عمليات بحث يائسة في قرية طمرتها سيول من الطين في البرازيل
يحاول اكثر من مئتي منقذ تساعدهم جرافات الجمعة العثور على ناجين في قرية برازيلية طمرتها سيول من الطين ونفايات سامة بعد انهيار سدين منجميين ما اسفر عن سقوط 17 قتيلا في حصيلة يتوقع ان ترتفع حسب فرق الاطفاء.
ووقع الحادث بعد ظهر الخميس على بعد نحو عشرين كيلومترا عن مدينة ماريانا التي اسسها المستعمرون البرتغاليون في 1696 في ولاية ميناس جيرايس.
وادى انهيار سد فونداو ثم تلاه سد سانتاريم الى سيول هائلة من الوحل والطين غمرت قرية بينتو رودريغيس التي تضم نحو 600 نسمة.
ومعظم سكان القرية من العاملين في شركة ساماركو للمناجم التي تملكها المجموعة البرازيلية العملاقة فالي والمجموعة الاسترالية بي اتش بي بيليتون.
- فيلم رعب -
وروى احد الناجين لموقع جي1 التابع لتلفزيون غلوبو، طالبا عدم كشف هويته "عشنا يوم رعب حقيقيا. الناس بداوا يركضون ويصرخون كما لو انها نهاية العالم، والمياه تتدفق من كل الجهات".
وبدت قرية بينتو رودريغيس التي اصيب فيها خمسون شخصا بجروح ايضا، في حالة دمار كامل. واظهرت صور التقطت من مروحيات، بعض المنازل وقد غمرها وحل احمر حتى سطوحها، واخرى مدمرة وسيارات غارقة في الوحل.
وقال اداو سيفيرينو جونيور رئيس فرقة الاطفاء في مدينة ماريانا (جنوب شرق البرازيل) "مساء الخميس كان هناك 17 قتيلا لكن تم العثور على جثث اخرى. ونظرا لعدم ابلاغ العائلات بعد لن نذكر الحصيلة الجديدة ويجب ان ننتظر قليلا".
واكد ماركوس جونيور دي سوزا (15 عاما) انه هرب عبر اسطح المنازل بعدما سمع جارته تصرخ ان السد انهار.
وقال "طوال حياتي كنت اسمع انه سينهار لكنني لم اهتم بذلك الى ان اجتاحت المياه منزلي. خرجت من النافذة وتسلقت الى السطح وقفزت من سطح الى آخر حتى وصلت الى التلة".
وصرح السرجنت داماسينو الناطق باسم الدفاع المدني في ميناس جيرايس لوكالة فرانس برس الجمعة ان "عمليات البحث استمرت طوال الليل" في وضع صعب نظرا لكميات الوحل والنفايات المنجمية الكبيرة وفي غياب الكهرباء.
واضاف ان شركة المناجم ساماركو التي تملكها المجموعة البرازيلية العملاقة فالي والمجموعة الاسترالية بي اتش بي بيليتون "اكدت فقدان 13 من موظفيها سجلوا وصولهم للعمل الخميس".
واوضح ان "جرافات تعمل صباح اليوم لفتح الطرق التي اغلقها سيل الوحل والنفايات المنجمية ليتاح للسيارات وآليات فرق الانقاذ المرور". وتابع ان "مئتي شخص يشاركون في عمليات الاغاثة لكن هذا العدد سيرتفع".
وما زالت اسباب الحادث مجهولة. لكن البروفسور جورج ساندي من معهد مراقبة الزلازل في برازيليا قال ان هزتين ارضيتين صغيرتين ضربتا المنطقة عند الساعة 14,12 و14,13 من الخميس.
وقال داماسينو ان 122 منزلا في القرية تغمرها الوحول و150 شخصا نقلوا الى مركز رياضي في مدينة ماريانا الاقرب الى القرية والتي تبعد نحو عشرين كيلومترا. واضاف انه "تم التعرف على 450 من سكان القرية البالغ عددهم 620 شخصا".
- تضامن -
وقام سكان ماريانا بالتبرع بالفرش والمياه المعدنية للمنكوبين.
واوضح رئيس النقابة المحلية لعمال المناجم رونالدو بينتو ان سد فونداو حيث يعمل 25 شخصا كان يحتجز "وحولا سامة للنفايات المعدنية على مساحة تعادل عشرة ملاعب لكرة القدم".
وفور الاعلان عن الحادث ارسلت مدينتا اورو بريتو وماريانا القريبتان على الفور فرق اطفاء وسيارات اسعاف ودعي السكان الى مغادرة مكان الكارثة واللجوء الى التلال المجاورة.
وقال احد افراد الشرطة العسكرية في ماريانا "حلقنا فوق المنطقة وكل الطرق مغلقة" بالوحل.
ويعقد هذا الوضع مهمة فرق الانقاذ للوصول الى القرية.
وقترحت الرئيسة ديلما روسيف على حاكم ولاية ميانس جيرايس حيث وقعت الكارثة مساعدة الجيش والدفاع المدني.
وهذه الولاية هي مركز الصناعة المنجمية في البرازيل منذ القرن السادس عشر.
وبعد ان كان استخراج الذهب مصدر ثرائها، حلت محله مناجم المعادن الاخرى مثل الذهب والاحجار الثمينة.