بكين وباريس مع تبني اتفاق "ملزم قانونيا" وآلية متابعة" في مؤتمر المناخ
اتفقت الصين وفرنسا الاثنين في بكين على "التوصل الى اتفاق طموح وملزم قانونيا" في مؤتمر باريس المرتقب حول المناخ، مرفقا بآليات متابعة للتعهدات المنتظرة من الدول كل خمس سنوات.
واعلن الاتفاق في بيان مشترك للرئيس الصيني شي جينبينغ والفرنسي فرنسوا هولاند اللذين اجتمعا في قصر الشعب في بكين في اليوم الاول للزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس الفرنسي بهدف اقناع نظيره الصيني.
واعتبر هولاند ان هذا الموقف من جانب بلد اسهم الى حد كبير في فشل مؤتمر كوبنهاغن في 2009 يسجل "خطوة هامة" نحو التوصل الى اتفاق في مؤتمر الامم المتحدة حول التغير المناخي المرتقب عقده في باريس من 30 تشرين الثاني/نوفمبر الى 11 كانون الاول/ديسمبر.
وقال الرئيس الفرنسي "بهذا الاعلان وضعنا الشروط التي تسمح لنا بتوقع نجاح، وانا في وضع يسمح لي بالاعتقاد بان اتفاقا بات ممكنا".
وكانت الامم المتحدة رحبت الجمعة بالجهد العالمي "غير المسبوق" والمدعو الى وضع سياسات في السنوات المقبلة للحد من ارتفاع حرارة الكوكب بدرجتين مئويتين، وهي عتبة يتخوف الخبراء ان يؤدي ارتفاعها اكثر الى كوارث في المنظومة المناخية.
واوضح بيان الرئيسين اللذين عبرا عن "تصميمهما للعمل سويا" من اجل انجاح المؤتمر، ان آليات المتابعة الضرورية بنظر باريس وتعهدات الدول ستخضع "لمراجعة كاملة كل خمس سنوات حول التقدم المنجز".
وقبل شهر من افتتاح مؤتمر الامم المتحدة حول التغير المناخي الذي سيضم نحو 195 دولة، شددت بكين وباريس على استراتيجيات وطنية وان يكون الاتفاق الشامل الصعب المنتظر "ملزما قانونيا" و"يعكس مبدأ المسؤوليات المشتركة والمتميزة في آن".
وافاد مصدر دبلوماسي فرنسي ان هذا التعبير لا يشمل عقوبات دولية لكن "في حال لم تف دولة ما بواجباتها فان الضغط السياسي سيكون شديدا للغاية".
- ثورة صينية بشأن المناخ -
وقال الرئيس الصيني الذي تعتبر بلاده الملوث الاول للكوكب، ان هذا البيان المشترك الذي يتضمن 21 نقطة يدل على "الالتزام المشترك بانجاح مؤتمر باريس".
واكد شي جينبينغ "اننا متفائلون بنجاح هذا المؤتمر" مؤكدا ان بلاده "تواصل جهودها" لمكافحة الاحتباس الحراري. مضيفا "سنواصل العمل مع فرنسا من اجل ضمان نجاح" مؤتمر باريس.
وعلق مصدر دبلوماسي فرنسي "يمكن التحدث بالفعل عن تطور (موقف) الصين. ان الصينيين يبدون حسن نية لانهم ادركوا مصلحتهم بما فيها الاقتصادية (حول تطوير النمو الاخضر). حصل وعي ولاسيما ان كل فرد في بكين يتنشق كل يوم ما يوازي 40 سيجارة".
وتصدر الصين نحو 25% من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية ما يجعلها عنصرا هاما فاعلا في المفاوضات، علما بان اجتماع العمل الاخير الذي عقد في بون اجج التباين التقليدي بين الدول المتطورة والنامية.
وشدد البيان المشترك الصيني الفرنسي على وجوب استمرار البلدان المتطورة في "اتخاذ مبادرات من خلال تبني اهداف طموحة بالارقام".
كما يتوجب على البلدان النامية بحسب البيان "التوجه تدريجيا نحو اهداف مرقمة لخفض والحد من الانبعاثات (السامة)" وذلك "تبعا لاوضاعها الوطنية".
واكدت بكين وباريس "اهمية ضريبة الكربون" التي يمكن ان "تكون باشكال مختلفة"، وضرورة اقامة "نظام شفافية بغية تعزيز الثقة المتبادلة".
وقد وصل الرئيس فرنسوا هولاند الاثنين الى الصين آملا بالتوصل مع نظيره الصيني شي جينبينغ الى اعلان مشترك قوي كان تحضيره يصطدم خصوصا بالطابع الالزامي للاتفاقات المرتقبة في باريس وآليات المتابعة.
وبصفتها رئيسة "مجموعة ال77" (التي تضم البلدان النامية) يمكن لبكين ان تمارس ضغوطا هائلة على شركائها في المؤتمر وخصوصا على الهند التي تعد رابع ملوث للغازات ذات مفعول الدفيئة في العالم.
الى ذلك تم الاثنين توقيع سلسلة اتفاقات تعاون بين البلدين.