بوتين ومودي يوسعان شراكتهما الاقتصادية من دون التطرق الى انظمة الدفاع الجوي
اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهدي ناريندرا مودي الخميس في موسكو الدعم المتبادل على الساحة الدولية وتعزيز شراكتهما الاقتصادية، لكنهما لم يتطرقا الى موضوع شراء الهند لانظمة الدفاع الجوي الروسية المتطورة.
وبعد عام من استقباله بوتين في الهند وتاكيد دعمه اياه اقتصاديا ودبلوماسيا في ذروة الازمة الاوكرانية، وصف مودي مباحثاته مع الرئيس الروسي بانها "رائعة" و"منتجة جدا".
وقال في ختام زيارة استمرت يومين "حين انظر الى المستقبل، ارى روسيا شريكا مهما من اجل التحول الاقتصادي للهند ومن اجل عالم متوازن ومستقر ومتعدد القطب".
واكد ان هذه المباحثات اعطت "اتجاها جديدا" و"دفعا اضافيا" للشراكة الاستراتيجية المميزة بين البلدين اللذين يعتبران حليفين قريبين منذ الخمسينات ويتعاونان في اطار مجموعة بريكس التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا والعديد من المنظمات الاقليمية.
وفي وقت يرتسم تقارب بين روسيا والغربيين على صعيد التصدي لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، اعلن بوتين ان موسكو ونيودلهي "مقتنعتان بان تشكيل تحالف واسع (ضد الارهاب) يصب في مصلحة المجتمع الدولي".
واقتصاديا، يسعى الرئيسان الى تعزيز التبادل التجاري الذي تراجع في الاشهر الاخيرة، الامر الذي عزاه بوتين الى تراجع سعر النفط والظروف العالمية.
واوضح الرئيس الروسي ان البلدين توافقا على استثمارات مشتركة بقيمة مليار دولار، علما بان المهم مواصلة المشاريع الحالية قبل كشف اخرى جديدة.
ونوويا، اعلنت الهند العام الفائت انها تنوي بناء عشرة مفاعلات جديدة على اراضيها بالتعاون مع روسيا.
وفي وقت اتخذ قرار في شان اربعة من هذه المفاعلات، علما بان احدها بدأ يعمل فعليا، اعلن بوتين انه تم اختيار موقع ثان سيستقبل محطة روسية الصنع.
- لا اعلان حول منظومة اس-400 -
وفي مجال النفط، قال الرئيس الروسي ان مجموعة روسنيفت تعتزم تسليم الهند مليون طن من النفط سنويا على مدى عشرة اعوام.
الى ذلك، عززت المجموعة الروسية علاقاتها بالمجموعة الهندية "او ان جي سي" التي قد تزيد مساهمتها في حقل فانكور العملاق في الشمال. ووقعت ايضا مع مجموعة "اويل اينديا" مذكرة تفاهم حول مشاريع مشتركة.
وصرح مودي "انتظر زيارة الرئيس بوتين مرتين للهند: في القمة المقبل لمجموعة بريكس وفي القمة (الثنائية) السنوية".
عسكريا، شدد الرئيس الروسي على "التعاون التكنولوجي الوثيق" بين البلدين.
وروسيا هي المزود الاول تاريخيا بالمعدات العسكرية للهند، المستورد الاول عالميا للاسلحة التقليدية. وتسعى الهند الى تطوير قدراتها الخاصة لانتاج الاسلحة.
لكن الرئيسين لم يدليا باي معلومات امام الصحافيين عن عقد استراتيجي وشيك يتصل ببيع انظمة الدفاع الجوي الروسية المتطورة اس-400. وفي حال تمت عملية البيع، ستصبح الهند ثاني بلد اجنبي مزود بهذه الصواريخ بعد الصين.
وكانت مجموعة "ريلاينس" الهندية الحاضرة خصوصا في قطاع الصناعة العسكرية نقلت في بيان ان وزارة الدفاع الهندية وافقت نظريا على الحصول على الانظمة الروسية للدفاع الجوي "ما يؤدي الى فرص تجارية بقيمة نحو ستة مليارات دولار".
لكن الخبير العسكري ديبانكار بانيرجي قال ان "العقد النهائي لن يوقع خلال زيارة رئيس الوزراء الهندي لروسيا".
واضاف انه "سيتطلب مزيدا من المفاوضات لتحديد الكمية التي يجب شراؤها والانتاج ونقل التكنولوجيا والتصاريح وحتى العدد الذي سيتم انتاجه في الهند".
وقال بانيرجي ان "البلاد معرضة في مواجهة باكستان والصين على صعيد هجمات الصواريخ وعمليات القصف الجوي. صواريخ اس-400 معدات مغرية جدا للهند مع انها باهظة الثمن".