Navigation

تعليق حرية التنقل في اوروبا في انتظار قرار حول اللاجئين

حاجز للشرطة الالمانية قرب الحدود مع النمسا في 14 ايلول/سبتمبر 2015 afp_tickers
هذا المحتوى تم نشره يوم 14 سبتمبر 2015 - 10:12 يوليو,
(وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب)

بعد المانيا، قررت سلوفاكيا والنمسا بدورهما الاثنين اعادة فرض رقابة على الحدود في مواجهة تدفق عشرات الاف المهاجرين وعلقتا بحكم الامر الواقع العمل باتفاقية شنغن لحرية التنقل في اوروبا وذلك قبل اجتماع في بروكسل لبحث توزيع المهاجرين.

وبعدما اصبحت خلال بضعة اسابيع بمثابة الوجهة المفضلة بالنسبة للمهاجرين الذين قد يبلغ عددهم مليون شخص هذه السنة بحسب نائب المستشارة سيغمار غابرييل، بررت المانيا الاثنين قرارها بتعليق حرية التنقل في اوروبا عبر "عدم تحرك" الاتحاد الاوروبي قائلة ان الاجراءات الجديدة ستستمر لاسابيع.

وهذا التغيير المفاجىء في موقف المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي تواجه مشاكل لوجستية لم تتوقعها ونقمة داخل معسكرها السياسي، ياتي بعد ايام فقط على دعوتها شركائها الاوروبيين لاستقبال اللاجئين بدون قيود على العدد.

وسارعت دول في اوروبا الشرقية- سلوفاكيا والجمهورية التشيكية- والتي ترفض منذ اسابيع فكرة المانيا توزيع حصص لتقاسم عبء اللاجئين بين الدول الاعضاء ال28، الى اتخاذ اجراءات مماثلة لتلك التي فرضتها المانيا، وكذلك فعلت النمسا.

وقررت النمسا من جانب اخر نشر الجيش على الحدود مع المجر حيث بلغ تدفق المهاجرين ارقاما غير مسبوقة امس.

واعلن المستشار النمساوي فيرنر فايمان الاثنين ان بلاده ستستدعي الجيش فورا لمساندة الشرطة في مواجهة تدفق المهاجرين الذين يصلون بمعظمهم عبر المجر.

وكان هناك اكثر من 4500 مهاجر على معبر نيكيلدورف الحدودي فيما ينتظر وصول الاف خلال النهار بحسب الشرطة. واوقفت حركة السير على الطريق السريع لاسباب امنية.

واصبحت السلطات المجرية تنقل الان مباشرة بعض المهاجرين مباشرة من الحدود الصربية الى الحدود النمساوية كما علم لدى المفوضية العليا للاجئين الاثنين.

وقال ناطق باسم المفوضية في المجر ان "قطارات تقل مهاجرين من محطة روسكي مباشرة الى الحدود النمساوية".

ومنذ الفجر في بلدة فرايلاسينغ في بافاريا على الحدود النمساوية تشكل ازدحام خانق بسبب اعادة العمل الاحد باجراءات المراقبة على الحدود. وتحاول برلين بذلك الحد من تدفق المهاجرين الكثيف الى المانيا، الوجهة النهائية لكثير منهم على الاخص لسوريين فارين من الحرب.

بالتالي اوشكت ميونيخ (جنوب) على تجاوز قدراتها للاستيعاب مع وصول حوالى 36 الف لاجئ في اسبوعين وفدوا من البلقان واوروبا الوسطى. ويوم السبت فحسب تم احصاء 13 الف طالب لجوء ما يوازي الرقم القياسي السابق المسجل في 6 ايلول/سبتمبر.

واوضح نائب المستشارة الالمانية سيغمار غبريال الاشتراكي الديموقراطي لصحيفة تاغشبيغل الصادرة الاثنين ان "عدم تحرك اوروبا في ازمة اللاجئين دفع بالمانيا الى حدود قدراتها".

وتابع ان المشكلة "لا تكمن بشكل اساسي في عدد اللاجئين بل بسرعة توافدهم".

غير ان شركة السكك الحديد الالمانية اعلنت انها استانفت الاثنين في الساعة 07,00 (05,00 ت غ) حركة القطارات مع النمسا بعد تعليقها بالامس باستثناء خط ميونيخ-سالزبرغ الذي يمر في فرايلاسينغ بسبب وجود اشخاص مجهولي الهوية على السكة.

ثم اعلن المتحدث باسم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاثنين ان اعادة عمليات المراقبة لا يعني ان المانيا تغلق حدودها امام طالبي اللجوء مشيرا الى ان برلين ترغب في جعل العملية "اكثر انضباطا".

وحتى الان بدت المانيا بصورة المدافع عن المهاجرين الفارين من النزاعات.

وقدر غابرييل نائب المستشارة ان بلاده يمكن ان تستقبل ما يصل الى مليون لاجئ عام 2015 بعدما كانت تتوقع 800 الف، وضغطت على شركائها الاوروبيين كي يفتحوا ابوابهم للاجئين.

لكن ناطقا باسم وزارة الداخلية الفدرالية الالمانية اعلن في وقت لاحق انها تبقي على توقعاتها القائمة على 800 الف طالب لجوء لهذه السنة.

لكن برلين تريد العودة الى تطبيق صارم للقواعد الاوروبية التي تلزم اللاجئين بتقديم طلباتهم في اول بلد يدخلونه في الاتحاد الاوروبي، وهي قاعدة علقتها المانيا بالنسبة الى السوريين.

وفي المقابل يبدو التوصل الى تسوية في الاجتماع الطارئ لوزراء داخلية الاتحاد الاوربي الاثنين في بروكسل لبحث توزيع اللاجئين، غير مؤكد اطلاقا اذ لا يزال عدد من الدول رافضا لفكرة الحصص الالزامية.

غير ان الوزراء قرروا استخدام القوة العسكرية ضد مهربي المهاجرين في اطار عمليته البحرية في البحر المتوسط، على ما افادت مصادر اوروبية في بروكسل. ويجيز هذا الاجراء الذي يفترض ان يدخل حيز التنفيذ اعتبارا من مطلع تشرين الاول/اكتوبر، للسفن الحربية الاوروبية اعتراض وتفتيش ومصادرة المراكب التي يشتبه بان المهربين يستخدمونها. كما يمكنها القيام بعمليات اعتقال شرط الا تدخل المياه الاقليمية الليبية.

واعتبرت المفوضية الاوروبية ان تعليق العمل باتفاقية شنغن "يؤكد ضرورة" التوصل الى خطة اوروبية لتقاسم عبء اللاجئين.

واعلنت بريطانيا التي تملك على غرار الدنمارك وايرلندا خيار الانسحاب من سياسة اللجوء الاوروبية، الاثنين تعيين مساعد لوزير الخارجية لشؤون اللاجئين فيما تفقد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاثنين مخيمي لاجئين سوريين في لبنان وسوريا.

ووعدت لندن باستقبال 20 الف سوري على مدى خمسة اعوام.

وحذرت المفوضية العليا للاجئين من "فراغ قانوني" يمكن ان يواجهه اللاجئون في اوروبا مع تكثف الاجراءات التي تتخذها الدول كل على حدة.

من جانبها شددت مفوضية الامم المتحدة العليا لحقوق الانسان على ان كل الدول "ملزمة" باستقبال لاجئين في اطار احترام القانون الدولي، لكنها اقرت في الوقت نفسه بحق الدول في حماية حدودها.

ولم يسجل اي تراجع في ازمة الهجرة الناجمة عن الحروب والبؤس في الشرق الاوسط وافريقيا. ودخل عدد قياسي بلغ 5809 مهاجرين الى المجر التي تنوي في 15 ايلول/سبتمبر اغلاق حدودها بالكامل مع صربيا، وهما بلدان رئيسيان في الطريق من تركيا الى المانيا.

في المانيا بدا مساء الاحد مئات الشرطيين (1200 حسب صحيفة بيلد تسايتونغ) الانتشار على الحدود واجراء مراقبة منهجية للسيارات والعابرين بعد تعليق اتفاقات حرية الحركة.

واوقفت الشرطة ليلا مهربا واحدا على الاقل ينقل ثمانية سوريين في شاحنته.

غيُر كلمة السر

هل تريد حقاً حذف ملف المستخدم الشخصي الخاص بك؟

لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو

مقالاتنا الأكثر قراءة هذا الأسبوع

اشترك في نشرتنا الإخبارية المجانية للحصول بانتظام على أهم منشوراتنا حول مواضيع متنوعة مباشرة في صندوق بريدك

أسبوعيا

توفر سياسة خصوصيّة البيانات المعتمدة من طرف هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (SRG – SSR) معلومات إضافية وشاملة حول كيفية معالجة البيانات.