يضع رئيس الوزراء اليوناني المنتخب اليساري الكسيس تسيبراس الثلاثاء اللمسات الاخيرة على تشكيلته الحكومية الجديدة التي لن تكون مختلفة كثيرا عن الحكومة السابقة للبدء فورا بتنفيذ خطة النهوض الاقتصادي وادارة ازمة اللاجئين.

وبعد تنصيبه مساء الاثنين غداة الفوز الانتخابي الذي اعاده الى سدة الحكم، "سيعلن تسيبراس صباح الاربعاء على الارجح تشكيلة حكومته" حسب ما اعلن المتحدث باسم الحكومة رودولفوس مورونيس لوكالة فرانس برس.

وبحسب وزير الداخلية السابق نيكوس فوتسيس الذي كان يتحدث مساء الاثنين على قناة ميغا ان تشكيلة الحكومة قد تعرف اعتبارا من مساء الثلاثاء. في جميع الاحوال يفترض ان تؤدي الحكومة الجديدة، التي لا يتوقع ان يتغير الوزراء الذين يتولون الحقائب الرئيسية فيها مثل وزير المالية، اليمين الدستورية صباح الاربعاء كما قال تسيبراس.

وهذا يدل على ان خياراته لتشكيل الحكومة الجديدة بسرعة تركز اساسا على الاستمرارية والفعالية والتعاون مع الشركاء الاوروبيين كما افاد احد المقربين منه.

والرهان يكمن في تطبيق في اسرع وقت اجراءات التقشف الصارمة التي فرضها الدائنون لاثينا (الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي) لتسريع النهوض وترسيخ مصداقيته في الخارج قبل بدء مفاوضات حول خفض الديون.

وفي موازاة ذلك على تسيبراس تقديم ضمانات لناخبيه بانه عازم على مكافحة الفساد والمحسوبيات التي تؤثر على الاقتصاد والمؤسسات ووضع آلية لمعالجة فعالة وانسانية لتدفق اللاجئين والمهاجرين الذين جعلوا من اليونان البوابة الاولى لدخول الاتحاد الاوروبي.

وترى الصحافة ان ابقاء اوكليد تساكالوتوس الذي يحظى باحترام نظرائه في منطقة اليورو بعد اسابيع من المفاوضات لخطة الانقاذ المالي الجديدة، وزيرا للمالية امر محسوم.

وستسند الى جورج هولياراكيس الذي يحظى ايضا بثقة كبيرة وسيضمن لاثينا حصولها على قرض جديد بقيمة 86 مليار يورو مقابل اصلاحات وتدابير اقتصادية، حقيبة وزارية تخوله الاشراف على تطبيق الخطة. ويحتفظ جورج ستاثاكيس بحقيبة الاقتصاد.

ويحتفظ بانوس كامينوس حليف تسيبراس اليميني، بحقيبة الدفاع بعد اعادة تشكيل التحالف بين حزبه انيل (10 نواب) وسيريزا (يسار متشدد) ما يمنح الحكومة الجديدة غالبية من 155 صوتا من اصوات البرلمان ال300.

ولرئاسة البرلمان الذي سيصوت اعتبارا من تشرين الاول/اكتوبر على اكثر من 15 اصلاحا مهما بينها اقتطاعات جديدة في رواتب التقاعد وتشديد النظام الضريبي، يتم التداول بعدة اسماء مثل نيكوس فوتسيس او يانيس دراغاساكيس الرجل الثاني في حكومة تسيبراس الاولى.

كما قد يتم التجديد لوزير الهجرة يانيس موزالاس بعد ان استعاد السيطرة بفعالية على تدفق المهاجرين واللاجئين باعداد كبيرة.

وفور الانتهاء من تشكيل الحكومة سيتوجه تسيبراس الاربعاء الى بروكسل للمشاركة في القمة الاوروبية الطارئة حول ازمة الهجرة مشيرا الى انه يتوقع تضامنا اوروبيا اكبر في هذا الملف.

وهذا اللقاء الذي وصفه ب"الحاسم" في هذا الملف، يكتسي اهمية ايضا لانه سيستأنف خلاله الحوار مع شركائه الاوروبيين.

وكان تسيبراس، الزعيم الاول والوحيد من اليسار المتشدد في الاتحاد الاوروبي، فاجأ الشركاء الاوروبيين باعلانه تنظيم انتخابات جديدة بعد ثمانية اشهر على وصوله الى سدة الحكم لاستعادة القاعدة السياسية التي خسرها بقبوله تمديد وصاية الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي التي قطع وعودا برفضها.

وفي سن ال41 فاز تسيبراس برهانه الاحد بتحقيق فوز في الانتخابات وحصوله على 35,46% من الاصوات مقابل 28,10% للمعارضة اليمينية.

وبحسب مكتبه الاعلامي سيعقد تسيبراس في بروكسل "لقاءات موسعة" مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ورئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر الذي ذكره لدى تهنئته الاثنين على فوزه ان "الوقت ضيق لان لديه الكثير من العمل ليقوم به".