طالبان تعلن تعليق عمليات الإجلاء إلى حين تحسّن أوضاع الأفغان في الخارج
أعلنت حركة طالبان الأحد أنها لن تسمح بأي عمليات إجلاء جديدة للأفغان إلى أن يتحسّن الوضع في الخارج بالنسبة لأولئك الذين غادروا حتى الآن.
ومع انسحاب آخر الجنود الذين تقودهم واشنطن في 31 آب/أغسطس 2021 بعد أسبوعين على سيطرة طالبان على كابول، كان قد تم إجلاء أكثر من 120 ألف شخص بين أفغان ومزدوجي الجنسية.
وسُمح للمئات غيرهم بالمغادرة في رحلات بعد ذلك، لكن آخر عملية إجلاء رسمية جوا تمت في الأول من كانون الأول/ديسمبر. وتمّت عمليات إجلاء بين حين وآخر برا عبر باكستان.
وأفاد الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد بأن طالبان تلقّت تقارير تفيد بأن آلاف الأفغان "يعيشون في ظروف سيئة للغاية" في قطر وتركيا.
وتابع "تتحمّل الحكومة مسؤولية حماية الناس ولذا سيتوقف الأمر (الإجلاء) إلى أن نحصل على ضمانات بأن حياتهم لن تكون في خطر" في الدول التي تم إجلاؤهم إليها.
وجاءت تصريحات مجاهد في معرض ردّه على سؤال بشأن معلومات يتم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي تفيد بأن سلطات طالبان عند الحدود تلقّت توجيهات بعدم السماح بإجلاء أي شخص، لا جوا ولا برا.
وبعدما استولت على السلطة، تعهّدت طالبان إتاحة حرية التحرّك للأفغان سواء بمغادرة البلاد أو العودة إليها شرط حيازتهم جوازات سفر وتأشيرات صالحة.
- "عذر مقبول" -
وسمحت الحركة للآلاف من الأفغان ممن لا يحملون وثائق سفر بمغادرة البلاد، خصوصا عائلات أشخاص تعاملوا مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، أو مع سفارات أو منظّمات دولية، في السنوات العشرين الماضية.
وآلاف من هؤلاء لا يزالون في أفغانستان ويرغبون بالمغادرة بأي ثمن خوفا من أن تستهدفهم الحركة بصفتهم "متعاونين" ضدها.
وفي حين لم ترد إلى الآن أي تقارير بشأن أعمال انتقامية، أفاد تقرير أممي بأن نحو مئة من أعضاء النظام السابق وخصوصا قوات الأمن قتلوا بيد طالبان منذ آب/أغسطس.
وبحسب الناطق باسم طالبان، لم تتعهّد الحكومة الجديدة مطلقا ترك المجال مفتوحا أمام عمليات الإجلاء إلى ما لا نهاية.
وقال مجاهد "في البداية، كنا قد قلنا إن الأميركيين (...) يمكنهم أن يجلوا أشخاصا ينتابهم قلق بشأنهم".
لكنّه شدد على أن "التعهّد لم يكن إلى ما لا نهاية".
وأشار إلى أن العائلات التي ترغب بمغادرة أفغانستان في المستقبل يتعيّن عليها أن تقدّم "حجة" مقبولة لذلك.
- نساء مع محرم -
وأعلن مجاهد أن النساء لن يسمح لهنّ بالسفر إلى الخارج من دون محرم.
وقال "هذا ما تنص عليه الشريعة"، مشيرا إلى أن السلطات بصدد دراسة السبل التي تضمن عدم تأثير ذلك على النساء المستفيدات من منح دراسية في الخارج "ويتعيّن عليهن المغادرة".
وعلى النساء الراغبات بالتنقل مسافات طويلة داخل البلاد أن يرافقهن محرم.
وسبق أن حكمت طالبان أفغانستان بين عامي 1996 و2001 وقد اتّسمت فترة حكمها حينها بقمع الحريات. لكن بعدما أطاحتها قوات أميركية وأخرى حليفة لواشنطن، عادت الحركة إلى الحكم في آب/اغسطس إثر انسحاب القوات الغربية.
ورغم تعهّدها اتّباع نهج أقل تشددا مقارنة بفترة حكمها السابقة، فرضت طالبان العديد من القيود على النساء.
ولا يزال آلاف الأشخاص يحاولون يوميا التوجّه إلى إيران المجاورة بحثا عن عمل أو للتوجّه منها إلى أوروبا طلبا للجوء.
وتشهد أفغانستان أزمة إنسانية كبرى منذ استيلاء حركة طالبان على الحكم فيها في آب/اغسطس الماضي في أعقاب حرب مدمّرة استمرّت عشرين عاما، وتوقّف المساعدات الدولية التي تشكّل 75 بالمئة من الميزانية الأفغانية.
ويتهدّد انعدام الأمن الغذائي 55 بالمئة من سكان أفغانستان، أي 23 مليون أفغاني، بحسب الأمم المتحدة.
بور-فوكس/لين-ود