Navigation

حزب العمال البريطاني يستعد رغما عنه لتولي جيريمي كوربن رئاسته

جيريمي كوربن الذي يتمتع بشعبية كبيرى لدى العماليين afp_tickers
هذا المحتوى تم نشره يوم 06 سبتمبر 2015 - 13:17 يوليو,
(وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب)

يستعد جيريمي كوربن الذي يتمتع بشعبية كبيرى لدى انصار العماليين ويواجه عزلة ازاء قياداته بسبب برنامجه اليساري المتطرف، لتولي رئاسة حزب العمال ليصبح بذلك القيادي الأكثر إثارة للمفاجاة في تاريخ هذا الحزب البريطاني.

ويملك اعضاء الحزب ومناصروه حتى الخميس للاختيار بين مخضرم الجناح اليساري ومنافسيه الثلاثة قبل صدور النتائج السبت.

لكن في استطلاعات الراي النادرة والاصداء الوافدة من القاعدة يبدو فوز كوربن شبه محتم.

وفيما اشارت الاستطلاعات في البداية الى افضلية المرشحين الثلاثة الاخرين اندي بورنام وايفيت كوبر وليز كيندال، الذين يشكلون موضع توافق في يسار الوسط، تمكنت شعبية كوربين من تجاوزهم جميعا.

هذا النائب المخضرم عن ايلينغتن نورث منذ 1983 ليس خطيبا مفوها ولا قياديا يتمتع بجاذبية، بل انه على العكس رجل متكتم يتنقل على دراجة هوائية ويزرع بنفسه حديقة منزله في احد احياء شمال لندن.

وقد شكل صعوده المفاجأة بسبب موقعه السياسي.

فعند استقالة اد ميليباند من رئاسة حزب العمال في 8 ايار/مايو غداة انتخابات تشريعية كارثية لحزبه تعالت انتقادات المسؤولين في ادارة رئيس الوزراء السابق توني بلير مهاجمة التوجه اليساري البادئ في 2010 ومطالبة بالعودة الى سياسة اكثر وسطية.

بعد اربعة اشهر يستعد حزب العمال لتعيين اكثر النواب يسارية لديه رئيسا، والذي يعتبر امتدادا محليا لحزب سيريزا اليساري المتشدد الحاكم في اليونان. كما انه وريث توني بين ومايكل فوت المتمردين من سنوات الثمانينيات، ويعتبر ناشطا سلميا يكافح من اجل تاميم سكك الحديد واعادة فتح مناجم الفحم والوقف الفوري لجميع سياسات التقشف.

لكن كيف وصل حزب العمال الى ذلك؟ يبدو ان فتح التصويت امام اي مواطن مستعد لتسديد 3 جنيهات استرلينية لعب دورا حاسما، بعد ان كان محصورا باعضاء الحزب والنقابات.

فقد استجاب عشرات الالاف من المناصرين الجدد والسابقين الذين خاب املهم من حزب العمال، الى النداء وجذبتهم شخصية كوربن "الصادقة".

واعتبر تشارلي بيكيت الخبير السياسي في كلية الاقتصاد في لندن ان "اصلاح نظام التصويت بدا كانه فكرة رائعة. لكنه في الواقع فخ يوقع الحزب في ورطة".

فبالرغم من شعبية كوربن الكبرى لدى المناصرين تبدو عزلته متزايدة في اوساط حزبه. "هذا امر غير مسبوق. هناك خمسة نواب، الى عشرة كحد اقصى (من 232) يدعمون. الباقون كافة يكرهون افكاره السياسية. ليس لديه تيار ولا شبكات. لم يكن لدينا في اي وقت كان قائدا قليل التمثيل الى هذا الحد في كتلة حزبه البرلمانية" بحسب بيكيت.

في الواقع ما كان يفترض حتى ان يكون كوربين نائبا. فقد نجح في جمع 35 راعيا ضروريا للترشح فحسب لان عددا من النواب العماليين راوا ضرورة في تمثيل الجناح اليساري.

بالتالي ستشكل قيادة حزب بدعم 5% فحسب من النواب "كابوسا"، بحسب اناند مينون الاستاذ في كلية كينغز كولدج في لندن.

لا سيما وان الكثيرين في حزب العمال يرون ان الفوز في انتخابات 2020 العام سيكون مستحيلا مع برنامج يتموضع يسارا الى هذا الحد. ويرى بلير ان الحزب معرض "لخطر الموت" مع كوربن.

لكن عوضا عن رؤية خطر انقسام على ما حدث في الثمانينيات يراهن البعض على تغيير الرئيس مع حلول 2020. واشار بيكيت الى ان "شخصا مثل دان جارفيس او تشاكا اومونا قد يبدو كمخلص".

غير ان مينون لفت الى انه "صعب جدا التخلص من رئيس قبل ان يشهد هزيمة انتخابية" الذي يرى تقليدا بريطانيا معهودا في تعيين قائد عاجز عن الفوز.

واوضح "مع وصول بلير الى السلطة في 1997...حصل المحافظون على ثلاثة رؤساء متعاقبين من المعروف انهم لن يفوزوا في الانتخابات. يعاني حزب العمال من مشكلة كبرى. لكن هذا مصير جميع الاحزاب بعد كارثة انتخابية مماثلة".

غيُر كلمة السر

هل تريد حقاً حذف ملف المستخدم الشخصي الخاص بك؟

لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو

اكتشف تقاريرنا الأكثر طرافة كل أسبوع!

اشترك الآن واحصل مجانًا على أفضل مقالاتنا في صندوق بريدك الإلكتروني الخاص.

توفر سياسة خصوصيّة البيانات المعتمدة من طرف هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (SRG – SSR) معلومات إضافية وشاملة حول كيفية معالجة البيانات.