Navigation

جيب تنظيم الدولة الاسلامية تحت مجهر قوات سوريا الديموقراطية بانتظار ساعة الصفر

مقاتلون من قوات سوريا الديموقراطية يتجولون في 9 آذار/مارس 2019 داخل جزء من مخيم الباغوز على بعد عشرات الأمتار عن مواقع تنظيم الدولة الإسلامية المحاصرة afp_tickers
هذا المحتوى تم نشره يوم 10 مارس 2019 - 13:53 يوليو,
(وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب)

على بعد عشرات الأمتار من آخر نقطة لقوات سوريا الديموقراطية في بلدة الباغوز، تتصدّر راية تنظيم الدولة الإسلامية السوداء والبيضاء مبنى اخترق الرصاص جدرانه. وفي محيطه، يتجول بضعة رجال يُرجح أنهم مقاتلون ونساء منقبات بين خيم عشوائية.

من نقطة متقدمة لقوات سوريا الديموقراطية في البلدة، تمكن فريق من وكالة فرانس برس من معاينة الجيب الأخير للتنظيم المتطرف الواقع الى جانب نهر الفرات.

ويقول المقاتل أحمد سيان (24 عاماً) في المكان لفريق الوكالة فرانس برس "نحن الآن في مخيم الباغوز، نبعد عشرات الأمتار عن داعش، هذه أقرب نقطة نصل إليها"، بينما يشير بيده إلى رجال بلباس رملي اللون، مرجحاً أن يكونوا من مقاتلي التنظيم.

ويضيف المقاتل الأسمر البشرة وذو اللحية الكثة، "مع شروق الشمس، يحاول المدنيون التقدم(..) إنما هناك قناص (من التنظيم) يحاول استهدافهم فيعودون إلى الخلف"، ملمحا الى أن الجهاديين يريدون منع المدنيين من الخروج كلهم من البقعة المحاصرة.

وتمكنت قوات سوريا الديموقراطية نهاية الأسبوع الماضي من التقدم والسيطرة على جزء صغير من المخيم المحاط بأراض زراعية، قبل أن توقف عملياتها بهدف خروج مزيد من المدنيين المحاصرين مع مقاتلي التنظيم.

ويضيف سيان "تمكننا من سحب بعض المدنيين من المخيم ورحلناهم (...)، وأمسكنا (مقاتلاً) إماراتياً حاول اليوم (السبت) التسلل إلينا، لكننا قمنا بالالتفاف حوله".

وتوقف القتال على خطوط الجبهة منذ أسبوع، بعدما أبطأت قوات سوريا الديموقراطية وتيرة عملياتها.

في المكان الذي تفقده فريق فرانس برس، يمكن رؤية آثار مما تركه عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وعائلاتهم على الأرجح في الخيم التي أخلوها على وقع تقدم خصومهم.

- قدور وأحزمة ناسفة -

داخل إحدى الخيم، لا تزال قدور ومدفئة وحقائب موجودة على الأرض. وقربها رماد من بقايا نيران استخدمت للطبخ، بالإضافة إلى حفر لا يتخطى عمقها المتر، تحيط بها أغطية من كل جانب، كان يتخذها المحاصرون ملجأ لهم.

ويحوم الذباب في المكان: منشار مرمي هنا، وكنزة طفل زرقاء اللون هناك، غسالة معطلة وموقد على الحطب، فضلاً عن أشرطة كهربائية ودواليب وقدور طبخ...

ويتخذ مقاتلو قوات سوريا الديموقراطية من مبنى صغير في المخيم مقراً لهم، يبدو أنه كان عبارة عن مستشفى ميداني استخدمه التنظيم، إذ يحوي الكثير من الأدوية والمعدات الطبية.

بين الخيم المهجورة أيضا خنادق وثياب مرمية على الأرض أو معلقة على الشجر المحترق، وذخيرة وبقايا رصاص وقذائف وأحزمة ناسفة، فضلاً عن عربات أطفال وحاسوب.

وخرج عشرات آلاف النساء والأطفال والرجال منذ كانون الأول/ديسمبر من جيب التنظيم في شرق سوريا. فرّ بعضهم من المعارك والحصار، وتمّ إجلاء البعض الآخر في حافلات وشاحنات.

وفي كل مرة كانت تخرج دفعة جديدة من آلاف الأشخاص، كانت قوات سوريا الديموقراطية تظن أن اطلاق هجومها الأخير بات قريباً وأن انتهاء "الخلافة الإسلامية" أصبح وشيكاً، ليتضح بعدها أن آلاف المدنيين والمقاتلين لا يزالون في الداخل.

ويعلو الدخان الأسود من منطقة سيطرة التنظيم في المخيم، ويرجح أحد المقاتلين أن يكون ناجماً عن إقدام الجهاديين على حرق الإطارات. بعد وقت قصير، يتردد دوي انفجار لا يتضح ما إذا كان ناجماً عن تفجير لغم أرضي أو سقوط قذيفة.

ورغم توقف المعارك، تدور اشتباكات متقطعة بين الحين والآخر، مع استهداف قوات سوريا الديموقراطية والتحالف الدولي بقيادة واشنطن، بالغارات والمدفعية، تحركات الجهاديين.

قرب آخر نقطة تتمركز فيها قوات سوريا الديموقراطية، شاهد صحافيون من وكالة فرانس برس هياكل آليات محترقة، يعود أحدها لشاحنة ضخمة، ويقول مقاتلون إنها كانت عبارة عن مستودع ذخيرة تمّ تفجيره قبل عشرة أيام، وتسبب باندلاع نيران استمرت يومين كاملين.

ويقول شيفان الحسكة، وهو مقاتل في قوات سوريا الديموقراطية في العشرينات من عمره، "في كل مكان نتقدم إليه، نجد حزاماً ناسفاً أو اثنين، لكنني في هذا المكان عثرت وحدي على عشرة إلى 15 حزاماً ناسفاً بأحجام مختلفة".

ويحذر مقاتلو قوات سوريا الديموقراطية من الألغام المزروعة في كل مكان.

ويروي مقاتلون أنهم حين دخلوا إلى هذا الجزء من المخيم، وجدوا "أسلحة وذخيرة وجثث دواعش". ويشير أحدهم إلى حفرة وُضع داخلها خزان مياه وتحيط بها سجادة محترقة، قائلا "كانوا يخبّئون أسلحتهم هنا".

بات مقاتلو قوات سوريا الديموقراطية اليوم مرتاحين لانتصارهم القريب، آملين في أن تنتهي المعركة بسرعة بعد انتهاء خروج المدنيين، سواء عبر استسلام مقاتلي التنظيم أو هجوم عسكري.

وبينما يسود الهدوء، يبدأ أحد مقاتلي قوات سوريا الديموقراطية بغناء موال شعبي يردد فيه "إذا ذاب القلب، وين أضمك؟".

ويقول مقاتل آخر اسمه شيفان "لم يعد لديهم إلا المخيم، لقد خسروا (...) المعركة محسومة وباتوا خاضعين للأمر الواقع".

غيُر كلمة السر

هل تريد حقاً حذف ملف المستخدم الشخصي الخاص بك؟

لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو

اكتشف تقاريرنا الأكثر طرافة كل أسبوع!

اشترك الآن واحصل مجانًا على أفضل مقالاتنا في صندوق بريدك الإلكتروني الخاص.

توفر سياسة خصوصيّة البيانات المعتمدة من طرف هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (SRG – SSR) معلومات إضافية وشاملة حول كيفية معالجة البيانات.