Navigation

تلميحات رسمية لإمكانية تخفيف قيود كوفيد في الصين بعد الاحتجاجات

عامل يبزة واقية يرتدي فوقها ملابس شتوية قرب حي خاضع لتدابير إغلاق جراء كوفيد في بكين بتاريخ 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2022 afp_tickers
هذا المحتوى تم نشره يوم 01 ديسمبر 2022 - 11:33 يوليو,
(وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب)

أشارت أرفع مسؤولة معنية بملف كوفيد في الصين وعدة مدن إلى إمكانية تخفيف سياسة صفر كوفيد المشددة التي تتبناها البلاد، بعد خروج احتجاجات واسعة للمطالبة بوضع حد لتدابير الإغلاق وتعزيز الحريات السياسية.

وأثار الغضب حيال سياسة صفر كوفيد في الصين التي تفرض على السكان تدابير إغلاق واسعة النطاق وعمليات فحص وحجر صحي متواصلة حتى لغير المصابين احتجاجات في مدن كبرى بينها بكين وشنغهاي وغوانغتشو.

لكن بينما دعت السلطات إلى تنفيذ "حملة أمنية" غداة التظاهرات، بدأت في الوقت ذاته التلميح إلى إمكانية تخفيف استراتيجيتها المتشددة حيال كوفيد.

وقالت نائبة رئيس الوزراء سون تشونلان في تصريحات أدلت بها أمام "لجنة الصحة الوطنية" إن المتحورة أوميكرون تضعف ومعدلات التطعيم تتحسن، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية.

ولفتت سون التي تعد شخصية محورية تقف وراء استجابة بكين للوباء إلى أن هذا "الوضع الجديد" يستدعي "مهمات جديدة".

ولم تأت على ذكر سياسة صفر كوفيد في تصريحاتها الأخيرة، ملمّحة إلى أن النهج الذي عطّل الاقتصاد والحياة اليومية قد يتم تخفيفه قريبا.

وجاءت التصريحات بينما ذكرت العاصمة الصينية أنها ستخفف متطلبات الفحوص اليومية التي تعد من ركائز سياسة صفر كوفيد.

وقال الناطق باسم حكومة بلدية بكين شو هيجيان الأربعاء إن المسنين والأشخاص الذين يعملون من بعد والطلبة والأساتذة الذين يدرّسون عبر الإنترنت وغيرهم ممن لا يخرجون من منازلهم بشكل متكرر باتوا معفيين من الخضوع لفحوص يومية.

وما زال يتعيّن على سكان بكين إبراز فحص كوفيد بنتيجة سلبية تم الخضوع له قبل 48 ساعة للدخول إلى الأماكن العامة مثل المقاهي والمطاعم ومراكز التسوّق.

وجاء في تقرير لصحيفة "ساوثرن ميتروبوليس دايلي" الخميس أن المسؤولين المحليين في بكين وغوانغتشو يخططون للسماح لبعض المصابين بكوفيد بعزل أنفسهم في منازلهم بدلا من المنشآت التي تديرها الدولة.

لكن التقرير حُذف لاحقا بينما لم ترد السلطات المحلية للمدينتين على طلب فرانس برس الحصول على تأكيد.

- "التعايش مع كوفيد" -

وأعلنت غوانغتشو التي تعد مركز تصنيع في جنوب البلاد وشهدت مواجهات ليل الثلاثاء بين الشرطة ومحتجين، وقف الفحوص الواسعة اليومية لأولئك الذين لا يحتاجون لمغادرة منازلهم بشكل متكرر، بمن فيهم المسنون والرضّع.

ورفع المسؤولون في اليوم السابق أيضا بشكل جزئي إغلاقا استمر أسابيع، رغم تسجيل أعداد إصابات قياسية بالفيروس، في تخفيف للقيود بدرجات متباينة في جميع مناطق غوانغتشو الـ11، بما فيها هايتشو.

كما أعلنت مدينة تشونغتشينغ الأربعاء أن المخالطين لمصابي كوفيد الذين تنطبق عليهم شروط معيّنة سيُسمح لهم بالخضوع لحجر صحي في منازلهم، في تخل عن القواعد التي تفرض إرسالهم إلى منشآت عزل مركزية.

وأفاد محللون لدى مركز "أيه إن زي للأبحاث" أن تصريحات سون وتخفيف السلطات المحلية للقيود "يمكن أن تكون مؤشرا الى أن الصين بدأت بالتفكير في وضع حد لسياسة صفر كوفيد المشددة التي تتبعها".

وقالوا "نعتقد أن السلطات الصينية تنتقل إلى وضعية +التعايش مع كوفيد+ وهو ما تعكسه القواعد الجديدة التي تسمح للسكان بالخضوع للعزل في منازلهم بدلا من نقلهم إلى منشآت للحجر الصحي".

وسجّلت الصين 35800 إصابة محلية بكوفيد الخميس، معظمها من دون أعراض.

- "مؤشر ضعف" -

مع اقتراب الذكرى الثالثة لإعلان الصين عن رصد أول إصابة بالفيروس في مدينة ووهان (وسط)، يثير نهجها المتشدد لمكافحة الفيروس اضطرابات غير مسبوقة منذ احتجاجات العام 1989 المطالبة بالديموقراطية.

واندلع حرق مميت الأسبوع الماضي في أورومتشي، عاصمة مقاطعة شينجيانغ (شمال غرب)، في حادث شكّل محرّكا للاحتجاجات الغاضبة إذ اعتبر السكان أن قيود كوفيد كانت مسؤولة عن بقاء بعض الضحايا عالقين داخل المبنى المحترق.

لكن المتظاهرين طالبوا أيضا بإصلاحات سياسية أوسع، حتى أن بعضهم ذهب إلى الحد المطالبة بتنحي الرئيس شي جينبينغ.

وصعّبت القيود الصينية المشددة على نشر المعلومات وعلى السفر مهمة التحقق من أعداد المتظاهرين في أنحاء البلد الشاسع.

لكن الاحتجاجات الواسعة النطاق التي شهدتها الصين نهاية الأسبوع كانت نادرة من نوعها.

انتهت التظاهرات المطالبة بالديموقراطية عام 1989 بشكل دام مع تدخل الجيش خصوصا في ساحة تيان أنمين في بكين ومحيطها.

ودفعت وفاة الرئيس الصيني الأسبق جيانغ زيمين الذي وصل إلى السلطة مباشرة بعد أحداث تيان أنمين واضطلع بدور في قمع هذه الاحتجاجات كثيرين للمقارنة بين حركتي الاحتجاج.

وقال وانغ دان الذي سُجن ومن ثم تم نفيه بعد سحق حراك تيان أنمين للصحافيين في اليابان الخميس إن سلسلة الاحتجاجات الأخيرة أثبتت أن الشباب في الصين لا يتسمون باللامبالاة السياسية.

وصرّح "أول شعور انتابني عندما رأيت الاحتجاجات المذهلة في أنحاء الصين كان أن روح العام 1989 عادت، بعد 33 عاما".

وأضاف "هنا تكمن أهمية هذا الحراك. إنه يكشف الحقيقة. الحقيقة هي أنه ليس مجتمعا يعيش في وئام.. هناك بالفعل نزاع كبير بين المجتمع والحكومة".

برو-اوهو/لين/ب ق

غيُر كلمة السر

هل تريد حقاً حذف ملف المستخدم الشخصي الخاص بك؟

لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو

اكتشف تقاريرنا الأكثر طرافة كل أسبوع!

اشترك الآن واحصل مجانًا على أفضل مقالاتنا في صندوق بريدك الإلكتروني الخاص.

توفر سياسة خصوصيّة البيانات المعتمدة من طرف هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (SRG – SSR) معلومات إضافية وشاملة حول كيفية معالجة البيانات.