الصين تشارك في مشروع نووي عملاق في اليوم الثاني لزيارة رئيسها بريطانيا
تعهدت الصين الاربعاء تمويل ثلث مشروع المحطة النووية الجديدة التي تبنيها شركة الكهرباء الفرنسية (ايه ديه اف) في المملكة المتحدة، في اليوم الثاني لزيارة الدولة التي يجريها الرئيس الصيني شي جينبينغ الى بريطانيا التي تتمحور حول الاقتصاد.
واشاد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في مؤتمر صحافي باتفاق "تاريخي" اعلن عنه في اليوم الثاني من زيارة لاربعة ايام للرئيس الصيني تتمحور حو الاقتصاد. وتخلل الزيارة توقيع عقود سخية، بلغت قيمتها الاجمالية بحسب كاميرون "حوالى 40 مليار جنيه" (50 مليار يورو) منها بين مجموعة النفط العملاقة بريتيش بتروليوم ومجمع رولز رويس الصناعي ومجموعة الرحلات البحرية كارنيفال وشركاء صينيين.
وستسمح الاتفاقات المبرمة بخلق 3900 وظيفة في المملكة المتحدة لتدشين "عصر ذهبي من العلاقات" بين البلدين.
وتعمل شركة كهرباء فرنسا على بناء مفاعلين من طراز المفاعل الاوروبي المضغوط في محطة هينكلي بوينت سي النووية جنوب غرب انكلترا في مشروع ضخم بقيمة 18 مليار جنيه (24,5 مليار يورو). وستساهم شركة الصين العامة للطاقة النووية الرسمية وحدها بستة مليارات جنيه (8,2 مليار يورو) في التزام غير مسبوق في مشروع بهذه الاهمية الاستراتيجية في الغرب.
وستوفر كهرباء فرنسا مبلغ 12 مليار جنيه المتبقي، على ان تزيد من عدد المساهمين لاحقا مع الحرص على الا تقل حصتها عن 50%. ويبقى على المجموعة الفرنسية الرسمية ان تتخذ قرارها النهائي بالاستثمار، المرحلة الاخيرة لبدء تنفيذ المشروع.
وصرح رئيس الفرع البريطاني لشركة كهرباء فرنسا فانسان دي ريفاز "باتت لدينا جميع الشروط مجتمعة، شرط الحصول على الاتفاق النهائي للاستثمار في الاسابيع المقبلة، كي يتقدم هذا المشروع سريعا".
ولا يتوقع تشغيل المفاعلين قبل 2025 اي بعد عامين عما كان مقررا قبل الان.
ويشكل هذا المشروع بالنسبة الى المملكة المتحدة اطلاق اعمال تجديد محطاتها النووية التي اقترب حلول اجال تشغيلها. كما ان بناء المفاعلين هو اول بناء لمحطة نووية في البلاد منذ 20 عاما ويتوقع ان يلبيا 7% من حاجاتها للكهرباء، ولو ان معارضي المحطة يعتبران كلفتها باهظة.
كما يشمل الاتفاق المعلن الاربعاء امكانية تطوير مفاعلين من الطراز نفسه في موقع سايزويل، في سافوك شرق انكلترا. وستتولى كهرباء فرنسا 80% من المشروع والشريك الصيني 20%.
وستساعد المجموعة الفرنسية الصينيين على استصدار التراخيص اللازمة لبناء مفاعل بتكنولوجياتهم الخاصة من طراز هوالونغ في برادويل في ايسيكس قرب الساحل الشرقي.
- سيارات الاجرة السوداء ومدن ملاه -
وبالرغم من التباطؤ الاقتصادي الذي تشهده الصين حاليا تكثف حكومة كاميرون مساعي التقرب منها في مشاريع تكنولوجية ومالية تتجاوز القطاعات التي استند اليها النمو الاقتصادي الصيني في السنوات الثلاث الاخيرة وهي الصناعات الثقيلة والنسيج والالكترونيات.
ونظمت بريطانيا استقبالا للرئيس الصيني تميز بحفاوة كبيرة تحيط تقليديا بزيارات الدولة، تخللته نزهة في العربة برفقة الملكة اليزابيث، بالرغم من اصوات انتقدت تفضيل المصالح الاقتصادية على الدفاع عن حقوق الانسان.
واختار البنك المركزي الصيني لندن التي تسعى الى تعزيز موقعها كعاصمة اوروبا المالية لاطلاق اول اصداراته من سندات الخزينة باليوان في الخارج. كما وسع بنك انكلترا (البنك المركزي) ونظيره الصيني اتفاقا يسهل التحويلات المالية التجارية بين البلدين.
كما خفضت الحكومة البريطانية بشكل كبير سعر تاشيرات السفر لعدة زيارات الممنوحة الى السياح الصينيين لتشجيعهم على التسوق من شوارع لندن او اكسفورد او باث.
كما اعلن عن اتفاق شراكة بين مرلين للترفيه البريطانية وتشاينا ميديا كابيتال لبناء مدينة ملاهي ليغولاند قرب شانغهاي.
كما اعلنت مجموعة غيلي الصينية التي تملك شركة لندن للتاكسي التي تصنع سيارات الاجرة السوداء اللندنية الشهيرة عن طراز جديد منها بلا انبعاثات ملوثة.
وصرح الوزير البريطاني لشؤون الشركات ساجد جافيد ان "الاتفاقات على غرار تلك المعلنة اليوم ستجيز لاقتصادنا الصمود ولشركاتنا التسلح لمواجهة المستقبل".