Navigation

تصاعد القلق إزاء حملة أمنية تشنها السلطات الإيرانية في مدينة كردية

صورة حصلت عليها فرانس برس من خارج إيران تظهر تجمع عدد من الأشخاص ودراجة نارية تحترق في العاصمة طهران في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2022 afp_tickers
هذا المحتوى تم نشره يوم 11 أكتوبر 2022 - 13:54 يوليو,
(وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب)

عبرت مجموعات حقوقية الثلاثاء عن قلقها إزاء حملة أمنية تشنها السلطات الإيرانية في مدينة ذات غالبية كردية أصبحت مركزا للاحتجاجات على وفاة الشابة مهسا أميني، في وقت يواصل عمال مصافي النفط إضرابات في إطار تكتيك جديد.

تشهد إيران احتجاجات منذ وفاة الشابة الإيرانية الكردية البالغة 22 عاما في 16 أيلول/سبتمبر، بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الاخلاق في طهران لعدم التزامها بقواعد اللباس في الجمهورية الإسلامية.

ورغم استخدام السلطات القوة الغاشمة التي أسفرت عن عشرات الوفيات ومئات الاعتقالات، لم تظهر أي مؤشرات على توقف الحركة الاحتجاجية.

وتصاعدت الاحتجاجات بشكل خاص في مدينة سنندج عاصمة محافظة كردستان في شمال غرب إيران وهي المنطقة التي تنحدر منها أميني. وتخشى مجموعات حقوقية سقوط عدد كبير من القتلى وتتهم السلطات بقصف أحياء سكنية.

وقالت مجموعة هنكاو غير الحكومية ومقرها أوسلو إن طائرة حربية إيرانية وصلت ليلا إلى مطار المدينة، وبأن حافلات تقل عناصر من القوات الخاصة كانت في طريقها إلى المدينة قادمة من مناطق أخرى.

ونبهت إلى أن الأهالي يواجهون صعوبة في إرسال أدلة بالفيديو للأحداث، بسبب القيود على الانترنت، لكنها أكدت مقتل طفل في السابعة من العمر ليل الأحد. ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التأكد من التقارير على الفور.

وأضافت هنكاو بأن سبعة أشخاص على الأقل تأكد مقتلهم على أيدي قوات الأمن في سنندج ومدن أخرى يسكنها الأكراد، منذ السبت.

وعبرت منظمة العفو الدولية عن "القلق إزاء قمع الاحتجاجات في سنندج وسط تقارير عن استخدام قوات الأمن الأسلحة النارية وإطلاق الغاز المسيل للدموع بشكل عشوائي بما في ذلك في منازل سكنية".

وخلال زيارة إلى سنندج، أكد وزير الداخلية أحمد وحيدي موقف طهران، الذي تعارضه بشدة المجموعات الحقوقية، بأن الاضطرابات "دعمتها وخططتها ونفذتها جماعات إرهابية انفصالية".

- جميعا معا -

وأفاد "مركز حقوق الإنسان في إيران" ومقره نيويورك عن احتمال وجود وضع مماثل في محافظة سيستان بلوشستان (جنوب شرق)، حيث يقول نشطاء أن أكثر من 90 شخصا قتلوا منذ 30 أيلول/سبتمبر.

وقال مدير المركز هادي غائمي إن "القتل الوحشي لمدنيين على أيدي قوات الأمن في محافظة كردستان في أعقاب مجزرة في محافظة سيستان بلوشستان، قد يكونان مقدمتين لأعمال عنف مقبلة تنفذها الدولة".

ورأى محللون أن هذه الاحتجاجات تمثل تحديا خاصا للسلطات في عهد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي (83 عاما) بسبب مدتها وأوجهها المتعددة التي تتراوح من تظاهرات في الشارع إلى تحديات فردية.

وفي تطور جديد الإثنين امتدت رقعة التظاهرات إلى مصافي نفط إيرانية، وأظهرت تسجيلات مصورة عمالا مضربين يحرقون إطارات ويقطعون طرقا أمام منشأة عسلويه للبتروكيماويات في جنوب غرب إيران.

وتُسمع هتافات المتظاهرين ومن بينها "الموت للدكتاتور" و"لا تخافوا، نحن جميعا معا".

وأفيد عن تحركات مماثلة تجري الثلاثاء وتحدثت منظمة "إيران هيومن رايتس" ومقرها أوسلو عن تنفيذ إضرابات في آبدان بغرب إيران وفي بوشهر إلى الجنوب.

ونفت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أي تحرك احتجاجي في المنطقة. وقال حاكم عسلويه، علي هاشمي لوكالة فارس للأنباء أن "انتهازيين" تسببوا باشتعال حرائق في المنطقة.

وشهدت حرم جامعات بل حتى قاعات دراسة في مدارس احتجاجات متكررة، وظهر طلاب جامعة أمير كبير للتكنولوجيا في طهران في تسجيلات الإثنين وهم يطلقون هتافات منددة بالنظام.

وفي تسجيل مصور نشرته قناة "1500 تصوير" التي تبث على وسائل التواصل الاجتماعي والتي ترصد الاحتجاجات وانتهاكات الشرطة، ظهر طلاب واقفين في سلسلة بشرية على شكل كلمة "خون" والتي تعني بالفارسية الدمّ.

- مسعى عبثي لإسكات المتظاهرين -

أفادت منظمة حقوق الانسان الايرانية عن 95 حالة وفاة على الأقل في حملة قمع المتظاهرين منذ 16 أيلول/سبتمبر. وبحسب آخر حصيلة إيرانية، قُتل العشرات بالإضافة إلى 18 من عناصر قوات الأمن.

ويقول نشطاء أن من بين قتلى الاحتجاجات الشابتين نيكا شاكرمي وسارينا إسماعيل زاده واللتين تقول عائلتاهما إنهما قتلتا على أيدي قوات الأمن بعد توقيفهما. وتشدد السلطات على أن الشابتين توفيتا إثر سقوطهما.

وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة يونيسف كاثرين راسل: "نحن بغاية القلق إزاء تقارير مستمرة عن أطفال وشبان يتعرضون للقتل أو الإصابة والتوقيف".

وأثارت الحملة الامنية إدانات دولية وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك ساليفان لإيران إن "العالم يراقب" و"سوف يحاسب الذين يستخدمون العنف في مسعى عبثي لإسكات" المتظاهرين.

وأعلنت بريطانيا الإثنين إنها فرضت عقوبات على شرطة الأخلاق الإيرانية، الوحدة التي اعتقلت مهسا أميني والتي تراقب تطبيق قواعد اللباس الصارمة للنساء ومن بينها وضع الحجاب الإلزامي.

وقالت إيران إنها استدعت السفير البريطاني وابلغته "احتجاج الجمهورية الاسلامية الايرانية الشديد على بريطانيا لتدخلها في الشؤون الداخلية الإيرانية وتم التنديد بهذه الممارسات التدخلية بشدة".

من جانبها قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الثلاثاء أن خمسة فرنسيين معتقلون حاليا في إيران، في تصريحات تشير إلى أن أحد الأجانب التسعة الذين تعتقلهم إيران لصلتهم بالتظاهرات، فرنسي.

غيُر كلمة السر

هل تريد حقاً حذف ملف المستخدم الشخصي الخاص بك؟

لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو

اكتشف تقاريرنا الأكثر طرافة كل أسبوع!

اشترك الآن واحصل مجانًا على أفضل مقالاتنا في صندوق بريدك الإلكتروني الخاص.

توفر سياسة خصوصيّة البيانات المعتمدة من طرف هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (SRG – SSR) معلومات إضافية وشاملة حول كيفية معالجة البيانات.