بومبيو يؤكد "الشراكة الاستراتيجية" مع الرياض والتزامها محاسبة قتلة خاشقجي
اختتم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو جولته في الشرق الاوسط الاثنين مؤكدا "الشراكة الاستراتيجية" مع الرياض، وفي الوقت نفسه التزام المسؤولين السعوديين محاسبة قتلة الصحافي جمال خاشقجي.
قال بومبيو للصحافيين بعد زيارته الرياض إن "ولي العهد، والملك سلمان الذي تحدثت معه بهذا الشأن، يقران بضرورة المحاسبة وقد أشارا الى العملية الجارية وكررا التزامهما" في هذه المسألة.
وبحسب بومبيو فإن "توقعاتنا واضحة للغاية (...) التزام مستمر بمواصلة ملاحقة كل هؤلاء المرتبطين" بمقتل الصحافي السعودي. وأضاف أن السعوديين لم يتخلوا عن هذا الهدف "منذ المرة الأولى التي أجرينا فيها محادثات" بهذا الشأن.
واضاف أن "السعوديين أصدقاء وبين الاصدقاء نقول ما نتوقعه من بعضنا البعض. لذا، فنحن نبلغهم المسائل التي نعتقد أن المملكة لا تقرر حيالها ما نرغب ان تفعله".
لكنه استدرك قائلا ان "علاقات الولايات المتحدة هي مع المملكة العربية السعودية، إنها شريكتنا التي نتقاسم معها مصالح استراتيجية".
وزار بومبيو السعودية في إطار جولة في الشرق الأوسط كان يفترض أن تشمل دولا خليجية أخرى، وكانت محطته الاخيرة سلطنة عمان التي غادرها مساء الاثنين عائدا الى بلاده.
لكنه اضطر إلى اختصار الجولة وعدم التوجه إلى الكويت كما كان مقررا لاضطراره لحضور جنازة عائلية في بلده، كما أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية.
وأعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية روبرت بالادينو أن "الوزير بومبيو سيعود إلى الولايات المتحدة بعد اجتماعاته في مسقط" مؤكدا أنه "يتطلع لزيارة الكويت لإجراء حوار استراتيجي بين الولايات المتحدة والكويت في وقت مناسب في المستقبل القريب".
وهي الزيارة الثانية للمسؤول الأميركي إلى السعوديّة منذ مقتل خاشقجي داخل القنصليّة السعوديّة في اسطنبول أوائل تشرين الأوّل/أكتوبر 2018.
والتقى الوزير الأميركي صباح الإثنين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، ثم التقى ولي العهد.
واستمر اللقاء مع الأمير محمد لمدة 45 دقيقة. وبدا الوزير الأميركي أكثر تحفظا خلال لقائه الأمير السعودي الشاب.
وفي زيارته السابقة، بعد اختفاء خاشقجي في تشرين الأول/أكتوبر، بدا بومبيو والأمير محمّد مبتسمَين خلال لقائهما، ما أثار غضب قسم من الطبقة السياسية الأميركية.
وبدأت محاكمة 11 موقوفاً في القضيّة في السعودية في 3 كانون الثاني/يناير. وطالب النائب العام بحكم الإعدام بحقّ خمسة منهم لم يكشف هوّياتهم. من جهتها، فرضت واشنطن عقوبات على 17 مسؤولاً سعوديًا على خلفيّة القضية.
بعد أكثر من ثلاثة أشهر على مقتله، لم يُعثر بعد على جثمان خاشقجي، ولا تزال تساؤلات تحيط بهوّية من أمر بالعمليّة التي نفّذها فريق من 15 مسؤولاً سعوديًا.
وبعد ممارسة ضغوط عليها، اعترفت السلطات السعوديّة بأنّ الصحافي فارق الحياة نتيجة جرعة زائدة من المخدّر قبل أن يتم تقطيع جثّته في القنصلية، لكنها نفت في المقابل أيّ علاقة لولي العهد القويّ بمقتل خاشقجي.
وأثّر مقتل خاشقجي على العلاقات بين الرياض وواشنطن، في وقت تسعى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تشكيل "ائتلاف" ضد إيران في المنطقة.
ودافع الرئيس الأميركي بشدّة عن العلاقات مع السعودية، بعدما حمّل مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه أنصار ترامب الجمهوريون، وليّ العهد السعودي مسؤولية قتل خاشقجي.
وأوضح بومبيو أنه طرح أيضا في الرياض قضايا حقوق الإنسان والناشطات المعتقلات لدى السلطات السعودية.
دعوة إلى الوحدة الخليجيّة-
في الدوحة حيث التقى الأمير تميم بن حمد آل ثاني، سعى بومبيو إلى دفع المصالحة الخليجيّة قدماً بين قطر والسعوديّة وحلفائها.
وتُحاول الولايات المتحدة منذ عام ونصف عام من دون جدوى، إقناع السعودية وقطر بتجاوز الأزمة بينهما، بهدف التركيز على الهدف الأهم لواشنطن في المنطقة وهو التصدّي للنفوذ الإيراني.
وقال الوزير الأميركي في مؤتمر صحافي مع نظيره القطري الشيخ محمد عبد الرحمن آل ثاني في الدوحة إنّه ركز "على أهمّية الوحدة بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي. الرئيس ترامب وأنا نعتقد أنّ الخلاف دام وقتًٍا طويلاً جداً".
وأضاف "نحن جميعا أقوى عندما نعمل سوياً، حين نواجه تحدّيات مشتركة في المنطقة وحول العالم"، بدءاً بإيران.
وتتّهم الدول الأربع الدوحة بالتقرّب من إيران و"دعم الإرهاب"، وهو ما تنفيه بشدّة قطر التي سعت منذ ذلك الحين إلى تأكيد مشاركتها الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب.
وبالنسبة إلى واشنطن، فإنّ إنهاء هذه الأزمة أمر حيوي لنجاح خطتها تشكيل تحالف استراتيجي في الشرق الأوسط لمواجهة إيران، يضم إضافة إلى دول الخليج مصر والأردن.
وتتعرض الإدارة الأميركية لضغوط من قبل الكونغرس الذي يطالب بوقف الدعم اللوجيستي الأميركي للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.
واتهم بومبيو الإثنين المتمردين الحوثيين اليمن المدعومين من إيران بعدم احترام بنود اتفاق السويد الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي برعاية الامم المتحدة حول هدنة في ميناء الحديدة الاسترايتجي.
وقد زار الوزير الأميركي خلال جولته في المنطقة الأردن والعراق ومصر.