فوز الحزب الحاكم في الانتخابات التشريعية في سريلانكا وراجاباكسي يقر بهزيمته
فاز الحزب الوطني الموحد الحاكم في سريلانكا في الانتخابات التشريعية التي جرت الاثنين بدون ان يحصل على الاغلبية المطلقة بينما اخفق رجل البلاد القوي سابقا ماهيندا راجاباكسي في العودة الى السلطة.
وافادت النتائج الرسمية التي اعلنت الثلاثاء ان حزب رئيس الوزراء رانيل ويكريميسينغي حصل على 106 مقاعد من اصل 225 من مقاعد البرلمان ما قضى على آمال راجاباكسي في العودة الى السلطة. وقد حصل حزبه تحالف الشعب الموحد من اجل الحرية على 95 مقعدا.
وحصل الحزب الحاكم على عدد اكبر من المقاعد في البرلمان حيث كان يشغل اربعين مقعدا. وقد حصل على 106 مقاعد وكان يحتاج الى 113 منها ليتمتع بالغالبية المطلقة.
وقبل اعلان نتائج الانتخابات، اعترف راجاباكسي بهزيمته. وقال لوكالة فرانس برس ان "حلمي بان اصبح رئيس حكومة سقط". واضاف "اقر بذلك. خسرنا معركة جميلة".
وتابع راجاباكسي"فزنا في ثماني دوائر وفاز الحزب القومي الموحد (اغلبية) ب11 دائرة" من اصل 22، معتبرا ان "هذا يعني اننا خسرنا. كانت معركة قاسية".
وجاءت هذه الهزيمة الجديدة لراجاباكسي الذي حكم سريلانكا عشرة اعوام شهدت حملة عسكرية انهت تمرد الانفصاليين التاميل في شمال البلاد في 2009، بعد ثمانية اشهر على هزيمته في الانتخابات الرئاسية امام مايثريبالا سيريسينا.
وبات على رئيس الوزراء حاليا تشكيل حكومة جديدة، لكن سيكون على حزبه الاعتماد على حلفائه ليتمكن من تمرير مشاريع بينها الاصلاحات الديموقراطية التي وعد بها خلال الاقتراع الرئاسي في كانون الثاني/يناير الماضي.
وحصل تحالف التاميل على 16 مقعدا ليحتل المرتبة الثالثة بينما سيشغل الماركسيون في حزب تحرير الشعب ستة مقاعد. وقد اعلن هذان الحزبان انهما لن يشاركا في اي تحالف حكومي.
وكانت انتخابات الاثنين واحدة من اهدأ عمليات التصويت في تاريخ سريلانكا التي شهدت حربا اهلية استمرت ثلاثة عقود.
ودعي اكثر من 15 مليون ناخب الى هذه الانتخابات التي جرت تحت مراقبة 74 الف شرطي وعنصر من القوات الخاصة، حسبما ذكرت مصادر رسمية.
وكان الرئيس مايثريبالا سيريسينا دعا الى هذه الانتخابات قبل عام من موعدها المحدد لانهاء الجمود في البرلمان الذي يسببه انصار خصمه، مؤكدا انه سيقطع الطريق على خصمه الذي يواجه عدد كبير من المقربين منه اتهامات بالفساد.
لكن هذا لم يمنع الرجل القوي سابقا من جذب حشود هائلة خلال الحملة الانتخابية بفضل شخصيته وحضوره القوي.
وينتمي الرجلان الى حزب تحالف الشعب الموحد من اجل الحرية. وكان سيريسينا وزيرا للصحة في حكومة راجاباكسي قبل ان ينشق عنه ويخوض حملة الانتخابات الرئاسية.
ويتمتع راجاباكسي الذي اعتمد على انتصاره العسكري على المتمردين التاميل في 2009 بعد 37 عاما من بدء حركتهم الانفصالية، بشعبية كبيرة في الاوساط السنهالية التي تمثل 75 بالمئة من سكان سريلانكا البالغ عددهم 20 مليون نسمة.
لكن عددا كبيرا من افراد الاقلية التاميل يكنون له الكراهية وصوتوا لمصلحة سيريسينا في كانون الثاني/يناير بعد مقاطعتهم الانتخابات السابقة.
ويقول معارضو راجاباكسي ان كل ما يسعى اليه هو الحصول على حصانة برلمانية. فمنذ هزيمته اتهم اثنان من اخوته وزوجته بالفساد. وورد اسم ابنه في تحقيق في مقتل بطل سابق في الركبي.