القضاء الفرنسي يرد الدعوى المرفوعة للتحقيق حول وفاة عرفات قتلا
نظرا "لغياب ادلة كافية" قرر القضاة الفرنسيون الثلاثة المكلفون التحقيق في وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات "قتلا"، الاربعاء رد الدعوى المرفوعة وهو قرار تنوي ارملته استئنافه.
واعتبر القضاة الثلاثة انه "بعد التحقيقات (...) لم يثبت ان ياسر عرفات قتل بمادة بولونيوم 210 وليس هناك ادلة كافية على وجود طرف اخر اراد قتل" الزعيم الفلسطيني كما اعلن النائب العام نانتير قرب باريس في بيان.
ولم توجه اي تهمة في اطار هذه القضية.
وهذا القرار لن يساهم في اغلاق الملف لان سهى عرفات ستستأنف الحكم كما صرح لوكالة فرانس برس محاميها فرنسيس شبينر ورينو سمردجيان.
وقال توفيق طيراوي رئيس لجنة التحقيق لدى السلطة الفلسطينية التي انشئت في 2009 "نواصل تحقيقاتنا لكشف قاتل عرفات حتى نعرف كيف قتل عرفات".
فهل توفي عرفات نتيجة مرض ام تم اغتياله؟ ولا يزال الغموض يلف اسباب وفاة عرفات في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2004 في مستشفى عسكري في ضاحية باريس بعد تدهور مفاجىء لحالته الصحية.
وبدا القضاة التحقيق في اب/اغسطس 2012 ضد مجهول بعد دعوى رفعتها ارملة عرفات اثر اكتشاف عينات من مادة بولونيوم 210 في اغراض شخصية لزوجها.
ولدى وفاة عرفات لم تكن هذه المادة المشعة السامة التي كانت سبب الوفاة البطيئة للعميل الروسي السابق الكسندر ليتفيننكو في لندن عام 2006.
وكان نبش قبر عرفات في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 واخذت حوالى ستين عينة من رفاته وزعت لتحليلها على ثلاثة فرق خبراء من سويسرا وفرنسا وروسيا.
والخبراء المكلفون هذه المهمة من القضاة استبعدوا مرتين فرضية التسمم باعتبار ان وجود غاز الرادون المشع الطبيعي في الاجواء الخارجية، يبرر اكتشاف كميات كبيرة من البولونيوم في مدفنه وعلى رفاته.
وفي حيثياتهم الاضافية استعان الفرنسيون مجددا بمعلومات تم جمعها من تحليل في 2004 اجراه قسم الحماية من الاشعة في الجيش الفرنسي على عينات بول اخذت من عرفات اثناء معالجته في المستشفى.
وكان الخبراء السويسريون الذين استعانت بهم ارملة عرفات اكدوا ان نتائجهم "تدعم فرضية تسمم عرفات بمادة البولونيوم".
وقال محامو ارملة عرفات "غياب التحقيقات يؤدي بالتأكيد الى الاستنتاج بانه ليس هناك ادلة كافية" منتقدين "تحقيقات منحازة" و"استنتاجات متسرعة لا تستند الا على قسم من الملف".
وتساءلوا "ما هي المصلحة وراء رفض كل طلباتنا باجراء تحقيق وعدم السماح بمواصلة التحقيقات؟".
وكان المحامون طلبوا "تحليلا جديدا من قبل فريق دولي" وان يتم الاستماع الى اطباء في مستشفى كلامار لتبرير الظهور "الغامض" لنتائج تحاليل عينة بول تستخدم لاتمام التحاليل الفرنسية الاضافية.
ووفقا للمحامين فان هذه العناصر لم تكن في الملف ويعتبر ذلك دافعا كافيا لالغاء التحاليل الاضافية. وطلب الالغاء الذي تقدموا به في تموز/يوليو لم يدرس بعد.
كما قال المحامون انهم يفكرون في رفع شكوى "لانتهاك سرية الدعوى" على احد القضاة جاك غازو الذي قال في كتاب خصصه صحافي فرنسي للملف "انه سيتم رد الدعوى".
ويتهم العديد من الفلسطينيين اسرائيل بتسميم عرفات لكنها تنفي ذلك على الدوام. لكن البعض يشتبه في ان يكون طرف فلسطيني مسؤولا عن الوفاة بسبب النزاع الداخلي على السلطة.