Navigation

انتهاك الهدنة في اليمن بعيد دخولها حيز التنفيذ

مقاتل يمني يقوم بتوجيه قاذفة صواريخ مضادة للدروع خلال اشتباكات مع الحوثيين في تعز afp_tickers
هذا المحتوى تم نشره يوم 11 يوليو 2015 - 04:50 يوليو,
(وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب)

انتهكت الهدنة المفترض ان تسمح بنقل مساعدات انسانية الى الاف الاشخاص المعوزين في اليمن، مرارا السبت بعد بضع ساعات فقط من دخولها حيز التنفيذ، وبدا انها ولدت ميتة لعدم وجود ارادة التزامها لدى اطراف النزاع.

وقد دعا مجلس الامن الدولي الجمعة جميع اطراف النزاع الى احترام هذه الهدنة الانسانية التي اعلنتها المنظمة الاممية، والمفترض ان تستمر من الجمعة عند الساعة 23,59 بالتوقيت المحلي (20,59 ت غ) حتى نهاية شهر رمضان، اي في 17 تموز/يوليو.

لكن قيادة التحالف الذي تقوده الرياض قالت في بيان انها لم تتلق طلبا من الحكومة الشرعية في اليمن حول الهدنة.

وقال العميد الركن احمد العسيري لصحيفة الشرق الاوسط الصادرة في لندن "نحن في (اعادة) الامل غير معنيين بهذه الهدنة، لان ليس فيها التزام من قبل الميليشيات الحوثية".

وصباح السبت، شهدت البلاد مجددا معارك عنيفة وغارات جوية للتحالف العربي بقيادة السعودية على مواقع المتمردين الحوثيين.

واستهدفت طائرات التحالف العربي مواقع للحوثيين في مدينة تعز (وسط) حيث كانت مواجهات تدور بين هؤلاء المتمردين المدعومين من ايران والمقاتلين الموالين للرئيس اليمني في المنفى عبد ربه منصور هادي، على ما افاد شهود عيان. وقصف الحوثيون ايضا احياء عدة من تعز بحسب المصادر نفسها.

واتهمت وكالة الانباء اليمنية الرسمية التي تسيطر عليها الحكومة في المنفى الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح بارسال تعزيزات الى مدينة تعز قبل الهدنة.

وفي جنوب البلاد استهدف التحالف مواقع للمتمردين في عدن وفي محافظة لحج المجاورة بحسب شهود.

وتأتي هذه الغارات بعدما قصف المتمردون احياء عدة في عدن كما قال المتحدث باسم المقاتلين من انصار هادي، عبدالله الدياني.

الى ذلك، استهدفت الغارات الجوية مواقع المتمردين في محافظتي الضالع جنوبا ومأرب شرق صنعاء.

وقبيل بدء سريان الهدنة المعلنة، اعلن زعيم المتمردين في اليمن عبد الملك الحوثي في بيان بثته قناة "المسيرة" التابعة له "بالنسبة للهدنة ليس لدينا امل كبير بنجاحها". واكد ان "نجاح الهدنة مرتبط بالتزام النظام السعودي ورهن بتوقف العدوان كليا" في اشارة الى الحملة الجوية التي تشنها الرياض.

ورحب المتحدث باسم قوات صالح المتحالفة مع الحوثيين العميد شرف لقمان بالتهدئة، لكنه اكد ان قواته تمارس حق الدفاع عن النفس وسترد على اي انتهاك للهدنة من قبل الطرف الآخر.

وانطلاقا من معقلهم في صعدة في شمال البلاد تمكن الحوثيون من السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء في ايلول/سبتمبر ثم نزلوا نحو الجنوب ما دفع الرئيس هادي الى المنفى فلجأ الى السعودية، وشنت في 26 اذار/مارس حملة الغارات الجوية بقيادة الرياض.

وكانت الدول ال15 الاعضاء في مجلس الامن الدولي دعت الجمعة المتحاربين الى "تعليق عملياتهم العسكرية خلال الهدنة" و"التحلي بضبط النفس في حال اخترقت الهدنة حوادث معزولة وتجنب اي تصعيد".

كما ناشدتهم "تسهيل وصول مساعدة انسانية عاجلة الى كافة ارجاء اليمن".

وبحسب الامم المتحدة فان 80% من السكان --اي 21 مليون شخص-- يحتاجون للمساعدة او الحماية واكثر من 10 ملايين شخص لا يجدون الطعام ومياه الشرب بسبب النزاع الذي اوقع اكثر من 3200 قتيل نصفهم من المدنيين منذ اواخر اذار/مارس.

وبعد اسبوع من اعلان حالة الطوارىء الصحية القصوى في اليمن، اعتبر المتحدث باسم الامم المتحدة ستيفان دوجاريك ان "من الملح والعاجل ان تصل المساعدة الانسانية الى جميع الاشخاص المحتاجين (...) طيلة مدة الهدنة".

وقالت المتحدثة باسم برنامج الاغذية العالمي عبير عطيفة لوكالة فرانس برس ان هذه الهدنة هي "املنا الاخير" مؤكدة رسو سفينتين محملتين بالمواد الغذائية والوقود قبالة عدن.

ومع هذه الهدنة، يأمل برنامج الاغذية العالمي وشركاؤه في مساعدة اكثر من 237 الف شخص.

واضافت عطيفة ان البرنامج تمكن منذ اسبوع من تسليم تسعة الاف طن من المواد الغذائية الى مستودعه في اليمن والان باتت الهدنة ضرورية للتمكن من توزيع هذه المساعدات و"الوصول الى كافة مناطق اليمن".

من جهتها اعلنت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) انها تكثف عملياتها لتامين الغذاء واللقاح لانقاذ ملايين الاطفال وتحاول فرقها قدر المستطاع تخطي اوضاع خطيرة جدا.

ووكالات الاغاثة التابعة للامم المتحدة مستعدة لتوسيع نطاق عملياتها خلال الهدنة، رغم ان الاستجابة الى الاحتياجات التي تبلغ 1,6 مليار دولار كانت بطئية وضئيلة، اذ وصل 13 في المئة فقط من المبلغ حتى الآن.

وكانت هدنة سابقة في منتصف ايار/مايو لم تستمر سوى خمسة ايام لتتجدد المعارك بقوة بعد ذلك.

في موازاة ذلك قتل عشرة اعضاء يشتبه بانتمائهم الى تنظيم القاعدة، بينهم ثلاثة قادة محليين، في غارتين لطائرات اميركية من دون طيار في جنوب شرق اليمن بحسب مسؤول محلي.

وبحسب المسؤول، استهدفت الضربات سيارة وحاوية مليئة بالاسلحة مساء الجمعة في ميناء المكلا، كبرى مدن محافظة حضرموت التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة منذ اوائل نيسان/ابريل.

وقد استفاد التنظيم من ضعف السلطة المركزية في اليمن ومن طبيعة البلاد الجغرافية والقبلية اضافة الى الاحتجاجات ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح، لتوسيع انتشاره في البلاد.

غيُر كلمة السر

هل تريد حقاً حذف ملف المستخدم الشخصي الخاص بك؟

لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو

مقالاتنا الأكثر قراءة هذا الأسبوع

اشترك في نشرتنا الإخبارية المجانية للحصول بانتظام على أهم منشوراتنا حول مواضيع متنوعة مباشرة في صندوق بريدك

أسبوعيا

توفر سياسة خصوصيّة البيانات المعتمدة من طرف هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (SRG – SSR) معلومات إضافية وشاملة حول كيفية معالجة البيانات.