تواصل المعارك والغارات الجوية في اليمن ومقتل العشرات
تواصلت المعارك بين المتمردين الحوثيين وموالين للرئيس عبد ربه منصور هادي في الساعات ال24 الاخيرة في اليمن تزامنا مع استمرار الغارات الجوية للتحالف العسكري بقيادة السعودية على مناطق عدة في البلاد، ما اسفر عن سقوط اربعين قتيلا على الاقل.
واستهدفت غارات التحالف العسكري ليل الخميس مواقع للمتمردين في شمال عدن، ما اسفر عن مقتل ستة منهم، فيما ادت المعارك في جعولة والبساتين وبئر احمد الى مقتل سبعة في صفوف المتمردين وثمانية في صفوف المجموعات الموالية للحكومة، بحسب ما اوضحت مصادر عسكرية.
واشارت المصادر الى ان الحوثيين وحلفاءهم من الوحدات العسكرية الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح تمكنوا من السيطرة على قاعدة اللواء 31 في سلاح المدرعات في منطقة بئر احمد غرب عدن وأجبروا مسلحي "لجان المقاومة الشعبية"، التي تضم متطوعين موالين لحكومة هادي لقتال الحوثيين، على التراجع.
وتواصلت المعارك العنيفة الجمعة في محيط القاعدة حيث اكد مصدر في "لجان المقاومة الشعبية" انه تم "ارسال 150 مقاتلا مساء كتعزيزات الى جبهة بئر احمد لاستعادة المعسكر الذي خسرناه".
في المقابل استعاد مقاتلو "لجان المقاومة الشعبية" حي البساتين في عدن الذي وقع تحت سيطرة المتمردين ساعات عدة يوم الخميس، وذلك بعد معارك بالاسلحة الثقيلة خلفت قتلى وجرحى في صفوف الجانبين، بحسب ما افادت مصادر عسكرية موالية لهادي.
الى ذلك قال مسؤول حكومي ان طائرات التحالف استهدفت "عن طريق الخطأ" كلية الهندسة والحقوق التابعة لجامعة عدن والواقعة تحت سيطرة الموالين لهادي.
وذكر مسؤول حكومي آخر ان الحوثيين والقوات الموالية لصالح استمروا في قصف احياء سكنية عدة في المدينة، لا سيما في المنصورة ودار سعد والممدارة والحسوة والشعب والتقنية وبئر فضل. وادى ذلك الى سقوط قتلى وجرحى.
واشار مدير مكتب الصحة والسكان في عدن الخضر لصور لفرانس برس الى سقوط "خمسة قتلى مدنيين بينهم طفل، واصابة 89 آخرين، خلال الساعات الـ24 الماضية وذلك اثر قصف على منازلهم في عدن".
ووصف الوضع الانساني في عدن بالكارثي في ظل النقص في المواد الاساسية وتفشي امراض مثل التيفوئيد والملاريا وحمة الضنك التي ظهرت مع تدهور الاوضاع الصحية ويتعذر معالجتها بسبب النقص في الادوية.
وفي محافظة ابين المجاورة، قتل خمسة من "قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح في كمين في ضواحي مدينة لودر"، وفقا لمصادر عسكرية.
الى ذلك افاد شهود عيان لوكالة فرنس برس عن مقتل ثمانية من الحوثيين واصابة أربعة آخرين في كمين في مديرية مقبنة غرب مدينة تعز.
كذلك شنت طائرات التحالف ليلا غارات عدة ضد مواقع المتمردين في صنعاء. واستهدفت الغارات منزل العميد يحيى محمد عبدالله صالح أبن شقيق الرئيس السابق وسط صنعاء. كما افاد شهود عيان لوكالة فرنس برس عن مقتل أربعة حوثيين واصابة ثلاثة آخرين في غارات استهدفت منزل القيادي الحوثي علي الناشري في حي الجراف شمال صنعاء.
واستأنفت طائرات التحالف قصف مكتب أحمد علي عبدالله صالح نجل الرئيس السابق وسط صنعاء. كذلك شنت غارتين جويتين على مواقع للحوثيين في حي الجراف شمال صنعاء، فضلا عن ثلاث غارات استهدفت مخازن للأسلحة في فج عطان في العاصمة، ما اسفر عن وقوع انفجارات ضخمة.
وشمالا، شنت طائرات التحالف العسكري اربع غارات على مواقع عدة للحوثيين في معقلهم في محافظة صعدة، فضلا عن 15 غارة في منطقة حرض في محافظة حجة الحدودية مع السعودية، كما نقل شهود.
وفي محافظة مأرب، قال شهود عيان لفرانس برس ان طيران التحالف يشن غارات جوية على مواقع الحوثيين في منطقة العطيف في جبهة صرواح غرب المحافظة.
وسيطر الحوثيون منذ تموز/يوليو 2014 على مناطق واسعة في اليمن. ومنذ 26 اذار/مارس تقود السعودية تحالفا عسكريا لمواجهة تقدم هؤلاء وحلفائهم.
وفشلت محادثات السلام في جنيف الشهر الماضي بين ممثلين للحكومة المعترف بها دوليا والحوثيين. ومنذ اذار/مارس قتل في اليمن اكثر من 2600 شخص، وفق الامم المتحدة.
واعلنت الامم المتحدة الاربعاء الدرجة الثالثة من حالة الطوارئ الانسانية، وهي الاعلى، في اليمن حيث بات اكثر من 21,1 مليون يمني يمثلون 80% من السكان بحاجة الى مساعدة انسانية، يعاني 13 مليونا منهم من نقص غذائي و9,4 ملايين من شح المياه.
على صعيد آخر، قتل اربعة عناصر يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة، بينهم سعودي وكويتي، في غارة لطائرة من دون طيار اميركية في مدينة المكلا في جنوب شرق اليمن والتي يسيطر عليها التنظيم المتطرف، وفق ما قال مسؤول محلي لفرانس برس.
وفي مطلع نيسان/ابريل سيطر التنظيم على المكلا عاصمة محافظة حضرموت مستغلا الفوضى التي تعم اليمن.