سيول تحذر بيونغ يانغ بعد تجميدها موجودات كورية جنوبية
اتهمت سيول كوريا الشمالية اليوم الجمعة بانها اتخذت اجراءات "غير شرعية" بتجميدها موجودات كورية جنوبية في منطقة كايسونغ الصناعية المشتركة، في تصعيد جديد للتوتر الذي تشهده شبه الجزيرة الكورية منذ ان اجرى الشمال تجربته النووية الرابعة.
وامرت كوريا الشمالية الخميس كل الكوريين الجنوبيين بمغادرة المنطقة واعلنت انها امرت بتجميد كل المعدات المتبقية في المجمع، وذلك ردا على عقوبات فرضتها عليها سيول وواشنطن وحلفاؤهما في المنطقة لمعاقبة بيونغ يانغ على تجربتين نووية وبالستية.
وبعيد قرارها الاول، اعلنت وكالة الانباء الكورية الشمالية نقلا عن اللجنة اغلاق كايسونغ التي اصبحت منطقة عسكرية، وقطع كل الاتصالات العسكرية مع كوريا الجنوبية بما في ذلك عن طريق قرية بانمونجوم الحدودية قناة الاتصال الرئيسة بين الكوريتين، بدون تحديد فترة زمنية لهذه القطيعة.
وجاء القرار الذي اتخذته لجنة اعادة التوحيد السلمي لكوريا التي تهتم بالقضايا بين الكوريتين، بعد قرار احادي اتخذته سيول باغلاق المنطقة من اجل معاقبة بيونغ يانغ على تجربتها النووية الرابعة واطلاقها صاروخا بعيد المدى الاحد.
وقال وزير التوحيد الكوري الجنوبي هونغ يونغ-بيو ان قرار بيونغ يانغ "مؤسف جدا"، مؤكدا ان كوريا الشمالية ستتحمل عواقبه.
وتعمل في هذه المنطقة الصناعية 124 شركة كورية جنوبية توظف 53 الف كوري شمالي.
واضاف الوزير الكوري الجنوبي ان "كوريا الشمالية طردت مواطنينا في مهلة قصيرة جدا ومنعتهم من حمل منتجاتهم المصنعة وجمدت الموجودات بطريقة غير مشروعة".
كما دان هونغ قرار بيونغ يانغ قطع خطي الاتصال المتبقيين مع الجنوب، معتبرا انه اجراء "غير مبرر". وقال ان "كوريا الشمالية عليها ان تتحمل مسؤولية ما سيحدث بعد الآن".
وكان مجمع كايسون انشئ في اطار دبلوماسية انتهجتها سيول بين 1998 و2008 لتشجيع الاتصالات بين الكوريتين. وبقي المجمع بعيدا عن التقلبات في العلاقات بين الكوريتين.
ولدى افتتاح هذه المنطقة الصناعية في 2004 كانت رمزا "للمصالحة" واحد اخر المشاريع المشتركة للتعاون بين الشمال والجنوب.
وتشكل منطقة كايسونغ التي تبعد نحو عشرة كيلومترات عن الحدود الكورية الجنوبية، مصدرا اساسيا للعملات الاجنبية للنظام الكوري الشمالي الذي يواجه صعوبات مالية.
لكنها ايضا منذ افتتاحها تعود بالفائدة على الشركات الكورية الجنوبية التي تحصل على يد عاملة كورية شمالية رخيصة وتستفيد من اعفاءات ضريبية ضريبية.
وعندما غادر كل الكوريين الجنوبيين المنطقة، قطعت سيول الكهرباء عن المجمع الذي كان من قبل ثكنة عسكرية تضم كتيبتي دبابات وسرية للمدفعية.
واعتبرت جمعية تمثل 124 مؤسسة صناعية كورية جنوبية تعمل في كايسونغ ان قرار اغلاقه "ظالم". ورأى رؤساء المؤسسات في الجنوب بان السياسة املت شروطها على انشطتهم.
- محادثات الاسبوع المقبل حول منظومة الدفاع الاميركية -
من جهة اخرى، اعلن مسؤول كوري جنوبي كبير الجمعة ان سيول يمكن ان تبدأ محادثات مع واشنطن الاسبوع المقبل حول تفاصيل نشر منظومة دفاعية اميركية مضادة للصواريخ في الجنوب، تعترض عليها الصين.
ويقوم الاميركيون والكوريون الجنوبيون بتشكيل مجموعة عمل مشتركة للبحث في نشر منظومة ثاد للتصدي لتهديد الصواريخ البالستية الكورية الشمالية.
وقال المسؤول الكوري الجنوبي الكبير للصحافيين ان "مجموعة العمل ستكون قادرة على بدء المحادثات التفصيلية بشأن نظام ثاد (ترمينال هاي التيتود ايريا ديفنس) اعتبارا من الاسبوع المقبل".
وتشمل المحادثات موقع نشر النظام وتقاسم النفقات وحماية البيئة وجدول زمني لعملية نشره.
وكانت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية اعلنت الاحد الماضي ان مسؤولي الدفاع الاميركيين والكوريين الجنوبيين قرروا بدء محادثات رسمية لنشر النظام الدفاعي الاميركي.
ويجري الحديث عن نشر منظومة الصواريخ هذه وهي من بين الاحدث في العالم منذ سنوات. وترى واشنطن انه سلاح ردع اساسي لبرنامج الصواريخ البلستية الكوري الشمالي بينما تعتبره روسيا والصين ضربة الى استقرار المنطقة يمكن ان تطلق سباقا الى التسلح.
واكدت وزارة الدفاع الاميركية الاثنين ان واشنطن تامل في ارسال منظومة دفاع صاروخي متقدمة الى كوريا الجنوبية "في اسرع وقت ممكن".
وفي اعقاب اطلاق كوريا الشمالية لصاروخ طويل المدى الاحد، اعلن مسؤولون عسكريون من كوريا الشمالية والولايات المتحدة انهم سيبدأون مناقشات رسمية حول نصب منظومة اعتراض الصواريخ البالستية (ثاد)على ابواب كوريا الشمالية.
وقال بيتر كوك المتحدث باسم الوزارة "نود ان ننفذ هذه الخطوة بالسرعة الممكنة، دون ان نتطرق الى الاطار الزمني". واضاف "بدأنا مشاورات الان مع الكوريين الجنوبيين، ونتوقع ان تتم هذه الخطوة بسرعة".
ولقي اطلاق بيونغ يانغ للصاروخ ادانة واسعة واعتبر خطوة اخرى باتجاه انتاج صاروخ بالستي عابر للقارات قادر على الوصول الى الاراضي الاميركية.
وتعمل منظومة ثاد باطلاق صواريخ مضادة للصواريخ البالستية لضرب صواريخ العدو داخل او خارج الغلاف الجوي خلال المرحلة النهائية من تحليقها.
وتعترض الصين على نشر هذه المنظومة قرب حدودها، الا ان كوك قال ان هذه المنظومة لا تشكل اي تهديد على العملاق الاسيوي.
وقال "اذا نشرت منظومة ثاد في شبه الجزيرة الكورية، فانها ستركز حصريا على كوريا الشمالية وتسهم في دفاع جوي متعدد سيعزز قدرات التحالف الحالية للدفاع الصاروخي في مواجهة التهديدات المحتملة من كوريا الشمالية".
وصرح مسؤول دفاعي لوكالة فرانس برس ان هذه المنظومة قد تنشر خلال اسبوعين.