تصعيد حملة الاحتجاج على ازمة النفايات باحتلال وزارة البيئة في لبنان
صعد ناشطو المجتمع المدني في لبنان تحركهم ضد الطبقة السياسية باحتلال وزارة البيئة للمطالبة باستقالة الوزير محمد المشنوق قبل انتهاء مهلة منحوها للسياسيين لتلبية مطالبهم، اثر تظاهرات حاشدة ضد الفساد.
وياتي هذا التصعيد المفاجىء قبل ساعات من انتهاء المهلة التي حددتها حملة "طلعت ريحتكم" لاستقالة وزير البيئة وايجاد حل دائم لازمة النفايات المستمرة منذ شهر ونصف الشهر.
وامهل الناشطون السبت الوزير 72 ساعة للاستقالة تنتهي عند السابعة مساء الثلاثاء (16,00 ت غ).
"برا، برا، مشنوق برا" هتف الشباب المعتصمون في الوزارة في ممر قريب من مكتب الوزير الذي كان لا يزال بداخله، وفق الوكالة الوطنية للاعلام.
واضافوا "طلعت ريحكتم، طلعت ريحكتم" مستعيدين شعار الحملة المدنية التي كانت راء التحرك، و"سلمية، سلمية!" تأكيدا على رفضهم للعنف.
وجلس بعض الناشطين على الارض وادوا النشيد الوطني فيما لوح آخرون بالاعلام اللبنانية من نوافذ الوزارة الواقعة في وسط بيروت.
وحاول اربعة من عناصر قوى الامن اقناع الناشطين بمغادرة المكان لكنهم رفضوا. وكان هناك عناصر امن اخرون في اسفل المبنى حيث تجمع عشرات المواطنين تلبية لنداء حركة "طلعت ريحتكم" التي تقف وراء الحملة التي شارك فيها عشرات الالاف من اللبنانيين بالنزول الى الشارع احتجاجا على فساد السياسيين وعدم تحركهم لحل مشكلة النفايات.
ووصلت شرطة مكافحة الشغب الى الوزارة وتمكن القسم الاكبر من الموظفين من مغادرتها بدون اي مشكلة، وفق مراسلي فرانس برس.
من جهته، قال لوسيان بورجيلي احد منظمي حملة "طلعت ريحتكم" المشاركة في التحرك لفرانس برس ان الشباب لن يتركوا الوزارة قبل استقالة الوزير.
وردا على سؤال من وكالة فرانس برس حول قرار التحرك قبل انتهاء المهلة قال بورجيلي "انه لعنصر المفاجأة. لم يكونوا يتوقعون ان نتحرك الان". وقال "اذا استجابوا لمطالبنا قبل انتهاء المهلة فسننسحب".
ولم يعلن عن بدء مفاوضات بين الوزير والمحتجين.
وقال المشنوق الاثنين انه سينسحب من اللجنة الوزارية المكلفة ملف النفايات ولكنه لن يستقيل، مثيرا غضب الناشطين.
وقال مروان معلوف احد منظمي حملة "طلعت ريحتكم" الموجودين داخل الوزارة "الزبالة امام كل منزل. من المسؤول عن هذا الوضع؟ هو، وزير البيئة هو المسؤول".
ويأتي التحرك بعد تظاهرة السبت عندما احتشد عشرات الالاف في ساحة الشهداء وسط بيروت احتجاجا على فساد الطبقة السياسية في اكبر تجمع منذ بداية الازمة.
واذا كانت حركة الاحتجاج الحاشدة حركتها ازمة النفايات التي تفاقمت في منتصف تموز/يوليو اثر اغلاق اكبر مكب في لبنان وتراكم النفايات في الشارع، فانها جاءت تعبيرا عن غضب الناس ازاء الفساد المستشري وشلل مؤسسات الدولة والهيئات السياسية.
وصرخ الناشطون المعتصمون في وزارة البيئة "ما بدنا مجلس زبالة، ما بدنا مجلس التمديد" في اشارة الى تمديد النواب ولايتهم مرتين منذ انتخابات 2009 بسبب الانقسامات السياسية وهو ما يعتبره الناشطون "مخالفا للقانون" كما عجز النواب عن انتخاب رئيس للجمهورية للمنصب الشاغر منذ ايار/مايو 2014.
وعدا عن معالجة ازمة النفايات، يطالب المحتجون بتنظيم انتخابات نيابية جديدة.
ولم ترد السلطات بعد رسميا على مطالب المجتمع المدني.
ودعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الحوار بين السياسيين في 9 ايلول/سبتمبر لكن الناشطين احتجوا على هذه المبادرة التي اعتبروها وسيلة لصرف الانتباه عن القضية الرئيسية.