الغارات تعرقل تقدم المتمردين في اليمن والقاعدة تسيطر على المكلا
اسفرت الحملة العسكرية العربية التي بدات قبل تسعة ايام في اليمن بقيادة السعودية عن عرقلة تقدم المتمردين في هذا البلد الغارق في الفوضى حيث تمكنت القاعدة من فرض سيطرتها بشكل تام على المكلا، كبرى مدن حضرموت.
واستولت القاعدة على مقر المنطقة العسكرية الثانية في المكلا، وفرضت سيطرتها على مجمل المدينة باستثناء المطار وبعض المراكز العسكرية، بحسب مصدر عسكري وسكان.
وقال مصدر عسكري ان المقاتلين الذين دخلوا المدينة الواقعة في جنوب شرق اليمن الخميس "استولوا بعد الظهر على المقر دون اي مقاومة".
واضاف ان "قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء محسن ناصر مثنى والجنود انسحبوا من مقر القيادة باتجاه المواقع العسكرية المجاورة للمطار" وهي المناطق الحساسة الوحيدة التي لا تسيطر عليها القاعدة.
وقبل ذلك بقليل، سيطر المقاتلون من التنظيم المتطرف على المرفا من دون مقاومة تذكر بحسب المصدر.
واكد ان "المطار والمواقع العسكرية القريبة لم تخضع لسيطرة القاعدة".
وقال شهود ان انصار القاعدة شاركوا في تظاهرة سيارة رافعين راياتهم السوداء في شوارع المدينة البالغ عدد سكانها نحو 200 الف نسمة.
ونظرا لحالة الهلع والخوف، بدات عائلات باكملها مغادرة المكلا بحثا عن اماكن آمنة خارجها كما افاد شهود عيان.
بدوره، قال محافظ حضرموت عادل باحميد في بيان ان ما "يجري مشهد ضمن سيناريو يراد منه إسقاط هذه المحافظة وأهلها في براثن الفوضى والاقتتال".
واضاف "أظهرت الاحداث جليا حجم الخلل المتراكم في جاهزية عددٍ من أجهزتنا الامنية ووحداتنا العسكرية الرسمية ما حال دون قيامها بواجبها".
وندد المحافظ باعمال "السرقة والنهب وترويع الامنين" مشيرا الى "ترتيب عدد من الحراسات لبعض المرافق والمصالح العامة لمنع" ذلك.
من جهته، قال المحلل السياسي ناصر باقسوس "لقد تم تسليم مدينتنا لجماعة القاعدة من قبل قيادات عسكرية وامنية مسؤولة عنها، كما لوحظ غياب تام للسلطات المحلية".
وقد انتشر مئات المسلحين في وسط المكلا وغربها في وقت سابق واقاموا حواجز تفتيش.
وكان عناصر القاعدة وجهوا الخميس نداء عبر المساجد "للجهاد ضد الروافض والحوثيين" بينما كان المتمردون يحاولون السيطرة على عدن.
وبين الذين فروا اثناء اقتحام القاعدة للسجن المركزي في المكلا امس ابرز قادتها خالد باطرفي الموقوف منذ اكثر من اربعة اعوام.
يذكر ان باطرفي من ابرز قادة القاعدة في ابين الجنوبية التي سيطر عليها التنظيم لمدة عام بين 2011 و2012.
وفي عدن، ارغمت الغارات الليلية المكثفة للتحالف العربي المتمردين على الانسحاب من القصر الرئاسي الذي سيطروا عليه عصر الخميس اثر معارك اتسمت بالعنف.
وانسحب المتمردون باتجاه حي خور مكسر المجاور.
وبعد سيطرة المتمردين على القصر، وهو اخر رموز الدولة اليمنية الذي لم يكن خاضعا لهم، اندلعت اشتباكات مع "اللجان الشعبية" المؤيدة للرئيس عبد ربه منصور هادي.
وقالت مصادر عسكرية ان الاشتباكات استمرت بشكل متقطع في الاحياء المجاورة للقصر الرئاسي ومطار عدن الذي تعرض للقصف ليلا من سفن حربية تابعة للتحالف العربي.
وخلال الليل، استخدم التحالف المظلات لانزال اسلحة وذخائر بينها بنادق كلاشنيكوف واخرى قناصة ومعدات اتصالات في مرفا عدن، بحسب مصدر في المرفا.
واضاف ان التحالف ارسل موادا تموينية وادوية الى عدن عبر قوارب وليس بواسطة مظلات كما كان اعلن في وقت سابق.
من جهته، اكد المتحدث باسم التحالف العميد احمد عسيري في مؤتمره الصحافي اليومي في الرياض عملية الانزال بواسطة المظلات.
وقال ان "التحالف قام بعملية دعم لوجستي بجميع انواعه للجان الشعبية التي استطاعت تغيير الوضع".
واضاف "لقد دمرنا معدات عسكرية وصورايخ للحوثيين في جزيرة ميون" الواقعة في وسط مضيق باب المندب.
وتابع عسيري ان الحوثيين قصفوا منفذ الوديعة الحدودي مع السعودية.
وفي محافظة ابين المجاورة، قتل 11 متمردا في كمين للجان الشعبية الجمعة قرب لودر الخاضعة لسيطرة الميليشيات، وفقا لما قاله احد عناصر اللجان.
في غضون ذلك، ظهرت انقسامات في صفوف القوات المسلحة المؤيدة للحوثيين.
وقال ضابط لفرانس برس "تمرد جنود من اللواء 17 مشاة المنتشر قرب مضيق باب المندب ضد قائدهم العميد محمد الصباري الذي انضم الى الحوثيين الاسبوع الحالي" مشيرا الى اشتباكات بين الجنود.
على صعيد عمليات الاغاثة، أعلنت مسؤولة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري آموس الخميس ان حصيلة المعارك في اليمن بلغت في اسبوعين 519 قتيلا ونحو 1700 جريح.
واعربت عن "قلقها البالغ" على سلامة المدنيين العالقين في المعارك الدائرة في هذا البلد، داعية مختلف اطراف النزاع الى بذل قصارى جهدهم لحماية المواطنين العاديين.