Navigation

انتخاب المعارض تشيسيكيدي رئيساً للكونغو الديموقراطية والنتائج تثير اعتراضات

أحد أنصار المرشح المعارض فيليكس تشيسيكيدي للانتخابات الرئاسية في الكونغو الديموقراطية أمام صورة له في كينشاسا في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2018 afp_tickers
هذا المحتوى تم نشره يوم 10 يناير 2019 - 10:23 يوليو,
(وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب)

بدت جمهورية الكونغو الديموقراطية الخميس تسير على طريق تناوب تاريخي على السلطة إثر الإعلان عن فوز المعارض فيليكس تشيسيكيدي في الانتخابات الرئاسية، في نتيجة لقيت اعتراضات، ولا سيما من قبل الكنيسة وقسم من المعارضة، وووجهت باحتجاجات دمويّة في الشارع.

وفي أول انتقال ديموقراطي للسلطة منذ استقلال البلاد في 1960، أعلنت اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلّة فوز فيليكس تشيسكيدي (55 عاماً) في الانتخابات الرئاسية بحصوله على 38،57٪ من الأصوات، متقدّماً على القيادي الآخر في المعارضة المنقسمة على نفسها مارتن فايولو (34،8 ٪) وفقاً للنتائج المؤقتة.

وبعد انتظار طويل في الساعات الأولى من الفجر، استقبلت حشود من الشباب بفرح الخبر السارّ في شوارع العاصمة كينشاشا وغوما (الشرق)، مردّدين "الحمد لله"، وأقيمت حفلات تخلّلتها أغان وانطلقت أبواق السيارات.

لكنّ المؤيّدين لفايولو عبّروا عن غضبهم الذي انفجر في بعض المناطق أعمال عنف، ولا سيّما في كيكويت (غرب) حيث قتل ضابطا شرطة ومدنيان خلال مواجهات بين الشرطة ومحتجين.

وهتف أنصار فايولو في كيسانغاني (شمال شرق) حيث استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والطلقات التحذيرية لتفريق المحتجّين "سرقوا منا الانتصار".

وكان فايولو سارع إلى رفض النتائج معتبراً ما جرى "انقلاباً انتخابياً حقيقياً". وأكّد لإذاعة فرنسا الدولية أنّ "هذه النتائج لا علاقة لها بحقيقة صناديق الاقتراع".

- فرح وعنف -

أما الكنيسة الكاثوليكية التي تتمتع بنفوذ كبير في البلاد والتي نشرت 40 ألف مراقب يوم الانتخابات فدعت من جهتها اللجنة الانتخابية الى ألا تخون "حقيقة صناديق الاقتراع".

وقال المتحدث باسم الاسقفية الاب دونانتيان نشولي، إن هذه النتائج "كما نشرتها اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة، لا تتناسب مع المعطيات التي جمعتها بعثة المراقبة التابعة لنا".

إلا أنّ اللافت للانتباه هو أنّ الاساقفة لم يعلنوا اسم الشخص الذي يعتقدون انه قد فاز، وأخذوا علماً بصورة رسمية بنشر نتائج "تفتح لأول مرة في تاريخ بلادنا الطريق الى التناوب في قمة الدولة".

خارجياً، أعلنت فرنسا عبر تصريحات أدلى بها وزير خارجيتها جان-إيف لودريان أنّ " "النتائج المعلنة (...) يبدو أنّها لا تتطابق مع النتائج" الحقيقية.

وأضاف أنّ "فايولو هو من حيث المبدأ الزعيم الفائز في هذه الانتخابات" التي جرت في 30 كانون الأول/ديسمبر، مشيراً إلى انه يستند الى ارقام بعثة المراقبة التابعة للكنيسة الكاثوليكية.

-"انقلاب انتخابي"-

وعلى الرغم من أنّ هذه النتيجة الرسميّة مؤقتة ويمكن الطعن بها أمام المحكمة الدستورية، إلاّ أنّها تعتبر مع ذلك تاريخية على أكثر من صعيد، فهذه أول مرة يفوز بها مرشح للمعارضة بالرئاسة في أكبر بلد في جنوب الصحراء الكبرى منذ انتخب جوزف كابيلا رئيساً في 2006 واعيد انتخابه في 2012.

كما أنّها أول مرة يوافق فيها رئيس جمهورية على التنحيّ احتراما للدستور وليس تحت قوة السلاح، ذلك أنّ الدستور منع كابيلا من الترشّح لولاية ثالثة.

لكن هذه الانتخابات التي أجريت بنظام الدورة الواحدة بعدما أرجئت ثلاث مرات منذ 2016، لا تمحو أيضا ذكرى اعادة انتخاب كابيلا في 2011 وما رافقها من اعمال عنف وتزوير.

ومنذ صباح الخميس، دعا الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش الى "الامتناع عن العنف" في بلد يشهد كثيرا من النزاعات الداخلية وشهد حربين اقليميتين. ودعا الاتحاد الاوروبي والاتحاد الافريقي وجنوب افريقيا الى الهدوء.

ويرث فليكس انطونيو تشيسيكيدي تشيلومبو، الملقب "فاتشي"، الطويل القامة والضخم، من اسم والده اتيان، الشخصية التاريخية للمعارضة في جمهورية الكونغو الديموقراطية، والذي توفي في الأول من شباط/فبراير 2017، ومن آلة الحرب التي خلفها، الاتحاد من اجل الديموقراطية والتقدم الاجتماعي، الذي تأسس في الثمانينيات ضد ديكتاتورية الماريشال مابوتو وفي اطاره تسلق الى القمة.

لكن الرئيس المنتخب أهدى كابيلا اولى كلماته، وقال "اليوم، يتعين علينا ألا نعتبره منافسا، بل شريكا في التناوب الديموقراطي في بلادنا".

وأضاف "انني سعيد اليوم من أجلكم أنتم الشعب الكونغولي. كان الجميع يعتقدون أن هذه العملية ستؤدي إلى المواجهات والعنف".

وستنشر المحكمة الدستورية النتائج النهائية التي يمكن الطعن بها في مهلة عشرة أيام. وقد طرح هذه الامكانية التحالف الحاكم حتى لو انه "أخذ علما" بالنتائج الموقتة.

وحل مرشح السلطة وزير الداخلية السابق إيمانويل رمزاني شاداري في المرتبة الثالثة بحصوله على 23,8 بالمئة من الأصوات. أما النتائج التي سجلها المرشحون ال18 الآخرون، فهزيلة جدا.

وحتى قبل الاعلان عن النتائج، تم الاعلان عن "لقاء" بين تشيسيكيدي وكابيلا "لإعداد الانتقال السلمي والمتحضر للسلطة". وعلى هذه المسألة ردّت الحكومة بالقول انها "لن ترفض اليد الممدودة لأن ثمة وقتا لكل شيء، هناك وقت للاعتراض والنقاش،وايضا وقت للتوحد".

واثار هذا الكلام غضب فريق فايولو. وفي كلمات مبطّنة، حذر مؤيّدوه من تبادل أدوار. وقالت لوكالة فرانس برس ايف بازايبا المتحدثة باسم ائتلاف لاموكا الذي تشكّل حول فايولو "لا يتعيّن على كابيلا ان يقول: اريد مثل هذا الشخص، لا اريد مثل هذا، هذا ليس مسكنه الخاص، ولا شأنا أسريا، انه شأن الدولة".

وقال مركز "إيكسافريقا" للبحوث انه إذا كان انتصار تشيسيكيدي "مفاجئاً للغاية"، فإنه يأخذ مع ذلك معنى في الاطار الحالي، حيث يستطيع الرئيس المنتهية ولايته ان يكون قادراً على "استخدام نفوذه على تشيسيكيدي الذي يتعيّن عليه ان يدين بانتخابه إلى سيطرة كابيلا على اللجنة الانتخابية".

ويتولى جوزيف كابيلا (47 عاماً) السلطة منذ اغتيال والده وسلفه في 16 كانون الثاني/يناير 2001، وسيبقى في منصبه "حتى يتم التنصيب الفعلي للرئيس المنتخب الجديد".

غيُر كلمة السر

هل تريد حقاً حذف ملف المستخدم الشخصي الخاص بك؟

لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو

اكتشف تقاريرنا الأكثر طرافة كل أسبوع!

اشترك الآن واحصل مجانًا على أفضل مقالاتنا في صندوق بريدك الإلكتروني الخاص.

توفر سياسة خصوصيّة البيانات المعتمدة من طرف هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (SRG – SSR) معلومات إضافية وشاملة حول كيفية معالجة البيانات.