دول عربية تندد باعتداءات باريس وتدعم "مكافحة الارهاب"
دانت دول عربية عدة الاعتداءات التي استهدفت باريس مساء الجمعة، مؤكدة تضامنها مع الشعب الفرنسي ورفضها لهذه "الاعمال الارهابية" ووقوفها الى جانب فرنسا في "مكافحة الارهاب" حتى القضاء عليه.
وحمل الرئيس السوري بشار الاسد السبت السياسات الفرنسية "الخاطئة" مسؤولية تمدد الارهاب، معربا عن استعداد بلاده "لمحاربة الارهاب مع اي جهة جادة في ذلك (...) لكن الحكومة الفرنسية ليست جادة حتى الان".
وقال الاسد خلال لقائه وفدا فرنسيا برئاسة عضو الجمعية الوطنية النائب تييري ماريانيان ان "السياسات الخاطئة التي انتهجتها الدول الغربية ولا سيما الفرنسية ازاء ما يحصل في منطقتنا وتجاهلها لدعم بعض حلفائها للارهابيين هي التي ساهمت في تمدد الارهاب".
واعتبر الاسد ان "الإرهاب هو ساحة واحدة في العالم وأن التنظيمات الإرهابية لا تعترف بحدود"، مؤكدا ان "الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت العاصمة الفرنسية باريس لا يمكن فصلها عما وقع في العاصمة اللبنانية بيروت مؤخراً وما يحدث في سوريا منذ خمس سنوات وفي مناطق أخرى".
وشدد الاسد على "اهمية اعتماد سياسات جديدة والقيام باجراءات فاعلة لوقف دعم الارهابيين لوجستيا وسياسيا وصولا للقضاء على الارهاب".
وفي تصريحات لوسائل اعلام فرنسية عقب اللقاء نقلها التلفزيون الرسمي، قال الاسد "كنا قد حذرنا قبل ثلاث سنوات مما سيحدث في اوروبا، قلنا لا تعبثوا بهذا الفالق الزلزالي لان تداعيات ذلك سترتد في جميع انحاء العالم، للاسف لم يهتم المسؤولون الاوروبيون بما كنا نقولوه".
وندد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير السبت باعتداءات باريس باعتبارها ""تنتهك وتنافي جميع المعتقدات والمواثيق والديانات" واكد ان "المملكة العربية السعودية طالما دعت الى تكثيف الجهود الدولية لمكافحة آفة الارهاب بجميع اشكاله وصوره".
وفي الامارات، اعرب الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في بيان "عن ادانة بلاده واستنكارها الشديد لهذا العمل الإرهابي".
واذ اكد استعداد بلاده التام للتعاون مع فرنسا، اكد بن زايد ان "الإمارات لن تألو جهدا في كل ما من شأنه مواجهة الإرهاب والقضاء عليه بكل صوره وأشكاله"، داعيا المجتمع الدولي الى "تكثيف الجهود المشتركة للتصدي لتحدي التطرف والارهاب والذي يمثل خطرا مشتركا لا يميز في تهديده بين بلد وآخر".
- اجماع على التنديد بالهجمات -
وايضا، دان الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان "العمليات الارهابية التي وقعت في باريس".
واشار بيان صادر عن الرئاسة الفلسطينية الى ان "الرئيس محمود عباس يدين بشدة العمليات اﻻرهابية التي وقعت في باريس (...) وعبر عن تضامنه وتعاطفه مع فرنسا حكومة وشعبا في مواجهة الارهاب".
وشدد عباس "على ضرورة وقوف المجتمع الدولي بأسره في مواجهة هذه الاعمال الارهابية الخطيرة التي تؤدي الى توتير الاجواء في كل مكان".
وفي القاهرة، اعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف ان "مصر تعرب عن ثقتها الكاملة في أن مثل هذه الأحداث الإرهابية لن تضعف عزيمة الدول والشعوب المحبة للسلام، بل ستزيدها إصرارا على مكافحة الإرهاب ودحره".
واضاف ان الرئيس عبد الفتاح السيسي كلف السفير المصري في باريس "نقل خالص التعازي والمواساة للقيادة السياسية الفرنسية وحكومة وشعب الجمهورية الفرنسية في ضحايا هذه الحوادث الإرهابية الغاشمة، والتأكيد على تضامن مصر مع فرنسا ومساندتها للجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب الذي لا يعرف حدوداً ولا دينا".
من جهته، استنكر شيخ الازهر احمد الطيب السبت في كلمة القاها في افتتاح مؤتمر حول تجديد الفكر الديني وبثها التلفزيون المصري، الاعتداءات واصفا اياها ب"البشعة" وموجها نداء ل"يتحد العام كله للتصدي للوحش" الارهابي.
بدوره، اعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي عن ادانته الشديدة "للجريمة النكراء التي اقترفتها أيادي الاٍرهاب في حق الشعب الفرنسي وضيوفه بباريس والتي استهدفت الابرياء الامنين في عدد من الأماكن العامة".
واعتبر العربي في بيان ان الامر "يتطلب من المجتمع الدولي تضافر جهوده وتسخير كافة الوسائل والأدوات القانونية لمتابعة هؤلاء القتلة ومن ورائهم للقصاص منهم وتخليص العالم من جرائمهم الوحشية ضد الإنسانية".
وفي ليبيا، دانت وزارة الخارجية في الحكومة المعترف بها دوليا في بيان "العمليات الارهابية الجبانة والمشينة" التي طالت باريس.
واكد البيان ان "الارهاب الذي استفحل في دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا لا يهدد امن هذه الدول فحسب بل يهدد دول المنطقة وحوض المتوسط بالكامل".
وفي عمان، قال وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني "إن بلاده تقف مع الشعب الفرنسي الصديق في مواجهة هذه الاعتداءات الدامية والغاشمة والتي روعت المدنيين والأبرياء".
واضاف في بيان ان الحكومة الأردنية "دائمة التواصل مع الحكومة الفرنسية في مواجهة الإرهاب والتطرف أياً كان مصدره"، مجددا وقوف بلاده "بكل قوة وحزم ضد التنظيمات الإرهابية".
وعودة الى الخليج، دانت سلطنة عمان بشدة وأعربت عن "استنكارها العميق للاعتداءات والهجمات الإرهابية الآثمة" التي وقعت في باريس.
من جهتها، اعربت دولة الكويت عن استنكارها للهجمات "الإرهابية" التي استهدفت العاصمة الفرنسية، بحسب وكالة الانباء الكويتية (كونا).
وقالت الوكالة ان امير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بعث برقية تعزية إلى الرئيس الفرنسي أكد فيها "وقوف دولة الكويت مع الجمهورية الفرنسية وشعبها الصديق وتأييدها ودعمها لكافة الإجراءات التي تتخذها للحفاظ على أمنها واستقرارها وللتصدي لهذه الأعمال الإرهابية".
بدورها أكدت وزارة الخارجية القطرية في بيان أن "الأعمال التي تستهدف زعزعة الأمن تتنافى مع المبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية كافة" مجددة "موقف دولة قطر الثابت من نبذ العنف بكافة صوره وأشكاله وأياً كانت مسبباته".
الى ذلك، دان الامين العام لدول مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني الاعتداءات، واصفا اياها بأنها "جريمة مروعة تتنافى مع كافة القيم الاخلاقية والانسانية".
وفي السياق نفسه، دانت الامانة العامة لهيئة كبار العلماء في السعودية السبت اعتداءات باريس، معتبرة انها "منافية لتعاليم الاسلام".
وقالت الامانة العامة للهيئة في بيان نقلته وكالة الانباء الرسمية السعودية ان "هذه الأعمال الإرهابية لا يقرها الاسلام وتتنافى وقيمه التي جاءت رحمة للعالمين"، معتبرة ان الاعتداءات الارهابية الاخيرة التي تبناها تنظيم الدولة الاسلامية "هي امتداد للإرهاب الذي يمارسه النظام السوري المجرم وأعوانه ضدّ الشعب السوري الأعزل الذي يمطره بوابل من البراميل المتفجرة".