الصين تستعرض قوتها العسكرية بمناسبة ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية
تنظم الصين عرضا عسكريا في ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية بمشاركة اعداد كبيرة من الجنود إضافة إلى المعدات العسكرية الثقيلة، كما ستحلق طائرات فوق ساحة تيانانمن، الا ان كبار الزعماء الغربيين لن يحضروا هذا العرض في الوقت الذي ترسخ فيه بكين دورها القوي على الساحة الدولية.
وتستعد السلطات الصينية لعرض كل مظاهر قوتها الخميس المقبل، حيث ستحشد مئات الالاف من سكان بكين وتفرض قيودا على حركة النقل بما في ذلك اغلاق مطارات العاصمة، وخفض مستويات التلوث من المصانع والعربات لضمان صفاء السماء يوم العرض.
وسيشرف الرئيس الصيني شي جينبينغ على العرض لاحياء الذكرى السبعين ل"حرب الشعب الصيني لمقاومة العدوان الياباني، والحرب العالمية على الفاشية"، حسب التسمية الصينية الرسمية للحرب العالمية الثانية.
ويزداد نفوذ وتأثير الصين في العالم حيث انها ثاني اكبر اقتصاد وتعتبر نفسها "قوة عظمى" مساوية للولايات المتحدة.
إلا ان العرض العسكري يتزامن مع خوض بكين خلافات مع جاراتها في بحر جنوب الصين حيث تقوم ببناء مرافق وجزر اصطناعية ذات استخدامات عسكرية، وكذلك وسط خلافها مع اليابان.
كما يتزامن العرض مع زيادة الشكوك حول قدرات الرئيس الصيني وغيره من زعماء البلاد على التعامل مع تباطؤ النمو الاقتصادي الذي تسبب في اضطرابات في البورصة الصينية والاسواق المالية العالمية.
وسيغيب عن العرض زعماء الديموقراطيات الغربية مثل الرئيس الاميركي باراك اوباما والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل وكذلك رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، رغم ان ذلك ليس امرا مستغربا.
وقال جون ديلوري الخبير في تاريخ وسياسة الصين في جامعة يونسي في سيول ان بكين ترغب في أن تؤكد اهميتها المتزايدة على الساحة العالمية.
وصرح لوكالة فرانس برس "انه عرض قوة تقليدي".
واضاف "انهم يحاولون لفت اكبر قدر ممكن من الاهتمام وعرض قوة الصين التي يتحدث عنها شي جينبينغ: الصين الغنية والقوية".
وسيشارك في العرض 12 الف جندي، وستعرض خلاله مجموعة من المعدات العسكرية المصنعة محليا، كما سيشارك فيه نحو الف جندي من دول اجنبية بينها روسيا.
ووعد جيش تحرير الشعب الصيني ان 84% من القوة النارية المشاركة في العرض ستعرض للمرة الاولى، وبحسب تقارير الاعلام الرسمي فان الاسلحة ستتضمن طائرات متمركزة على حاملة طائرات، وقاذفات بعيدة المدى ومختلف انواع الصواريخ.
ويدفع منظر القوة العسكرية في ساحة تيانانمن، حيث قمع الجيش الصيني المحتجين في 1989، بعدد من القادة زعماء الدول الديموقراطية الى عدم حضور العرض.
ويبدو ان الاعلام الصيني قبل على مضض حقيقة عدم مشاركة زائر كبير من واشنطن حتى قبل الزيارة الرسمية التي سيقوم بها الرئيس شي الى الولايات المتحدة هذا الشهر.
الا ان بكين ترى ان طوكيو لم تبد ندما كافيا على غزوها واحتلالها الصين في القرن العشرين، ويقدر مؤرخون مستقلون انه ادى الى مقتل ما بين 15 و20 مليون شخص.
وذكرت صحيفة غلوبال تايمز المقربة من الحزب الحاكم في مقالها الافتتاحي الاثنين "لقد اعتمدت الصين الهدوء تجاه غياب عدد من القادة الغربيين (..) الا ان اليابان تجهد في الاختباء من هذا الحدث العظيم".
واتهمت الصحيفة طوكيو ب"التفاهة" و"انعدام الاخلاق"، قائلة انها "تسبب الاحراج لنفسها بالتاكيد".
وتشمل قائمة ضيوف العرض قادة كازاخستان وفنزويلا اضافة الى الرئيس السوداني عمر البشير، المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية.
ويعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ابرز زعيم اجنبي سيحضر العرض بعد ان كان الرئيس الصيني شارك في عرض مماثل في موسكو في ايار/مايو الماضي وتغيب عنه كذلك زعماء كبرى الدول الغربية بسبب اقدام موسكو على ضم شبه جزيرة القرم الاوكرانية واتهامها بالضلوع في القتال في شرق اوكرانيا.
وسيحضر العرض كذلك رئيسة كوريا الجنوبية بارك غوين-هي التي استعمرت اليابان بلادها، وجاكوب زوما رئيس جنوب افريقيا، والامين العام للامم المتحدة بان كي مون.
واقرت السلطات الصينية بشكل غير مباشر بان اليابان المعاصرة ليست نفسها اليابان قبل سبعة عقود، حيث صرح المتحدث باسم وزارة الدفاع يانغ يوجون للصحافيين ان "العرض لا يستهدف اي بلد اخر، ولا يستهدف اليابان المعاصرة، كما انه لا يستهدف بالتاكيد الشعب الياباني".
الا ان الحزب الشيوعي يستخدم القومية كجزء رئيسي من مرتكزات حقه في الحكم، ونشر الاعلام الرسمي الصيني مجموعة من المقالات حول الفظائع التي ارتكبتها اليابان في السابق، حيث يعرض التلفزيون بشكل دائم مسلسلات درامية عن الحرب.
كما تركزت الحملة الدعائية على مقاومة "الشعب الصيني باكمله" ضد اليابان، وعتمت على الصراع بين الحزب الشيوعي والقوى الوطنية التي كانت حاكمة في ذلك الوقت بقيادة شيانغ كاي-شيك الذي هزم في الحرب الاهلية وفر الى تايوان.
وكانت الصين تكتفي بتنظيم هذا العرض العسكري الضخم مرة كل عشر سنوات على ان يصادف دائما ذكرى تاسيس الجمهورية الشعبية في الاول من تشرين الاول/اكتوبر.
الا ان العرض العام الحالي ياتي بعد يوم من استسلام اليابان رسميا في الحرب العالمية الثانية.
ويقول ديلوري من جامعة يونسي "بطريقة ما، ان ما يحاولون قوله هو +انظروا، كنا على جانب الحق في الحرب العالمية الثانية، كنا الصالحين وحاربنا ضد الاشرار+".