ضمن المدينة والمياه تصل بشكل متقطع".
في شمال سوريا، سيطر المقاتلون الاكراد الاثنين على اجزاء واسعة من مقر اللواء 93 في الريف الشمالي لمدينة الرقة، احد ابرز معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، وذلك بعد اسبوع على خسارة الجهاديين مدينة تل ابيض الحدودية مع تركيا والتي تشكل طريق امداد رئيسي لهم.
وقال المرصد ان "وحدات حماية الشعب الكردية مدعمة بالفصائل المقاتلة وطائرات التحالف الدولي سيطرت على أجزاء واسعة من اللواء 93" بعد "تراجع عناصر التنظيم باتجاه المدينة وإلى شرق اللواء".
وسيطر التنظيم على اللواء 93 وهو قاعدة عسكرية لقوات النظام عام 2014.
وتحظى هذه القاعدة باهمية لدى الجهاديين وفق عبد الرحمن لانها "تشرف على عقدة طرق تربط معاقلهم في الرقة بمعاقلهم في محافظات حلب (شمال) والحسكة (شمال شرق)".
واعلنت وحدات حماية الشعب الكردية على موقعها الالكتروني "تقدمها في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية جنوب تل ابيض"، تزامنا مع عودة مئات السكان الى المدينة بعد نزوحهم عنها خلال المعارك الاخيرة.
في موازاة ذلك، تعاني المناطق تحت سيطرة فصائل المعارضة لا سيما محافظة حلب، من شح في الوقود جراء تقنين تنظيم الدولة الاسلامية دخول المحروقات من مناطق سيطرته في شرق البلاد.
وقال مأمون ابو عمر مدير وكالة شهبا المحلية في حلب لوكالة فرانس برس عبر الانترنت "ادى غلاء المحروقات الى ارتفاع اسعار المواد الغذائية والالبسة والمواصلات وغيرها".
وقالت منظمة اطباء بلا حدود الاثنين انها استجابت لطلبات تلقتها من مستشفيات تدعمها في شمال سوريا ووفرت حتى الان "نحو 6200 ليتر من الوقود لـ15 مرفقا صحيا في محافظات حلب وادلب(شمال غرب) وحماة (وسط) ولشبكات اسعاف". وتخطط لتقديم المزيد في الايام المقبلة.
وحذرت المنظمة في تقرير الاحد من تداعيات نقص الوقود على الخدمات الطبية بعد اضطرار مشاف ومراكز طبية الى الاقفال او تقليص خدماتها.
وتشهد سوريا نزاعا مستمرا منذ اربعة اعوام تسبب بمقتل اكثر من 230 الف شخص.