Navigation

الصين تستعرض قوتها العسكرية وتؤكد عدم سعيها للهيمنة

رؤساء: الصين شي جينبينغ (الثالث يمين) وروسيا فلاديمير بوتين وكوريا الجنوبية بارك غوين-هيي وكازخستان نورسلطان نزارباييف واوزبكستان اسلام كريموف والامين العام للامم المتحدة بان كي مون يتابعون العرض العسكري في بكين الخميس 3 ايلول/سبتمبر 2015 afp_tickers
هذا المحتوى تم نشره يوم 03 سبتمبر 2015 - 05:15 يوليو,
(وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب)

حيا الرئيس الصيني شي جينبينغ في افتتاح عرض عسكري ضخم استمر ساعتين تقريبا الخميس الانتصار الذي تحقق في 1945 على اليابان وسمح "بجعل الصين دولة كبرى مجددا"، مؤكدا في الوقت نفسه ان بلاده "لا تسعى للهيمنة".

وقال شي في ساحة تيان انمين ان "النصر الكامل في الحرب ضد اليابان جعل الصين مجددا دولة كبرى في العالم"، مؤكدا ان بلاده التي تمتلك اضخم جيش في العالم يبلغ عديده 2,3 مليون عسكري ستخفض عديد هذا الجيش بمقدار 300 الف رجل.

واكد شي في الذكرى السبعين لاستسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية ان "الصين لن تسعى من جديد ابدا الى الهيمنة كما انها لن تسعى الى التوسع ولن تتسبب ابدا لامم اخرى بآلام مأسوية".

ومن المنصة التي اعلن منها ماو تسي تونغ ولادة الصين الشعبية في الاول من تشرين الاول/اكتوبر 1949 على "باب السلام السماوي"، قال الرئيس الصيني "اعلن من هنا ان الصين ستخفض عديد عسكرييها بمقدار 300 الف" عسكري.

وبعد ذلك استقل شي سيارة ليموزين لاستعراض الوحدات المشاركة في العرض العسكري الضخم الذي تنظمه بكين احياء للذكرى السبعين ل"حرب الشعب الصيني لمقاومة العدوان الياباني، والحرب العالمية على الفاشية"، بحسب التسمية الصينية الرسمية للحرب العالمية الثانية.

وعبرت اليابان عن خيبة املها لغياب مؤشرات الى سعي للتقارب في خطاب الرئيس الصيني. وقال الناطق باسم الحكومة اليابانية يوشيهيدي سوغا ان "طوكيو طلبت من بكين ضمان الا يكون الحدث معاديا لليابان بل ان يتضمن عناصر تقارب بين الصين واليابان".

واضاف انه "من المخيب للآمال ان مثل هذه العناصر لم تتوفر في خطاب الرئيس شي جينبينغ اليوم".

والرئيس شي هو قائد الجيش بصفته رئيس اللجنة العسكرية المركزية للحزب الشيوعي الصيني الهيئة القيادية للجيش الشعبي للتحرير.

ويقدر عديد الجيش الصيني اليوم ب2,3 مليون جندي. وقد خفض عديده في الماضي خصوصا في عهد الرئيس جيانغ زيمين مقابل تحديثه وزيادة كبيرة في ميزانيته.

وبعد ذلك بدأ نحو 12 الف جندي و500 آلية العرض بينما حلقت حوالى مئتي طائرة ومروحية رمز سعود الصين على الساحة الدولية، فوق الساحة.

ولم تشهد هذه الاحتفالات التي بثها التلفزيون مباشرة اي مظاهر شعبية اذ انه تم انتقاء المدعوين بينما اعلن يوم عطلة في بكين التي فرضت فيها اجراءات امنية مشددة ومنعت فيها حركة السير في منطقة واسعة.

وقال المترجم جاو يوفينغ لوكالة فرانس برس "خاب املي. بالتأكيد اعتز بذلك لانني صيني لكن الناس كانوا ليشعروا انهم معنيون اكثر لو شاهدوا الجنود والدبابات".

ولم يلب قادة الدول الغربية الكبرى وخصوصا الرئيس الاميركي باراك اوباما والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل الدعوة لحضور العرض، وكذلك رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الذي بدأ مراجعة للسياسة السلمية لليابان تثير غضب بكين.

وبقيادة شي جينبينغ، تبتعد الصين عن سياسة التحفظ التي اتبعتها في عهد دينغ هسياو بينغ خليفة ماو تسي تونغ وتسعى الى تأكيد حضورها عبر تعزيز وتحديث قواتها المسلحة مع ان ذلك يثير خلافات مع جاراتها في بحري الصين الشرقي والجنوبي.

وقال خبير في جامعة يونسي الكورية الجنوبية في سيول جون دولوري لوكالة فرانس برس ان المشاركة المحدودة للقادة الاجانب سببها ان هذه الاحتفالات الصينية تشكل "حدثا نضاليا وقوميا جدا".

واضاف "في آسيا وبالتأكيد في الولايات المتحدة تسود كل اشكال القلق من تنامي +القوة القمعية+ في ازدهار الصين".

وبدا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ابرز زعيم اجنبي يحضر العرض وهو يتحدث الى الرئيس الصيني الذي حضر عرضا مماثلا في موسكو في ايار/مايو الماضي تغيب عنه كذلك زعماء كبرى الدول الغربية بسبب ضم موسكو لشبه جزيرة القرم الاوكرانية واتهامها بالضلوع في القتال في شرق اوكرانيا.

ويحضر العرض كذلك رئيسة كوريا الجنوبية بارك غوين-هي التي استعمرت اليابان بلادها، وجاكوب زوما رئيس جنوب افريقيا، والامين العام للامم المتحدة بان كي مون.

والممثل الحكومي الوحيد لدولة غربية كبرى في العرض العسكري هو وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي قال بعد لقاء مع رئيس الوزراء لي كه تشيانغ ان "فرنسا حرصت على الحضور لانه عندما يحدث شىء ما يجب ان يكون الاصدقاء حاضرين". واضاف فابيوس في اللقاء الذي عقد بعد العرض العسكري، ان العرض يشكل "نجاحا كبيرا".

وكان جيش تحرير الشعب الصيني اكد ان 84% من القوة النارية المشاركة في العرض ستعرض للمرة الاولى. وقالت وسائل الاعلام الرسمية ان الاسلحة ستتضمن طائرات متمركزة على حاملة طائرات، وقاذفات بعيدة المدى ومختلف انواع الصواريخ.

وفعلا، استعرضت الصين اكثر من عشرة صواريخ بالستية بعيدة المدى قال التلفزيون الرسمي انها تدعى "قاتلة حاملات طائرات".

وهذه الصواريخ وهي من طراز "دي اف-21 دي" القادرة على اعطاب او حتى اغراق حاملات الطائرات اثارت في السنوات الاخيرة الكثير من التكهنات في الاوساط العسكرية بشأن ما اذا كانت ستقلب موازين القوى في المحيط الهادئ، حيث يتواجد تقليديا الاسطول السابع الاميركي.

لكن متحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونيونغ رفضت التعليقات عن الطابع "العدواني" لهذا العرض قائلة ان "القوات الصينية قوات سلام"، مؤكدة انها "بقدر ما تكون قوية، بقدر ما تصبح قادرة على ضمان السلام العالمي".

ويشارك حوالى الف جندي اجنبي بينهم كتيبة روسية في العرض العسكري.

وتنظم الصين تقليديا عرضا عسكريا ضخما مرة كل عشر سنوات لكن في ذكرى تاسيس الجمهورية الشعبية في الاول من تشرين الاول/اكتوبر.

وكانت اليابان غزت الصين في 1937 وشنت حربا فيها اسفرت عن سقوط بين 15 وعشرين مليون صيني.

غيُر كلمة السر

هل تريد حقاً حذف ملف المستخدم الشخصي الخاص بك؟

لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو

مقالاتنا الأكثر قراءة هذا الأسبوع

اشترك في نشرتنا الإخبارية المجانية للحصول بانتظام على أهم منشوراتنا حول مواضيع متنوعة مباشرة في صندوق بريدك

أسبوعيا

توفر سياسة خصوصيّة البيانات المعتمدة من طرف هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (SRG – SSR) معلومات إضافية وشاملة حول كيفية معالجة البيانات.