Navigation

عملية برية واسعة للجيش السوري بدعم جوي روسي

لقطة من فيديو نشرته وزارة الدفاع الروسية لاطلاق صواريخ من سفينة حربية باتجاه الاراضي السورية في 7 تشرين الاول/اكتوبر 2015 afp_tickers
هذا المحتوى تم نشره يوم 07 أكتوبر 2015 - 08:54 يوليو,
(وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب)

بدأ الجيش السوري الاربعاء عملية برية واسعة في وسط البلاد مدعوما للمرة الاولى بغطاء جوي من الطائرات الروسية، تزامنا مع تأكيد الرئيس فلاديمير بوتين ان قواته ستساند بفعالية هذه الهجمات.

وفي موقف لافت، ابدت موسكو الاربعاء استعدادها لاجراء اتصالات مع "الجيش السوري الحر" في اشارة الى الفصائل المصنفة بـ"المعتدلة"، رغم تكرار مسؤولين روس في الايام الاخيرة انهم ينتظرون شرحا من الدول الغربية لمفهوم "المعارضة المعتدلة".

وقال مصدر عسكري سوري لوكالة فرانس برس الاربعاء "بدأ الجيش السوري والقوات الرديفة عملية برية على محور ريف حماة الشمالي (...) تحت غطاء ناري لسلاح الجو الروسي"، تستهدف "اطراف بلدة لطمين غرب مورك (حماة)، تمهيدا للتوجه نحو بلدة كفرزيتا" التي تتعرض منذ ايام لضربات روسية جوية.

ويواجه الجيش السوري في تلك المنطقة وفق المصدر، جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا)، بالاضافة الى فصائل اخرى مقاتلة بعضها اسلامية كـ"صقور الغاب وتجمع العزة".

واكد مصدر عسكري في ريف حماة لوكالة فرانس برس "إن الجيش السوري يعمل في عملياته الاخيرة على فصل ريف إدلب الجنوبي (شمال غرب) عن ريف حماة الشمالي".

ويسيطر "جيش الفتح" المكون من فصائل اسلامية عدة بينها جبهة النصرة وحركة احرار الشام على محافظة ادلب. وتنتشر هذه الفصائل الاسلامية بالاضافة الى مجموعات اخرى مقاتلة في مناطق عدة في ريف حماة الشمالي.

وحاولت هذه الفصائل خلال الاشهر الاخيرة التقدم من ادلب باتجاه حماة للسيطرة على مناطق تخولها استهداف معاقل النظام في محافظة اللاذقية (غرب) التي يتحدر منها الرئيس السوري بشار الاسد.

ويسعى الجيش، وفق المصدر، الى "تأمين طريق دمشق حلب الدولي" الذي يمر عبر حماة و"المغلق حاليا بسبب العمليات العسكرية".

وتزامن بدء هذه العملية مع اعلان بوتين الاربعاء ان العمليات الروسية المقبلة "ستكون متزامنة مع العمليات البرية للجيش السوري" مضيفا ان "سلاح الجو سيساند بشكل فعال هجوم الجيش السوري".

في غضون ذلك، عادت الولايات المتحدة الاربعاء للحديث، ولكن بحذر شديد، عن امكانية فرض منطقة حظر جوي في سوريا، المطلب التركي القديم العهد الذي ومنذ بدأ النزاع في سوريا قبل اربعة اعوام لا يكاد يطفو على السطح حتى يعود ويتلاشى.

وسأل صحافيون الرئاسة ووزارة الخارجية الاميركيتين الاربعاء عن مدى صحة ما ذكرته شبكة "سي ان ان" من ان وزير الخارجية جون كيري سلم قبل ايام البيت الابيض مشروعا لاقامة منطقة حظر جوي في شمال سوريا.

ورفض المتحدث باسم الخارجية جون كيربي التعليق على ما اذا كان الوزير قد قدم فعلا توصية بهذا الصدد الى الرئيس باراك اوباما او لا، ولكنه اقر في الوقت نفسه بأن هذا الموضوع هو مدار بحث في واشنطن.

كما اعلنت وزارة الدفاع الاميركية الاربعاء ان طائرة واحدة على الاقل تابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية اضطرت لتغيير مسارها اثناء تحليقها في الاجواء السورية لكي تتجنب الاقتراب كثيرا من مقاتلة روسية.

وقال المتحدث باسم البنتاغون الكابتن البحري جيف ديفيس "مرة واحدة على الاقل اضطررنا لاخذ اجراء لتغيير مسار" احدى طائرات التحالف بقيادة اميركية.

وبحسب مسؤول في البنتاغون فان الحادث يتعلق بطائرتي أف-16 اميركيتين تراجعتا عن مهمة قصف في سوريا كي لا تقتربا كثيرا من الطائرات الروسية.وقال "اضطرتا الى التراجع عن ضرب الهدف".

وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو انه "منذ 30 ايلول/سبتمبر وحتى الان اصابت الضربات 112 هدفا. وكثافة الضربات تتزايد"، مشيرا الى ان "اربع سفن من اسطول بحر قزوين شاركت في العملية العسكرية".

ويظهر شريط فيديو ورسوم بيانية نشرتها وزارة الدفاع الروسية اطلاق الصواريخ من سفن حربية في بحر قزوين لتعبر الاجواء الايرانية ومن ثم العراق وصولا الى سوريا.

وبعد مقارنة الرسوم البيانية لاهداف الصواريخ مع خريطة المناطق السورية، يمكن التقدير ان احدى هذه الصواريخ سقطت في المنطقة التي تتواجد فيها مدينة الباب في حلب، فيما تظهر الصواريخ الاخرى متجهة نحو اهداف في محافظة ادلب.

الا ان جون كيربي اعلن الاربعاء "اكثر من 90 بالمئة من غاراتهم التي شهدناها لم تكن ضد تنظيم الدولة الاسلامية او ضد ارهابيين مرتبطين بالقاعدة. لقد كانت في قسمها الاكبر ضد مجموعات معارضة" معتدلة تقاتل نظام الرئيس بشار الاسد.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، نفذت طائرات روسية منذ ليل الثلاثاء الاربعاء ثلاثين غارة على الاقل على ريف حماة الشمالي، بالاضافة الى 16 غارة استهدفت محافظة ادلب".

ووفقا للمرصد، قتل ستة اشخاص بينهم طفلان جراء غارات "يعتقد انها من طائرات روسية استهدفت بلدة معصران في ريف معرة النعمان" في ادلب.

ودخل النزاع السوري المتشعب الاطراف منعطفا جديدا مع بدء روسيا شن ضربات جوية تقول انها تستهدف تنظيم الدولة الاسلامية فيما تعتبر دول غربية ان هدفها الفعلي دعم قوات نظام الرئيس السوري بشارالاسد في ضوء الخسائر الميدانية التي منيت بها في الاشهر الاخيرة وتنتقد استهدافها فصائل "المعارضة المعتدلة".

وازاء هذه الانتقادات، اعلنت وزارة الدفاع الروسية الاربعاء انه "وفقا للموقف الذي عبر عنه الرئيس بوتين فان روسيا مستعدة للمساهمة في توحيد جهود الجيش السوري والجيش السوري الحر لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية ومجموعات ارهابية اخرى بما في ذلك التنسيق مع طلعات الطيران الروسي".

وابدت في بيان استعدادها لاجراء اتصالات مع "قادة هذه البنية لبحث امكانية مشاركتها في العمل لوضع عملية تسوية سياسية للازمة السورية، عبر محادثات بين الحكومة والمعارضة الوطنية".

واكد بوتين الاربعاء ان نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند اقترح عليه الجمعة في باريس "توحيد جهود" قوات الاسد والجيش السوري الحر، لكن مصادر مقربة من هولاند اعلنت اليوم ان الاخير لم يقترح هذه الفكرة لكنه ذكر بوتين "بضرورة وجود المعارضة السورية في اي مفاوضات محتملة".

وقال هولاند الاربعاء "يجب ان نبني في سوريا مع كل الذين يمكنهم المساهمة، مستقبلا سياسيا يعطي الشعب السوري بديلا غير بشار الاسد او داعش".

وتاتي الضربات الروسية في وقت يشن الائتلاف الدولي بقيادة اميركية غارات جوية تستهدف منذ ايلول/سبتمبر 2014 تنظيم الدولة الاسلامية، من دون ان يتمكن من القضاء عليه او الحد من توسعه بعد سيطرته على نصف مساحة سوريا تقريبا.

وتجري موسكو وواشنطن منذ ايام اتصالات تهدف الى ايجاد سبل تفادي اي احتكاك يمكن ان يحصل بين الطرفين في المجال الجوي السوري.

وبعد ساعات من اعلان متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية ان وزارته "درست عن كثب الاقتراحات الاميركية حول تنسيق العمليات، قال وزير الدفاع الاميركي آشتون كارتر "لم نتفق على التعاون مع روسيا طالما انهم مستمرون باستراتيجية خاطئة"، تتمثل "بضرب اهداف لا تعود الى تنظيم الدولة الاسلامية".

وفي سياق متصل، اعلن لواء "صقور الجبل"، وهو فصيل سوري مقاتل يتلقى دعما اميركيا، ان غارات روسية دمرت امس مستودعات اسلحته الرئيسية في ريف حلب الغربي (شمال).

وتشهد سوريا منذ منتصف اذار/مارس 2011 نزاعا بدأ بحركة احتجاج سلمية قبل ان يتحول الى حرب دامية متعددة الاطراف، تسببت بمقتل اكثر من 240 الف شخص وبتدمير هائل في البنى التحتية بالاضافة الى نزوح الملايين من السكان داخل البلاد وخارجها.

غيُر كلمة السر

هل تريد حقاً حذف ملف المستخدم الشخصي الخاص بك؟

لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو

مقالاتنا الأكثر قراءة هذا الأسبوع

اشترك في نشرتنا الإخبارية المجانية للحصول بانتظام على أهم منشوراتنا حول مواضيع متنوعة مباشرة في صندوق بريدك

أسبوعيا

توفر سياسة خصوصيّة البيانات المعتمدة من طرف هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (SRG – SSR) معلومات إضافية وشاملة حول كيفية معالجة البيانات.