دي ميستورا يعرض مقاربة جديدة في سوريا في غياب حلول سياسية
اقترح وسيط الامم المتحدة في سوريا ستافان دي ميستورا الاربعاء اجراء "محادثات حول مواضيع محددة" تتعلق بالوضع الامني والانساني في سوريا في ظل انسداد افق الحل السياسي.
وعرض دي ميستورا اقتراحه امام مجلس الامن الدولي بعد شهرين من اللقاءات مع اطراف رئيسيين في النزاع المستمر منذ اربع سنوات لم تسفر عن نتيجة تذكر.
وصرح دي ميستورا الذي عين في منصبه قبل عام "مع الاسف ليس هناك توافق حول سبيل المضي قدما". وتابع ان "الامم المتحدة ملزمة على غرارنا جميعا بابقاء المسالة مطروحة".
وفشلت الجولتان السابقتان من المفاوضات في جنيف بين النظام والمعارضة السوريين في 2012 و2014.
وتابع "انا عازم على دعوة السوريين الى محادثات تتناول مواضيع محددة، في شكل متواز او متزامن، عبر مجموعات عمل بين السوريين" تبحث مختلف جوانب الانتقال السياسي باشراف "لجنة قيادية".
ولفت الى اربعة ملفات اساسية هي "الامن للجميع (عبر وضع حد للحصارات وتقديم المساعدات الطبية والافراج عن المعتقلين) والمسائل السياسية (وبينها الانتخابات وحكومة انتقالية محتملة) والطابع العسكري (مكافحة الارهاب واحتمال وقف اطلاق النار) واعادة اعمار البلاد".
واشار دي ميستورا الى ان الظروف تبدلت منذ مؤتمري جنيف مع بروز جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية، "ما جعل مكافحة الارهاب اولوية" لاطراف كثيرين، موضحا ان "الخوف من رؤية رايات سوداء (لتنظيم الدولة الاسلامية) في دمشق دفع البعض الى اعادة النظر في موقفهم".
وشدد على ان خطة السلام الجديدة ينبغي ان تحظى بدعم مجلس الامن والمجتمع الدولي وان يشارك فيها الاطراف الاقليميون، مضيفا ان "الية دعم دولية مماثلة يمكن ان تؤدي في النهاية الى تشكيل مجموعة اتصال".
وتابع الدبلوماسي السويدي ان مقاربته الجديدة تقوم على تشكيل "مجموعات عمل" حول المسائل الاكثر تعقيدا.
ولم يعط تفاصيل حول موعد او مكان انعقاد المحادثات او الاطراف الذين سيشاركون فيها. واعلن الامين العام للامم المتحدة لاحقا امام صحافيين انه يامل بان تبدا في ايلول/سبتمبر.
وتابع ان "مثل هذه المبادرة الدولية ستتطلب دعم مجموعة اتصال وسنعمل على ذلك في الوقت المناسب".
واحدى اهم نقاط التعثر حتى الان كانت اصرار النظام السوري على اعطاء الاولوية في مفاوضات السلام الى مكافحة الارهاب بينما تركز المعارضة على العملية الانتقالية السياسية.
واشار دبلوماسيون الى ان التركيز على محادثات متوازية يمكن ان يؤدي الى حلحلة.
ودعا بان مجلس الامن الى تبني توصيات دي ميستورا واقناع اطراف النزاع بالمشاركة ب"شكل بناء".
وحذر بان "علينا ان نضمن ان تكون هذه المحادثات التمهيدية ذات مغزى والا يتم استغلالها لتبرير استمرار القتل".
وتابع بان امام صحافيين انه يامل بان تبدا مجموعات العمل "في اسرع وقت وحتى في ايلول/سبتمبر".
ودعا بان مجلس الامن الى استغلال "الزخم الكبير" نتيجة توقيع الاتفاق النووي مع ايران لحل الازمة في سوريا ولتضطلع ايران بدور بناء ايضا.
ووصف ايران بانها "لاعب ذو اهمية حاسمة" مؤكدا "من الواضح ان لايران دورا كبيرا تؤديه" في الشرق الاوسط.
ويعاني مجلس الامن الدولي من انقسام عميق حول سوريا اذ تعترض روسيا على اي قرارات من شانها الضغط على نظام بشار الاسد لوضع حد للنزاع.
من جهته اعلن السفير السوري لدى الامم المتحدة بشار الجعفري في تصريح صحافي ان حكومته "ستدرس بعناية هذه الاقتراحات" وستطلب بالتأكيد "ايضاحات اضافية".
واشاد الجعفري بتشديد دي ميستورا على مكافحة الارهاب، "اولوية الاولويات" بحسب دمشق.
واعتبر بان ان سوريا هي "اكبر ازمة انسانية في العالم" مضيفا ان ربع مليون سوري على الاقل قتلوا وارغم قرابة نصف السكان على الاقل اي قرابة 12 مليون نسمة على الفرار من منازلهم.
واضاف ان "استمرار الوضع على ما هو عليه في سوريا غير مقبول" وان الانتظار قبل بذل جهود جديدة للتوصل الى حل سياسي امر "مناف للاخلاق وغير مسؤول".
وهذه النقطة شدد عليها دي ميستورا ايضا اذ اعتبر ان هناك "مخاطر كبيرة" في حال عدم التحرك لان كل شهر يمضي "يقلل من فرص اعادة سوريا دولة موحدة".
وقام دي ميستورا مؤخرا بزيارة الصين وتركيا والاردن ومصر وايران والتقى مع ممثلين عن المعارضة السورية في عمان والقاهرة.