دياربكر الكردية تحبس انفاسها قبل الانتخابات التشريعية التركية
تستعد مدينة دياربكر الكردية في جنوب شرق تركيا للانتخابات التشريعية المبكرة المرتقبة الاحد في هذا البلد وسط مشاعر الحزن والقلق ولكن ايضا الغضب كونها الاكثر تأثرا بتجدد النزاع الكردي.
وبعد الانتخابات التشريعية في 7 حزيران/يونيو اثار دخول نواب حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للاكراد، الى البرلمان بقوة للمرة الاولى فرحا عارما في المدينة.
ومنذ ذلك الحين تغيرت الاجواء بشكل جذري. فقد اوقع تفجيران نسبتهما السلطات التركية الى جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية احدهما في سوروتش (جنوب شرق) في 20 تموز/يوليو والاخر في انقرة في 10 تشرين الاول/اكتوبر اكثر من 130 قتيلا في صفوف ناشطي اليسار والقضية الكردية.
ومنذ الصيف تجددت المواجهات بين قوات الامن التركية وحزب العمال الكردستاني.
وقال سوات قرقماز (27 عاما) في المدينة القديمة "هناك عدد كبير من القتلى، دياربكر اليوم في حداد".
من جهتها قالت المدرسة ياغدار كوجيت ان "الشوارع فارغة، لم اعرف في حياتي دياربكر بمثل هذا الصمت" مضيفة "الناس خائفون، يمكن ان تنفجر قنبلة".
وفي اجراء وقائي، الغى حزب الشعوب الديموقراطي تجمعات عامة ما ارغم مرشحيه على اختصار حملتهم.
ويأمل سوات في ان "يجتاز حزب الشعوب الديموقراطي مجددا عتبة" العشرة بالمئة من الاصوات اللازمة لدخول البرلمان. وتدارك "لكن هذا الامر لن يترك نكهة المرة الماضية".
ويقول سركيس كيزيل (46 عاما) انه سيصوت لحزب العدالة والتنمية الحاكم لان "بلادنا تتجه نحو الفوضى ووحده هذا الحزب يمكنه انقاذها".
-قناص-
لكن غالبية سكان دياربكر الذين تحدثت اليهم وكالة فرانس برس يتهمون اردوغان وحزب العدالة والتنمية الذي لم يحصل سوى على مقعد نيابي واحد من اصل 11 مخصصة للمدينة في انتخابات 7 حزيران/يونيو، بانهما استأنفا الحرب ضد حزب العمال الكردستاني من اجل معاقبتهم على التصويت بكثافة لصالح حزب الشعوب الديموقراطي.
ولا تزال احياء في المدينة القديمة تحمل اثار الرصاص والزجاج المحطم بعد آخر معارك جرت في الشوارع الضيقة بين القوات الخاصة والشرطة وفرع الشباب في حزب العمال الكردستاني قبل اسبوعين.
وتروي سادات امري (55 عاما) التي اصيبت برصاصة "لقد استمر الامر اربعة ايام، ولم يعد بامكان احد المرور في الشارع".
ويقول جارها امين جيليك "لم يكن لدينا مياه ولا طعام ولا حتى خبز".
وبالقرب من هناك يقع مسجد فاتح باشا الذي يعود الى القرن السادس عشر ويعتبر موقعا سياحيا، لكن الرصاص نخر جدرانه.
كما الحق صاروخ اضرارا بمبنى قرب المسجد كما يروي سكان.
واذا كانت الشرطة والمتمردون ينفون مسؤوليتهم عن الاضرار، فان سكان الحي لا يخفون غضبهم على قوات الامن.
وقال امين "ان قناصا من الشرطة اطلق النار على فتاة في الحادية عشرة من العمر، وتطاير دماغها وشعرها على الارض. لم كل هذا؟ الا يخافون الله".
وتقول سادات "لقد عشت هنا منذ اكثر من 35 عاما، ولم اشهد في حياتي مثل هذا العنف" مضيفة "غادرت ثماني عائلات من هنا عند اول فرصة".
ورغم اصابتها في قدمها، ستذهب سادات للتصويت الاحد "لكي اكرر الشيء الذي قمت به المرة الماضية واقول لحزب العدالة والتنمية انه يجب تقاسم السلطة". واضافت "اذا قرروا المضي في تجاهلنا واستئناف العمليات، ما يسعني القول؟ ليكن الله بعوننا".