Navigation

خامنئي يتهم واشنطن واسرائيل بالوقوف وراء الاحتجاجات

متظاهرة تقص شعرها خلال تظاهرة دعم للنساء الايرانيات في اسطنبول في 2 تشرين الاول/اكتوبر 2022 afp_tickers
هذا المحتوى تم نشره يوم 03 أكتوبر 2022 - 11:28 يوليو,
(وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب)

اعتبر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي أن الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ أسابيع كان "مخططا لها مسبقا"، متهما الولايات المتحدة وإسرائيل، العدوين اللدودين للجمهورية الإسلامية، بالوقوف خلفها، في حين أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن عقوبات جديدة ستفرض على طهران هذا الأسبوع.

وتشهد مدن إيرانية منذ زهاء ثلاثة أسابيع، احتجاجات أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني في 16 أيلول/سبتمبر بعد ثلاثة أيام من توقيفها في طهران من قبل شرطة الأخلاق على خلفية عدم التزامها بقواعد اللباس الإسلامي.

وقال خامنئي في تصريحات نقلها موقعه الرسمي، "أقول بوضوح إن أعمال الشغب هذه والاضطرابات تم التخطيط لها من الولايات المتحدة والنظام الصهيوني الغاصب والمزيّف، ومأجوريهم وبعض الإيرانيين الخائنين في الخارج ساعدوهما".

وتنفي السلطات أيّ ضلوع للشرطة في وفاة الشابة، وتصف المتظاهرين بأنهم "مثيرون للشغب" و"إرهابيون" وأعلنت توقيف مئات منهم.

والإثنين قال الرئيس الأميركي إن الولايات المتّحدة "قلقة بشدّة إزاء التقارير الواردة عن استمرار العنف المتزايد ضدّ متظاهرين في إيران، بما في ذلك ضدّ طلاب ونساء"، وأعلن أن بلاده "ستفرض هذا الأسبوع أكلافاً إضافية على مرتكبي أعمال العنف ضدّ المتظاهرين السلميين".

وأكّد بايدن أنّ "الولايات المتّحدة تقف إلى جانب الإيرانيات وكلّ المواطنين الإيرانيين الذين شكّلت شجاعتهم مصدر إلهام للعالم أجمع".

وكانت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار قد اعتبرت أن الحملة الأمنية للسلطات الإيرانية "مقلقة ومروّعة"، مشيرة إلى "تقارير تفيد برد السلطات الأمنية على تظاهرات الطلاب الجامعيين السلمية بالعنف وعمليات توقيف واسعة النطاق".

لكن خامنئي، وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة الإيرانية، شدد على أن الشرطة "ملزمة مواجهة المجرمين وضمان أمن المجتمع".

وأكد أن "حادثة وفاة الفتاة الشابّة كانت مريرة وأحرقت قلبي"، لكنه اعتبر أن "رد الفعل دون أي تحقيق كان غير طبيعي".

وفي حين جدد تأكيد متابعة التحقيق في مقتل أميني، دعا السلطة القضائية الى التعامل "مع مثيري الشغب بشكل متسق مع مستوى مشاركتهم" في تدمير الممتلكات وتقويض الأمن.

وأضاف "المسألة ليست حول قضيّة الحجاب في إيران. كثيرات هنّ النساء الإيرانيّات اللواتي لا يرتدين حجاباً كاملاً وهنّ من الأنصار الحقيقيين لنظام الجمهوريّة الإسلاميّة".

- تضامن -

وأثارت وفاة أميني موجة تضامن عبر العالم، فخرجت تظاهرات في أكثر من 150 مدينة خلال نهاية الأسبوع، وقامت نساء كثيرات خلالها بقص شعرهن تضامنا مع الإيرانيات.

وبعد أن امتدت التظاهرات الاحتجاجية في إيران الى الجامعات خلال الأيام الأخيرة، أوردت وسائل إعلام محلية أن شرطة مكافحة الشغب تواجهت مع مئات الطلبة في جامعة شريف للتكنولوجيا بطهران التي تعد أهم جامعة علمية في ايران، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع.

وعُلّقت الدروس الحضورية اعتبارا من الاثنين في الجامعة.

وأفادت وكالة مهر للأنباء أن الجامعة "أعلنت أن كل الدروس ستتم افتراضيا اعتبارا من الاثنين (..) نظرا إلى أحداث سجلت مؤخرا وضرورة حماية الطلاب".

وقالت الوكالة إن مئتي طالب تجمعوا بعد ظهر الأحد في جامعة شريف للتكنولوجيا ورددوا شعارات مناهضة للنظام الديني القائم في إيران فضلا عن شعار "امرأة حياة حرية" و"الطلاب يفضلون الموت على الذل"، احتجاجا على وفاة مهسا أميني وتوقيف طلاب خلال التظاهرات.

وحمل عناصر الشرطة بنادق خردق لمكافحة الشغب فضلا عن إطلاق الغاز المسيل للدموع. وانتشر عناصر من قوات الأمن بلباس مدني وعناصر من الشرطة مساء الأحد أمام المدخل الشمالي للجامعة، على ما أوضحت الوكالة.

وفي محاولة لتهدئة الوضع، زار وزير العلوم الجامعة للحديث إلى الطلاب وتكلم إلى القوى الأمنية المنتشرة حول الجامعة، بحسب المصدر نفسه.

وسبق أن اتهمت ايران قوى خارجية بتأجيج التظاهرات. وتمّ الأسبوع الماضي توقيف تسعة مواطنين أجانب بينهم أشخاص من فرنسا وألمانيا وايطاليا وهولندا وبولندا.

وكتبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربروك في تغريدة الاثنين "من الصعب تحمل ما يحصل في جامعة شريف في إيران"، مضيفة "شجاعة الإيرانيين لا تصدق، وقوة النظام الغاشمة هي تعبير عن مخاوف السلطة من التعليم والحرية".

وأفاد وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي بأن "العنف الذي تمارسه قوات الأمن ضد محتجين في إيران صادم حقا"، بينما استدعت لندن أرفع دبلوماسي إيراني في لندن للاحتجاج على قمع التظاهرات.

ونشرت "منظمة حقوق الإنسان في ايران" (IHR)، ومقرها أوسلو، شريط فيديو يظهر عناصر من الشرطة الايرانية على دراجات نارية يلاحقون الطلبة وهم يركضون في موقف سيارات تحت الأرض، وشريطا آخر وهم ينقلون موقوفين غُطّيت رؤوسهم بأكياس قماش سوداء.

- "لا تخافوا" -

وفي شريط لم يتسنّ لوكالة فرانس برس التحقّق منه بشكل مستقل، سُمع صراخ وإطلاق نار فيما كانت أعداد كبرى من الأشخاص يركضون في شارع ليلا.

وفي شريط قالت "منظمة حقوق الانسان في إيران" إنه التقط في محطة مترو في طهران، يمكن سماع حشد يردد "لا تخافوا! لا تخافوا! جميعنا معا".

وقال "مركز حقوق الإنسان في إيران" (ICHRI) الذي يتخذ من نيويورك مقرا، إنه "قلق جدا من أشرطة الفيديو الملتقطة في جامعة شريف وطهران اليوم والتي تظهر قمعا عنيفا للتظاهرات وموقوفين ينقلون ورؤوسهم مغطاة بالكامل بأقمشة".

وبعدما أعلنت طهران الأسبوع الماضي توقيف تسعة أجانب، أكدت مسافرة إيطالية أنها موقوفة في إيران وطلبت المساعدة، وفق ما نقلت الصحافة الإيطالية عن عائلتها الإثنين.

وبحسب صحيفة "إل ميساجيرو"، قالت أليسيا بيبيرنو خلال اتصال هاتفي مقتضب مع أهلها الأحد "أوقفوني وأنا في سجن في طهران. ساعدوني أرجوكم..." مضيفة "أنا بخير ولكن يقول أشخاص أنهم هنا منذ أشهر وبدون سبب، أخشى ألا أخرج أبداً، ساعدوني".

من جهتها، أعلنت كندا فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب "انتهاكاتها الفاضحة لحقوق الإنسان" ذاكرة بصورة خاصة "الأعمال المشينة التي يرتكبها ما يعرف بشرطة الأخلاق".

وقالت وزيرة الخارجية ميلاني جولي "كندا تحيي شجاعة الإيرانيين وأعمالهم وستقف بجانبهم في كفاحهم من أجل حقوقهم وكرامتهم".

وقتل 92 شخصا حتى الآن خلال التظاهرات بحسب "منظمة حقوق الانسان في إيران".

وقالت منظمة العفو الدولية في وقت سابق إنها أكدت مقتل 53 شخصا بعدما أشارت وكالة فارس الايرانية شبه الرسمية الأسبوع الماضي الى مقتل زهاء ستين شخصا.

وتوفي قائد شرطة مكافحة الشغب في ماريوان في محافظة كردستان متأثرا بإصابته ليل الأحد خلال "أعمال شغب"، كما أورد التلفزيون الرسمي الاثنين، وبذلك يكون قضى 12 من قوات الأمن خلال الاحتجاجات التي بدأت في 16 أيلول/سبتمبر.

من جانب آخر، قتل 41 شخصا في اشتباكات الجمعة في محافظة سيستان بلوشستان بجنوب شرق البلاد الواقعة على الحدود مع افغانستان وباكستان، كما أفادت "منظمة حقوق الانسان في ايران" نقلا عن مصادر محلية.

وكان الإمام السنّي في المحافظة مولوي عبد الحميد اعلن في منشور على موقعه الإلكتروني الأربعاء أن المحتجين نزلوا إلى الشارع بعد ورود تقارير عن قيام ضابط في الشرطة باغتصاب مراهقة.

غيُر كلمة السر

هل تريد حقاً حذف ملف المستخدم الشخصي الخاص بك؟

لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو

اكتشف تقاريرنا الأكثر طرافة كل أسبوع!

اشترك الآن واحصل مجانًا على أفضل مقالاتنا في صندوق بريدك الإلكتروني الخاص.

توفر سياسة خصوصيّة البيانات المعتمدة من طرف هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (SRG – SSR) معلومات إضافية وشاملة حول كيفية معالجة البيانات.