بوكو حرام تتبنى هجومين انتحاريين في تشاد ونيجيريا
تبنت جماعة بوكو حرام الاسلامية المتطرفة هجومين انتحاريين وقعا السبت، الاول استهدف السوق المركزي في نجامينا عاصمة تشاد والثاني وقع في مايدوغوري بنيجيريا.
وذكر موقع سايت الذي يراقب المواقع الاسلامية، مقره في الولايات المتحدة، ان التبني الذي صدر عبر تويتر يحمل توقيع "الدولة الاسلامية، ولاية غرب افريقيا" وهو الاسم الذي اعتمدته بوكو حرام منذ ان اعلنت ولاءها لتنظيم الدولة الاسلامية في اذار/مارس الماضي.
وكتب سايت على تويتر ان "ولاية غرب افريقيا (الاسم السابق لبوكو حرام) تبنت الهجمات الانتحارية اليوم (السبت) في تشاد ونيجيريا".
وارفقت جماعة بوكو حرام تبنيها بصور الانتحاريين وقالت انهما "ضربا اوكار الكفار في غرب افريقيا".
وتشير الحصيلة الموقتة لاعتداء نجامينا الى سقوط 15 قتيلا و80 جريحا بينهم اربعة في حال الخطر.
وقال المتحدث باسم الشرطة التشادية بول مانغا لوكالة فرانس برس ان تسع نساء من التجار وستة رجال بينهم شرطي تشادي، قتلوا في الهجوم. كما قتل المهاجم.
وفي وقت سابق اكد مصدر في الشرطة "ما من شك انها بوكو حرام" قبل ان تتبنى هذه الجماعة الاسلامية الهجوم.
وكانت الجماعة تبنت هجوما مزدوجا اوقع 38 قتيلا في منتصف حزيران/يونيو في نجامينا، وكان الاول من نوعه.
وروى المتحدث باسم الشرطة ان رجلا متنكرا بزي امرأة ويغطي وجهه ببرقع "اراد التسلل الى السوق (...) فاعترضه رجال الدرك وطلبوا منه كشف وجهه (...) وفي تلك اللحظة قام بتفجير حزامه الناسف".
وعثر على رأس الانتحاري بالقرب من موقع الهجوم، وشاهده صحافيون في المكان.
وفي اطار الاجراءات الامنية في اعقاب الهجوم المزدوج في حزيران/يونيو، حظرت السلطات التشادية تماما ارتداء النقاب، في هذا البلد الذي يشكل فيه المسلمون غالبية. وردت على الهجوم بقصف مواقع لبوكو حرام في نيجيريا مرات عدة.
وعلى مقربة من موقع الهجوم، تناثرت اشلاء بشرية وسط بركة من الدماء.
وبعد الهجوم مباشرة، ووسط حالة من الذعر فر اصحاب المتاجر والمارة من السوق تاركين وراءهم بضاعتهم.
وقال احد المسؤولين في الشرطة ان "الجميع مصدوم جدا"، وخصوصا "اننا في شهر رمضان المبارك".
وعمدت قوات الامن التشادية الى اغلاق منطقة السوق المركزية الواقعة في قلب العاصمة. وبحسب مصادر امنية فان رئيس الوزراء كالزوبي باهيمي دوبي عقد جلسة طارئة.
وفي بيان، ندد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس "باشد العبارات بالهجوم المشين"، مضيفا ان "الارهاب" الذي يضرب ايضا "بلدان حوض بحيرة تشاد ينبغي التصدي له بعزم".
ويعد الرئيس التشادي ادريس ديبي حليفا رئيسيا لباريس في محاربتها الجماعات الجهادية في منطقة الساحل الافريقي جنوب اصحراء الكبرى، وقد اقام الجيش الفرنسي في نجامينا مقر قيادته في عملية برخان ضد هذه الجماعات.
واضاف الوزير الفرنسي "ان الارهاب" الذي يضرب ايضا "بلدان حوض بحيرة تشاد يجب محاربته بحزم".
والجيش التشادي يقف في الخط الامامي في العملية العسكرية الاقليمية ضد متمردي جماعة بوكو حرام الذين كثفوا الهجمات الانتحارية في الاسابيع الاخيرة في شمال شرق نيجيريا.
ومساء الجمعة، قتل احد عشر شخصاً عندما اجتاح اسلاميون قرية نائية في ولاية بورنو تم احرام نصفها.
وصباح السبت، استهدف انتحاريان محطة مكتظة للحافلات في مايدوغوري ما اسفر عن مقتل شخصين.
وهذه الهجمات تظهر القدرة التدميرية للجماعة الاسلامية النيجيرية، رغم النجاحات العسكرية التي حققتها في الاشهر الاخيرة العملية الاقليمية المشتركة التي تشارك فيها نيجيريا والدول المجاورة لها تشاد والنيجر والكاميرون.
ووضع الرئيس النيجيري محمد بخاري، الذي تسلم الحكم في البلاد منذ 29 ايار/مايو، في رأس سلم اولوياته محاربة بوكو حرام التي كثفت هجماتها ما اسفر عن سقوط حوالى 580 قتيلا في نيجيريا بحسب حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس.
وقال المحلل راين كومينغر لوكالة فرانس برس "الاحتمال ضئيل جدا بان تنتهي المعركة ضد بوكو حرام بسرعة".
واضاف "لا يزال ينظر الى بوكو حرام على انها مشكلة نيجيرية، ولكن الادلة تشير الى ان التهديد اخذ بعدا اقليميا، وبالتالي يحتاج الى حل اقليمي".
وقد اوقع التمرد وقمعه 15 الف قتيل على الاقل منذ 2009 اضافة الى اكثر من 1,5 مليون نازح.