القوات المصرية تقتل خطأ سياحا مكسيكيين خلال مطاردتها جهاديين
قتلت قوات الامن المصرية الاحد 12 شخصا بينهم سياح مكسيكيون، حين استهدفت بطريق الخطأ موكبهم اثناء مطاردتها جهاديين في منطقة الواحات البحرية بالصحراء الغربية.
وطالبت السلطات المكسيكية بتحقيق "سريع" و"معمق" في الحادث الذي وقع الاحد وقتل فيه مكسيكيان على الاقل.
واعلنت وزيرة الخارجية المكسيكية الاثنين ان القتلى قضوا ضحية ضربات جوية.
وقالت كلاوديا ماسيو خلال مؤتمر صحافي ان ناجين من هجوم الاحد الذي ادى الى مقتل 12 شخصا بينهم مكسيكيان على الاقل، اكدوا انهم توقفوا لتناول وجبة طعام في منطقة الواحات بالصحراء الغربية المصرية حين تعرضوا "لهجوم جوي بقنابل اطلقتها طائرة ومروحيات".
وقال رئيس المكسيك انريكي بينا نييتو ان 14 مكسيكيا كانوا ضمن القافلة السياحية.
وقالت واشنطن ان السفارة الاميركية في القاهرة على اتصال بالسلطات اثر معطيات صحافية اشارت الى "احتمال وجود مواطن اميركي" في القافلة.
ووقع الحادث حين كانت القافلة في طريقها من القاهرة الى الواحات البحرية التي تقع على بعد 350 كلم جنوب غرب العاصمة المصرية.
واكدت السلطات المصرية ان القافلة السياحية كانت في منطقة محظورة.
وصحراء مصر الغربية هي احد المواقع السياحية المرغوبة من هواة رحلات السفاري وفي الوقت نفسه احد معاقل مجموعات مسلحة اسلامية متطرفة بينها الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية الذي ينفذ بشكل متواصل هجمات دامية تستهدف قوات الامن والجيش في مصر.
وكانت السفارات الغربية نصحت منذ فترة طويلة السياح بعدم زيارة هذه المنطقة.
وكانت وزارة الداخلية المصرية اكدت فجر الاثنين انه "بتاريخ 13 الجاري واثناء قيام قوات مشتركة من الشرطة والقوات المسلحة بملاحقة بعض العناصر الارهابية بمنطقة الواحات بالصحراء الغربية تم التعامل بطريق الخطأ مع عدد أربع سيارات دفع رباعي تبين أنها خاصة بفوج سياحي مكسيكي الجنسية والذين تواجدوا بذات المنطقة المحظور التواجد فيها".
واضافت الوزارة ان "الواقعة اسفرت عن وفاة 12 شخصا وإصابة 10 أشخاص من المكسيكيين والمصريين تم نقلهم للمستشفيات للعلاج".
واشارت وسائل الاعلام المكسيكية الى ان احد قتلى الحادث هو جوزيه بيجارانو رانجل موسيقي يبلغ من العمر 40 عاما اصيبت امه ايضا بجروح.
واصيب ستة سياح مكسيكيين بجروح حالتهم مستقرة في مستشفى بالقاهرة، بحسب مكسيكو.
ولم توضح السلطات المصرية عدد السياح القتلى ولا نوع السلاح الذي اصاب سياراتهم.
غير ان وزير السياحة في الحكومة المستقيلة خالد رامي اكد ان سبعة مكسيكيين بين الجرحى.
وقال مسؤول رفيع المستوى في وزارة السياحة المصرية طلب عدم ذكر اسمه، ان السياح المكسيكيين كانوا يستقلون اربع سيارات دفع رباعي في طريقهم الى الواحات البحرية وتوغلوا في الصحراء الى الغرب من طريق القاهرة-الواحات موضحا ان كل المنطقة الواقعة غرب الطريق محظور التواجد فيها.
واوضح مسؤول في الشرطة ان عملية للقوات الخاصة تشمل تعزيزات جوية كانت تجري في ذلك الوقت على بعد 150 كيلومترا غرب الواحات البحرية.
واعلن الرئيس المكسيكي انريكي بينيا نييتو على موقع تويتر ان "مكسيكو تدين هذه الاحداث الموجهة ضد مواطنينا وطالبت الحكومة المصرية بتحقيق شامل في ما حصل".
وتمتد الصحراء الغربية من ضواحي القاهرة الى الحدود الليبية ومن المستحيل في الوقت الحاضر تحديد موقع الحادث بشكل دقيق.
وكان تنظيم "ولاية سيناء" الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية قال بعد الظهر في بيان ان مسلحيه "تصدوا" الاحد لعملية للجيش في الصحراء الغربية ، دون المزيد من التفاصيل.
وتشن المجموعات الجهادية وخصوصا "ولاية سيناء" بانتظام هجمات دامية على القوات المصرية وعلى الاخص في شمال سيناء وقد وصلت هذه العمليات الى قلب القاهرة.
وينفذ الجيش المصري منذ سنتين عمليات واسعة النطاق في شمال سيناء لصد هجمات الجهاديين. وضاعف الجهاديون هجماتهم ويقولون انهم يتحركون ردا على القمع الدامي الذي يستهدف انصار الرئيس الاسلامي السابق محمد مرسي منذ اطاحته في تموز/يوليو 2013.
وولاية سيناء الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية ظهر في 2011 باسم تنظيم انصار بيت المقدس قبل ان يغير اسمه في تشرين الثاني/نوفمبر 2013.
وغير تنظيم ولاية سيناء استراتيجيته مؤخرا وبدأ باستهداف غربيين ساعيا براي الخبراء لضرب السياحة التي تشكل ركيزة للاقتصاد المصري والتي تشهد تراجعا منذ 2011، وكذلك الاستثمارات الاجنبية.
وفي 11 تموز/يوليو الفائت، تبنى تنظيم الدولة الاسلامية هجوما بسيارة مفخخة استهدف القنصلية الايطالية في وسط القاهرة، واوقع قتيلا من المارة.
وفي 13 اب/اغسطس قام التنظيم بقطع راس كرواتي كان يعمل لحساب شركة فرنسية في مصر بعد خطفه في نهاية تموز/يوليو بالقرب من القاهرة. وكان اعدم قبل ذلك بسنة في اب/اغسطس 2014 موظفا اميركيا كان يعمل لدى شركة "اباتشي" النفطية عثر على جثته في الصحراء الغربية.